كُورُونَا: إِفْرَازَاتُ مَرْحَلة..!!!

03 أبريل 2020 11:32
الشيخ القزابري يكتب: اَتَخُونُوا أمَانَاتِكُمْ...!!

هوية بريس- عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي:
في وقت الأزمات..يظهر أصحاب العَزمات..وتتجلّى حقائق النفس الكامنة خلف حُجُبِ الِإلفِ والاعتياد..وفي أوقات المِحن يحصل التمايز..بين حملة المحبة..الذين يبذرون بذور الحب..وينثرون ورود الأمل..ويقدمون التضحيات الجِسام..وبين الذين تعفَّنت نفوسهم..وعمِيت عن أن ترى خيرا . .أو تبصر ضوءا..فشأنهم تتبع السَّقطات..يلتقطونها التقاط هوامِّ الأرض ليملئوا بها مخزون سُمِّيتِهِم..وخبثهم..وإخلادهم إلى الأرض..فلا رَعْيَ..ولا سَعْيَ..ولا وعيْ…وهؤلاء لا يُلتفت إليهم..وإنما يُلتفت إلى محاولة علاجهم..لأنهم مرضى..ومنهم من يريد فرض الوصاية..من مُنطلق الجهل المركَّب…والذي من مظاهره.:.فكِّر كما أفكِّر..وحلِّلْ كما أُحَلل..واسلُك مسلكي وإلا فلا اعتبار لك..وهؤلاء كذلك لا يُلتفت إليهم لأنهم من سَقطِ المتاع…ومنهم أصحاب السباب. لا يعجبهم شيء..ولا يرضيهم شيء..ويسبون كل شيء..وهؤلاء عذرهم أنهم لا يملكون غير ذلك..وكلٌّ ينفق مما عنده…

أما النخبة..ولا سيما في أوقات المحن..فيمكن ذكرهم على النحو الآتي:

فدائيو المحبة:

هؤلاء فقط هم الذين يستطيعون إنشاء عالم المحبة والنور..والسعادة في الحاضر والمستقبل..شفاههم تعلوها بسمة المحبة..قلوبهم عامرة بالصفاء نظراتهم تشع بالإنسانية..يرون في شروق الشمس وغروبها وفي بريق النجوم وخفوتها..رسائل محبة. .إن فدائيي المحبة ينظمون أنفسهم بشعور المحبة تُجاه وطنهم. ..وحتى حِدتهُم وغضبُهم له طابع المهابة والجدية واللطف( القائدة حورية نموذجا) لأنهم يسعون للتنظيم وللتقويم..أن يكونوا على الدوام مفيدين بنائين إيجابيين…

ولقد أفرزت لنا هذه المحنة أن فينا أناسا أغلى من جواهر الدنيا. فقد رأينا رجال الأمن..والشرطة..والقوات المساعدة..ورجال الجيش الأشاوس ووو..والطواقم الطبية بكل مكوناتها..ووو..حيث التقطت عدساتُ الزمان مشاهد سيكتبها التاريخ بمِداد الفخر..مشاهد إنسانية فريدة..ودموعا تنسكِب حبا وفداء للوطن..إنها ملحمة شعبٍ بكل المقاييس..ملحمةٌ ومرْحمة..وهذا هو المعدن المغربي الأصيل..قد نختلف. ونعترض..ونتعارض..ونتخاصم وووو..لكن عند الشدة تذوب الخلافات..لتتحد القلوب..وتبرز اللوحة الحقيقية للمغاربة..التي رسمتها ريشة الحب…بمداد الرقي …
لقد رأينا كذلك علماء الحق..الذين يبثون في الناس الأمل..ويدفعون شُبه المتربصين..وإن كان أغلب هؤلاء المتربصين قد دخلوا جحورهم..كما هو شأن الثعابين..رأينا علماءنا كيف يوجهون الناس نحو الوحدة..وجمع الكلمة..ويساهمون في الحلول( الشيخ العلامة مصطفى بن حمزة نموذجا ) وغيره من الأفاضل الكرام..

ورأينا كذلك المنفقين..الذين سارعوا وساهموا كلٌّ حسب وُسعِه..وهؤلاء هم أصحاب النفوس الكبيرة..لأن الجود بالمال..من أصعب ما يُختبر به العبد..لكن رأينا أناسا ساهموا وقلوبهم تفيض حبا لهذا الوطن..بل كانوا بفعلهم هذا مدشني ملحمة الانفاق والبذل..فانكشف الغطاء..وظهر أصحاب العطاء..وكل شيء يهون في حق وطن يسري حبه في الدماء..فبيض الله تلك الوجوه..أما الذين تخلفوا من القادرين ..فربنا يقول ( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل..ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه..والله الغني وأنتم الفقراء..).

إن كل الذين يساهمون في هذه الملحمة الوطنية اليوم..والذين يبذلون جهودهم في سبيل سعادة أبناء وطنهم..ويمدون أيديهم إليهم لإنقاذهم من الورطات الكثيرة للحياة ..هم أصحاب القلوب الكبيرة..الذين فهموا أنفسهم…وهم في مجتمعهم نسائم رحمة..يتصارعون مع مصاعب المجتمع ومصائبه..ويتصدون للرياح والعواصف..لإطفاء الحرائق..وهم على أهبة الإستعداد لكل طارئ..

وفي الأخير..فإن الخير والجمال والحب هم خميرة الفضيلة في الدنيا..ومهما يكن من أمر..فإن الدنيا متجهة لا محالة نحو هذا الخط..خط الحب…ولن يكون باستطاعة أحد منع أو إعاقة هذا الأمر…

ستجتاز بلادنا هذه المحنة بفضل الله ورحمته وستره..وستستخلص الدروس والعبر..وسينجلي الغبار..ويقول قانون التمايز كلمته…( ماكان الله ليذر المومنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M