مأساة المنوارة le drame de menouara (1/2)

17 مايو 2025 22:38

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

** ملخص:

يستعرض الموضوع، مناقشة مقتل ضباط فرنسيين، في صحراء المغرب، من قبل جيش مقاومين مكون من حوالي سبعة 7 أو ثمانية 8 أفراد وهم عائدون من سيدي بلعباس، إلى كلومب-بشار، في البرلمان الفرنسي، حيث طالب البعض باحتلال تافلالت لوضع حد لمثل تلك الهجمات، التي تتعرض لها الدوريات والمفارز الفرنسية، التي تتوغل في الصحراء جنوب وهران من المقاومين المغاربة، الذين يُصَنَّفون من قبل المستعمرين؛ بالنهابين واللصوص، والذين يلجأون بعد تنفيذ غاراتهم، على الكولون لتافلالت، للإفلات من الملاحقة.

** كلمات مفاتيح:

كليفر، باسكيت، هيرسشاور، واد الذهب rio-doro، ريموند بوانكاري، الكوم، كولومب-بشار، هيرسشاور، تافلالت، موريس فيوليت، واد الساورة، واحات اتوات، مهاريس، وهران، جبل أغلال.

** النص:

لا شك أن الموت المأساوي للجنرال كلفيري، والقبطانين؛ باسكيت، وديبين، ترك صدى في البرلمان الفرنسي.

وقد وقع الحادث أثناء مناقشة ميزانية الحرب في الدورة الثانية لمجلس الشيوخ في 24 دجنبر.

وهذا ما جاء في الجريدة الرسمية حول الموضوع: الجنرال هيرسشاور.

أيها السادة: ونحن نقترب من مناقشة الفصول المتعلقة بالجزائر وتونس، فمن واجبي أن أطرح على وزير الحرب سؤالا بسيطا:

في تقديم نقاش جرى مؤخرا أثناء دراسة ميزانية وزارة الطيران، كنا نتحدث عن الخطوط الجوية، وتحديدا عن خط يمتد من فرنسا إلى أمريكا الجنوبية، مرورا بالمغرب أولا عبر غرب المغرب، ومن هناك إلى دكار.

لسوء الحظ هذا الطريق الذي يمثل من وجهة نظر رحلات الطائرات، قسما مثيرا للاهتمام للغاية، مشغولا منذ فترة طويلة عبر ريُو-دُورو (واد الذهب) وهو موقع إسباني، تفجر فيه انعدام الأمن، أمام الأعين، خلال الأحداث الأخيرة.

أنت تعلم أن الطيارين، وركَّاب الطائرات التي أجبرت على الهبوط تَمَّ أسرهم، ولم يفرج عنهم إلا بعد مفاوضات مهينة حقّا، لذلك فإن الطريق لا يوفر الأمان لخدمات منتظمة.

كما أن هناك طريقا آخر، يمر عبر شرق المغرب، على الأقل، أو أكثر تقريبا، على طول الحدود بين المغرب والجزائر، تنطلق من كولومب-بشار، وتتجه نحو ممتلكاتنا الفرنسية، في الجنوب.

كان هذا الطريق المعروف، يعتبر آمنا في السابق، إنه طريق مريح للغاية للحافلات، علاوة على ذلك، توجد خدمة حافلات منتظمة، تخدمها من البداية إلى النهابة عبر الصحراء.

إن الأحداث الأخيرة التي شهدها المغرب حزينة للغاية، ليس فقط بسبب الخسارة القاسية التي تكبدها الجيش في هذه الظروف، ولكن أيضا وقبل كل شيء، بسبب التداعيات التي يمكن أن تخلفها هذه الهجمات على القبائل المتمردة، التي ما تزال قائمة على الأراضي المغربية.

قد تكون لهذه الأحداث عواقب وخيمة للغاية، ونحن نتساءل عما إذا كان انعدام الأمن النسبي على هذه الطريق، وما إذا كانت حقيقة إمكانية ارتكاب أعمال اللصوصية هناك، لا ترجع إلى عدم وجود تفاهم بين المصالح العسكرية للجزائر، ونظيرتها المغربية، وفي كل الحالات نحن نطالب باتخاذ بعض التدابير الجديد.

– السيد ريمند بوانكاري رئس المجلس؛ أطلب الكلمة

– الرئيس الكلمة للسيد رئيس المجلس

-السيد رئيس المجلس- إذا كان الجنرال هرسشاور يشير إلى الدراما المؤلمة التي حدثت في الأيام الأخيرة فإنني مضطر إلى أن أقول لمجلس الشيوخ إن الخطأ الرئيسي يقع على عاتق الضحايا أنفسهم، من المؤسف أن أقول هذا، ولو كنت نبهتني لسؤالك لطلبت منك عدم طرحه.

