لماذا يصر وزير الأوقاف على فصل المسجد عن مسرى رسول الله؟؟

هوية بريس – ذ.إبراهيم الطالب
نتساءل ما دمنا نحن في المغرب من نترأس لجنة القدس منذ إنشائها في سنة 1975، ومادام الملك محمد السادس هو رئيسها، وما دام عامة الشعب والدولة هم من يمول جل المشاريع التي ينجزها بيت مال القدس، فلماذا يصر وزير الأوقاف أن يفصل بين المسجد في المغرب الأقصى والمسجد الأقصى الذي هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناسبة هذا الكلام أن المصلين اليوم كان لهم موعد مع الخطبة الموحدة عن الإسراء والمعراج، لكنهم صدموا من جراء تجاهل كاتبها الموظف حال المسرى وأرض الرباط، لم يدافع عنه ولم يذكِّر المصلين بعدم نسيان قضيته والعمل من أجل خدمته وافتكاكه.
وأمام هذا العمل المشين نعتبر كغيرنا أن وزير الأوقاف مسؤول مباشر عما يجري في مساجد المغرب، فلا يعقل أن تفرض الخطبة الموحدة، ليتحكم في دور المسجد والمنبر.
إن هذا نوع من علمنة المسجد لينتج خطابا محايدا لا روح فيه ولا انتماء، يتماشى مع ما فرضته الدول الغربية على مصادر إنتاج الخطاب الشرعي في بلاد المسلمين.
فهل من مقتضيات خطة تسديد التبليغ أن يخدم المنبر الشريف مطامع بني صهيون؟؟
أليس من العار أن يكلف فرد واحد مهما بلغ من علم بصياغة خطبة الجمعة يوجهها على قدم المساواة إلى ملايين المغاربة؟؟
فهل يستوي الخطاب الذي يجب أن يوجه لمصلين في دوار في جبل، أو قرية نائية في سهل مغمور في بادية، مع الخطاب في مسجد كمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء أو مسجد السنة بالرباط؟؟
أي عقل أنتج هذا القرار؟؟
ينبغي على من يهمهم أمر استمرار الإسلام في المغرب والذي هو أساس البيعة أن يعيدوا النظر في هذا القرار الخطير الذي لم تستطع اتخاذه حتى دولة الاحتلال الفرنسي رغم الدور المهدد لها والذي كانت تلعبه المساجد، فالمساجد جعلت ليذكر فيها اسم الله ويعلى فيها شأن الإسلام وينبه فيها الغفلون ويوقظ فيها النائمون، لا أن تنتج خطابا هو أشبه بالمسكنات التي توصف للمرضى المتوترين حتى تخدر أعصابهم فيرتاح من حولهم.
إن المساجد في المغرب على مر العصور كانت لها الأدوار الكبرى لحماية الدين ولعل قيام الغيورين ضد الاحتلال لما أصدر الظهير البربري كان من المسجد بقراءة اللطيف والدعاء من أجل ألا تستطيع فرنسا أن تفرق بين العرب والبربر بعد أن وحد بينهما وصهرهما الإسلام بعقيدته وشريعته ومنظومة قيمه.
فلماذا يريد التوفيق أن يفرق بين مساجد المغاربة الأحرار ومسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم؟
ملحوظة مبكية:
وأنا أحرر هذه التدوينة أكتبها مستحضرا رقابة المارد الشيطان الأزرق ماركوس في عدم التصريح بأرض المسرى ولا بالدولة التي يتواجد فيها، حتى لا يشطبها ويعاقبني، بدعوى أنني خالفت قيم مجتمعه، فهل أصبحت المساجد في بلاد العلويين الأشراف تحت رقابة إخوان ماركوس؟؟
نتمنى أن يجيبنا وزير الأوقاف.