“لأن الله معنا”: أنس الشريف.. قصة إيمان وصمود بين القصف والخيام!

18 يناير 2025 23:52

هوية بريس – علي حنين

في وسط الدمار الهائل الذي يلف قطاع غزة منذ أكثر من 470 يومًا من العدوان الصهيوني الهمجي، تبرز قصص الصمود الإنساني كشموع تضيء ظلام الحصار والقتل.

واحدة من هذه القصص هي قصة الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة من مخيم جباليا، الذي أصبح رمزًا لصمود شعب لم ينكسر رغم كل ما تعرض له من آلام وفقدان.

أنس الشريف، الذي عاش طفولته وشبابه في مخيم جباليا، واحد من آلاف الفلسطينيين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم بسبب العدوان الصهيوني.

في تدوينة مؤثرة، يروي أنس معاناته ومعاناة أهله وأبناء شعبه، الذين تحملوا ما لا يتحمله بشر، لكنهم ظلوا صامدين، متمسكين بحلم الحرية والكرامة.

  • “تعبنا، لكننا لم ننكسر”

بهذه الكلمات البسيطة التي تحمل في طياتها آلامًا لا تُحصى، يبدأ أنس تدوينته.

فقد أنس والده، أقاربه، أصدقاءه، وزملاءه في العمل الصحفي، الذين سقطوا شهداء تحت القصف الهمجي.

ومع ذلك، يؤكد أنس أن الفقدان لم يهزم إرادة الحياة، بل زادها صلابة.

“فقدنا كل ما نملك، ولم ننكسر”، يتابع أنس، مشيرًا إلى الدمار الشامل الذي طال منازلهم وممتلكاتهم.

عشرات المرات تعرض للتهديد من قبل قوات الاحتلال، ونزح أكثر من خمسين مرة مع عائلته بحثًا عن مكان آمن، لكنه لم يجد سوى الخيام، التي أصبحت ملجأً مؤقتًا لعشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية.

  • “عشنا في الخيام، ولم ننكسر”

أنس، الذي عانى مع أهله من الجوع والعطش، اضطر إلى تناول الشعير والذرة كغذاء أساسي بعد أن فرض الاحتلال حصارًا خانقًا على القطاع، حارِمًا إياه من أبسط مقومات الحياة.

“متنا من الجوع والعطش، ولم ننكسر”، يكتب أنس، في إشارة إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب والحصار.

رغم كل هذا، يبقى أنس متفائلًا، مؤمنًا بأن الله معهم.

“لأن الله معنا. هو نعم المولى ونعم النصير”، يختم تدوينته بكلمات تبعث الأمل في نفوس الملايين الذين يتضامنون مع قضية شعبه، قضية كل مسلم بل كل إنسان حر شريف على هذا الكوكب.

  • غزة: 470 يومًا من الإبادة

تدوينة أنس الشريف ليست مجرد سرد لمعاناة شخصية، بل هي مرآة تعكس معاناة شعب بأكمله.

منذ بداية العدوان الصهيوني الهمجي الأخير على غزة، قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ودُمرت آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات.

الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 16 عامًا زاد من معاناة السكان، الذين يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية.

غزة، التي توصف بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.

الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية، والمرضى يفارقون الحياة بسبب عدم توفر الأدوية والعلاجات اللازمة.

ومع ذلك، يبقى أهل غزة صامدين، متمسكين بحلمهم في الحرية والعدالة والكرامة.

  • الصحفيون على خط النار

قصة أنس الشريف تذكرنا أيضًا بالدور البطولي للصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون تغطية الأحداث رغم المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها.

عشرات الصحفيين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم، بينما تعرض آخرون للترهيب والتهديد والاعتقال.

أنس نفسه تعرض للتهديد والقصف أكثر من مرة، لكنه لم يتوقف عن نقل الحقيقة إلى العالم، مضحيا في سبيل ذلك بكل غال ونفيس.

في الوقت الذي تحاول فيه قوات الاحتلال إسكات الأصوات التي تكشف جرائمها، يبقى الصحفيون الفلسطينيون في خط النار، حاملين كاميراتهم وأقلامهم كأسلحة في معركة الحقيقة.

  • رسالة إلى العالم

تدوينة أنس الشريف ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة تذكر العالم بمعاناة شعب يعيش تحت الاحتلال منذ عقود.

هي دعوة للضمير العالمي لتحمل مسؤولياته والتحرك لإنهاء الحصار والعدوان على غزة.

هي تذكير بأن الصمود الفلسطيني، رغم كل الآلام، لم ولن ينكسر.

وفي النهاية، يبقى السؤال: إلى متى سيبقى العالم صامتًا أمام هذا الاحتلا العنصري البغيض الجاثم على صدور أخواننا في فلسطين؟! وإلى متى ستستمر غزة في دفع ثمن صمودها؟!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M