كما لو أننا بإزاء “يوم الشبات”.. الدكتور اليحياوي يسائل الدولة ويقارنها بموريتانيا

07 يونيو 2025 21:59

هوية بريس – علي حنين

في سياق غير مسبوق، استجاب فيه المغاربة للإهابة الملكية بالامتناع عن  إقامة شعيرة ذبح الأضحية خلال عيد الأضحى لهذه السنة، بسبب غلاء الأسعار والرغبة في الحفاظ على القطيع الوطني بعد سنوات متوالية من الجفاف، خرج الأكاديمي والباحث المغربي الدكتور يحيى اليحياوي بتدوينة قوية حمّل فيها الدولة مسؤولية ما وصفه بـ”يوم اللاعيد”، منتقدًا أولوياتها في تدبير الموارد وتوجيه الدعم.



🔸أضحى بلا أضحية.. سكون يعم البيوت!

افتتح الدكتور اليحياوي تدوينته بوصف مؤلم لحالة الصمت التي خيمت على صباح العيد:

“يوم حزين حقًا… سكون قاتل في صبيحة هذا اليوم، يوم ‘اللاعيد’… الناس بمنازلهم كالأموات… لا تسمع همسًا ولا صخبًا للأطفال…”.

وفي مقارنة ذات دلالة، شبّه الأجواء بما يحدث في “يوم الشبات” عند اليهود:

“يخال لي، واليوم يوم سبت، كما لو أننا بإزاء يوم الشبات، حيث يُهيأ طعام يوم السبت المقدس ليلة الجمعة… وكذلك، فعلنا البارحة…”.

🔸الإهابة الملكية وسؤال المكاشفة

في سياق تفاعل واضح مع الإهابة الملكية، دعا اليحياوي إلى مكاشفة مجتمعية حول أسباب العجز عن إحياء شعيرة الأضحى:

“ها هو العيد قد مر… يجب أن نجلس لنتكاشف… نبدأ بطرح السؤال: ما الذي حال دوننا ودون العيد هذه السنة، فبتنا كما لو أننا عدنا لزمن الجوع، حيث لا ضرع ولا زرع؟”.

🔸”موريتانيا تقيم الشعيرة.. وبلد السدود يعجز!”

وفي تساؤل شديد اللهجة، قارن الأكاديمي بين المغرب وجارته الجنوبية موريتانيا التي تمكنت من تأمين أضاحي العيد رغم ظروفها البيئية:

“ما الذي يجعل بلدًا صحراويًا كموريتانيا، يقيم الشعيرة ومن خلفه 30 مليون رأس غنم، يُصدر جزءًا منها، و’بلد السدود’ لا يقدر على ذلك لا إنتاجًا ولا استيرادًا؟”.

🔸أولويات مختلة: ملاعب تلتهم الملايير مقابل غذاء مفقود

لم يتردد اليحياوي في توجيه انتقاد مباشر للسياسات الحكومية، متسائلًا عن أسباب تفضيل الإنفاق على البنية الرياضية بدل دعم القدرة الشرائية للمواطنين:

“ما الذي يبرر رمينا لملايير الدراهم في ملاعب كرة غير ذات فائدة كبرى، ولا نستطيع توجيهها لضمان كبش عيد، بات عنوان لمّ الأسر وصلة الأرحام؟”.

🔸عن الجفاف والتهرب من المسؤولية

وفي نقده للمقاربات الرسمية، أبدى رفضه لاختزال الأزمة في “معزوفة الجفاف”:

“ما سر أن نخصص أنهارًا من المياه لإنتاج خضراوات وفواكه هجينة، وعندما يقترب يوم العيد، ندفع بمعزوفة الجفاف وشح القطيع، فنرمي ‘بلاوينا’ على الطبيعة ونتطهر من جرم مشهود؟”.

🔸”لا أحد يسمع”

اختتم الدكتور اليحياوي تدوينته بنبرة من اليأس، معتبرًا أن تكرار الأسئلة لا جدوى منه في ظل غياب التفاعل الرسمي:

“أسئلة مكرورة وماسخة وغير ذات جدوى، لأن الطرف الذي يجب أن يسمع… لا يسمع”.


خاتمة

عيد بلا أضحية، بأمر ملكي دعا إلى التخفيف في زمن الأزمة، لكن صوت الدكتور يحيى اليحياوي لم يأتِ كنفثة مصدور عابرة، بل كدعوة جادة وصيحة مسؤولة لإعادة النظر في ترتيب الأولويات، ومساءلة السياسات التي جعلت من “كبش العيد” رفاهية لا يقدر عليها أغلب المغاربة!

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. مقالة الباحث دليل للاسف عن جهله بمنظومة السكان المغربية والتي تغيرت في الاونة الاخيرة واستدلاله بموريتانيا خير دليل فلا محال للمقارنة بين البلدين

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°
24°
أحد
25°
الإثنين
22°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M