ليلة القدر… سيدة الليالي وتاجها
هوية بريس – رشيد وجري
سيدة الليالي، ليلة القدر الليلة المباركة فيها يفرق كل أمر حكيم، فيها أنزل القرآن الكريم, وهي ليلة الشرف والفضل العظيم والخير العميم، ينزل فيها أمين الوحي جبريل عليه السلام والملائكة بالخير والرحمة والمغفرة، أفرد لها الحق سبحانه في كتابه العزيز سورة خاصة تسمى باسمها قال الله عز وجل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر.
تاج الليالي وأفضلها على الإطلاق¸ليلة القدر ثبت فضلها بالسنة والكتاب، فيها الدعاء يُجاب، ويفتح البَابُ، ويُقرَّبُ فِيهَا الأَحبَابُ، وَيُسمَعُ الخِطَابُ، وَيُرَدُّ الجَوَابُ ويعطى لِلعَامِلِينَ عَظِيمُ الأَجرِ والثواب من الله العزيز الوهاب … يقول عنها النبي المحبوب المجاب صلى الله عليه وسلم : مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.(صحيح البخاري) , والمقصود ب “إيمانًا واحتسابًا”، أي: تصديقًا بفضلِ هذه اللَّيلةِ، وفضلِ العملِ فيها، وابتغاءً لوجهِ اللهِ في عبادتِه.
سلطانة الليالي هي ليلة الفرقان والغفران والعتق من النيران، ليلة السلام للمسلم والأمان والرحمة والقرب من الديان، ليلة جمعت المحاسن والعطايا والمنح والهدايا، هي خير من ألف شهر وأفضل من قيام الدهر، وإنّ العمل الصالح فيها يعدل ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، أي تعدل ثلاثة وثمانون عامًا وزيادة، فهذا مما يدل على فضل هذه الليلة العظيمة وبركتها ومكانتها. وقد اشترط الله تعالى لنيل المغفرة والجزاء في هذه الليلة العظيمة المباركة: الإيمان، والاحتساب.
وهذه الليلة المباركة يجب تحريها والتماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تَحَرَّوْا ليلة القدرِ في الوِتْرِ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ) (صحيح البخاري)، ومن رزقه الله سبحانه منحة ليلة القدر وبلغه إياها فدعاؤه فيها ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن علمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدْرِ، ما أقولُ فيها ؟ قال قولي: اللهمَّ إنَّك عفوٌّ كريمٌ تحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عنِّي) (سنن الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ).
ومن فضائل ومزايا هذه الليلة المباركة:
أنها ليلة مباركة تنزل القرآن فيها، المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأنها ليلة من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه
إنها ليلة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي عبادة أكثر من 83 سنة دون ليلة القدر.
وأنها ليلة كثيرة العطايا والمزايا والخبايا.
وهي الليلة التي تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث الليل والنهار.
وأنها ليلة يتنزل فيها الروح والملائكة الذين لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.
إنها ليلة سلام من الآفات والعقوبات وزيغ الشيطان الرجيم.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغنا سيدة الليالي ليلة القدر ويمنحنا أجرها، كما نسأله سبحانه أن يعفو عنا ويحفظنا بحفظه ويرعانا برعايته … فاللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار … فاللهم لا تدع لنا ذنباً إلّا غفرته، ولا هماً إلّا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا فيها صلاحاً إلّا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.