ولكن في الحقيقة الجنرال كليفري ارتكب خطأ بانتهاك لائحة رسمية صدرت في دجنبر 1926 والتي كانت تشترط بشكل إلزامي على الضباط، ألا ينفصلوا أبدا عن السيارات، وأن يتقدموا فقط في مجموعات، وألا يتركوا أي مسافة بينهم، لكن في الواقع كانت ثلاث سيارات من موكب الجنرال كلافري، تتبع بعضها البعض بفارق نصف ساعة، بحيث لا يمكن لأي واحدة مساعدة الأخرى، وفي اللحظة التي اندفع فيها الجيش نحو الجنرال كلافري، كانت السيارة الثانية على بعد نصف ساعة منه، والثالثة على بعد نصف ساعة أخرى.

من الصحيح القول، بأن هناك خطأ آخر ارتكبه كومندار الكوم، الذي انسحب، ولا أعرف تحت أي ظرف فعل ذلك، لكن انسحابه من المركز الذي كان قد حوصر، أو هذا الكومندار لم يعتمد إلا على كمندار كولومب-بشار وقطعا على القوات المغربية، في الحقيقة الكل مر على الأراضي الجزايرية

تَمَّ إعفاء قائد كولومب-بشار من مهامه، ولذلك تم اتخاذ إجراءات فورية.

أما بالنسبة للسؤال الأكثر عمومية الذي طرحه الجنرال المحترم هيرساور، فيتعلق بالعلاقات بين السلطات المدنية والعسكرية، في المنطقتين، من الواضح أنه يظل مطروحا.

تَمَّ إرسال المرشال هيرسشاور ديسْبيري في الساعات الأولى من قبل وزير الحرب، إلى مكان الحادث، ليس فقط لمعرفة كيف مر الحادث، لأنه ليس عندي هنا إلا ملخص البرقيات التي أرسلت لنا، ولكن أيضا لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للمستقبل.

الاحتياط الذي تبادر للذهن بشكل طبيعي، سيكون احتلال تافلالت، لكنها أيها السادة مسألة ذات عواقب وخيمة للغاية، عواقب أخلاقية، وعواقب سياسية، وعواقب مالية، ستسمح الحكومة بالتفكير فيها قبل اتخاذ القرار (جيد جدا! وتصفيق للمعارضين).

– السيد الجنرال هيرسشاوير: لقد أثرت بالفعل سؤال مؤلما للغاية، ولكنني أعتقد أنه يتعين علي أن أُصِّر إلى رئيس المجلس، قبل أن يطرح السؤال، بأني أبلغت به وزير الحرب.

– رئيس مجلس الشيوخ: كان ينبغي عليه أن يحذرك من الخطإ الذي ارتكبته.

– السيد الجنرال هيرسشاور: لقد كان هناك خطأ، وهو فصل الموكب، وهو خطأ صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن حادثة الهجوم، وقع في منطقة كانت تعتبر حتى الآن منطقة توفر الأمن الكامل.

– السيد رئيس المجلس: أبدا عزيزي الجنرال

– الجنرال هيرسشاور: ومع ذلك كان هناك خدمة لسيارات نقل في الناحية

– رئيس المستشارين: تَمَّ اتخاذ هذا القرار في دجنبر 1926 لأن المنطقة كانت تعتبر خطيرة للغاية، وفي عدة مناسبات وحتى مؤخرا، في شتنبر، تم تحذير كمندار كولومب-بشار، من إمكانية وقوع هجمات جيش قادمة،

وفي مجلس النواب، أثيرت أيضا حادثة حول هذا الموضوع في جلسة 29 دجنبر، بشأن مناقشة الميزانية الجزائرية، وهنا التقرير الحرفي:

– السيد موريس فيوليت: أيها السادة، لا أريد أن أترك مناقشة الميزانية الجزائرية تمر، دون أن أطرح سؤالا على رئيس المجلس -أقول السيد رئيس المجلس- لأن الأمر يتعلق بأربعة وزراء، بشأن الأحداث المؤلمة التي وقعت على بعد 60 كلم من كولومب-بشار، قبل بضعة أسابيع.

أولا؛ يتَوَجَّب عليَّ أن أتذكر الضباط، وضباط الصف، واللفيف، والكوم، الذين لقوا حتفهم في هذه المواجهة المأساوية.

