لن أتابع المباراة.. ولا المونديال..

هوية بريس – يونس فنيش
لن أتابع المباراة. كرة القدم لم تعد تهمني و لا تطربني و لا تسليني و لا تغضبني و لا تفرحني. أفضل متابعة ما يجري في غزة العزة من إبادة جماعية لأكون شاهدا عند الله بما يفعله الظالمون و لأدعو الجبار القهار المنتقم لأخذ الحق و نصرة غزة عزة فلسطين حيث باب المغاربة..
لن أتابع المباراة؛ و لا المونديال بأكمله الذي بموجبه قيل أن منازل هدمت، و من أجله قيل أن أسرا و عوائل أخرجت من ديارها، و في سبيله قيل أن أملاكا انتزعت للمصلحة الخاصة لا العامة. لن أشاهد المباراة و سأتابع “كوارث المونديال” تلك المتداولة، من باب الوطنية لمعرفة الحقيقة و الوقوف عندها، هذا هو المفيد و ليس المونديال بتفاهته و نتائجه التي لن تغني من جوع الفقراء و لن تصلح لا إدارة و لا اقتصاد و لا سياسة.
لن أتابع المباراة لأن مدرب فريق الخصم “خائن رياضي” يريد إلحاق الهزيمة بفريق وطنه الأصلي من أجل المال، من أجل الدنيا الفانية.
لن أتابع المباراة لأن الرئيس المكلف بالمونديال صرف الملايير الطائلة في شكل دعم لبعض رجال الأعمال القلائل لاستيراد الأغنام فتضاعف ارتفاع ثمن اللحوم عوض الانخفاض، و اكتفى الرئيس بالقول أن لا داعي للتهويل و بأن ذلك كان مجرد خطىء بسيط. نعم لا شك، فلعل لا شيء مهم بالنسبة إليه ماعدا المونديال الذي لن أتابعه و لن أهتم به لأنه تافه لا يستحق كل هذا الهيل و الهيلمان و التخشع غير النافع.
لن أتابع المباراة. سأصلي من أجل فلسطين. سأترقب انتصار غزة العزة رغم الخسائر، رغم تفجير البيوت بالصواريخ، رغم الإبادة الجماعية المتجددة و الغادرة التي يعلم جميع أطوارها المقاول البناء العالمي العجيب الغريب، الذي يريد إنشاء منتجعات سياحية و فنادق و قاعات ألعاب في أرض غزة العزة بعد إخلاء الساكنة منها أو إبادتها عن أكملها. ولكن هيهات هيهات… أرض غزة أرض معجزة و الله مع أهاليها و مقاوميها و لن يفلح الظالمون، و المهم الآن أنني لن أتابع المباراة و لن أهتم بالمونديال. هذا ما كان.