لقد كنت على معرفة بالكولونيل كليفري، والقبطان ديبين، والقبطان باسكيت، الذين كانوا ينتمون إلى تلك الفئة من الضباط الصحراويين، الذين غالبا ما يتم تجاهلهم، إنهم يقبلون عيشة البطولة الحقيقية، في خدمة البلاد بشكل مذهل، والذي يمكن لقليل منكم، أن يشك فيه.

منتشرون بكثافة في الصحراء، في مواقع بعيدة عن بعضها البعض في كثير من الأحيان، بمسافة تزيد عن 400 إلى 500 كلمتر بمفردهم، مع طبيب أو اثنين، أو ثلاثة من الفيلق، بدون لاسلكي، يقضون جزء من العام، وحتى تحت شمس الصيف.

بصرف النظر عن الجري، عبر مناطق الصحراء، فإنهم يقدمون عطاء رائعا حقا؛ كلهم في آن واحد إداريون، مهندسون، ومزارعون، وهم يتمتعون بكامل الحماية، التي توفرها لهم الشعوب الأهلية، التي تحبهم وتحترمهم في كثير من الأحيان (جيد جدا! جيد جيدا!!).

ولم يكن من الممكن للبلاد، أن تسمح لهم بالمغادرة دون تقديم الولاء، ودون الانحناء بشكل مؤلم، أمام عائلاتهم، ومن خلال اتخاذ مبادرة هذا الاستحضار الأخير، فإنني أتقدم بالشكر الجزيل، إلى المتعاونين الرائعين، والخدم المخلصين لفرنسا (تصفيق حاد)،

وعلى إثر هذه المأساة، تم إعفاء كومندار دائرة كلومب-بشار من مهامه.

لم أناقش العقوبة، من المحتمل أن تكون هناك بعض الأخطاء، ربما أدى أمر مؤسف إلى رفع جهاز الأمن قبل ساعة استقراره، وقد يكون هناك نقص في الرؤية، من جانب كومندار الدائرة، ربما لم يهتم بتأخر القافلة، لقد كان هناك خطأ عسكري يستوجب العقاب.

أما فيما يتعلق بالتهور، فمن الصعب صياغة لائحة اتهام صارمة، ضد الضباط الذين كانوا ضحايا الكمين.

خارج الحدود المغربية، والمنطقة المحاذية للمنطقة الإسبانية، يسود الأمن شبه المطلق في كافة أنحاء الصحراء، لقد اعتاد هؤلاء الضباط لسنوات عديدة على السفر عبر الصحراء، دون أن يتعرضوا لأدنى حادث على الإطلاق، على سبيل المثال:

قام ليوطنا إيتيان برحلة بين النيجير، والجزائرو، وهران.

في سبعة عشر مرة 17، خلال السنوات الثلاث الماضية وأحيانا وحده، لقد أعطى هذا الهدوء التام، لأولئك الضباط الشجعان، الثقة التي لا ينبغي أن يلاموا عليها.

علاوةعلى ذلك، فإن الجميع، يفهمون أن الهجوم وقع ربما على وجه التحديد، بسبب، وجود ضباط، في القافلة، لقد كانت هذه الحوادث موضوع إجراءات تأديبية، ومن المرجح أن يتم رفض مثل هذه الحوادث في المستقبل.

أطلب من المجلس، الإذن بالإشارة سريعا، إلى التدابير الوحيدة، التي تبدو لي مناسبة، لهذه المغامرات.

خلال العام الماضي، تزايدت الحوادث والكمائن في منطقة بودنيب المغربية، في هذا العام، مثل كل عام تقريبا.

في جزء من الصحراء، يمكن تحديده شرقا بوادي الساورة، وواحات اتوات، حتى Tanis-Rouf إلى الغرب، عبر موريطانيا، والمنطقة الإسبانية، والمنطقة المغربية، هناك غزاة يأتون إن لم يهاجموا القوافل العسكرية -وهذا هو المثال الأول، على حد علمي، في الجزائر- فعلى الأقل ينهبون القوافل، ويسببون أخطر الأضرار لسكاننا الرحل.

إن أغلب هؤلاء المهاجمين يأتون من تافلالت، ومن المفهوم يا سيادة رئيس المجلس، أنني لا أستطيع أن أطلب منك برنامجا بوليسيا كاملا، في هذه المنطقة الصعبة، من المغرب بشكل خاص.

لقد أشار المقيم العام، في تصريح صحفي صدر مؤخرا، إلى أن احتلال تافلالت، سيكون مهمة طويلة الأمد، أنا لا أعرف المغرب جيدا بما يكفي، لأتناقض معه،

كل ما أذكره، هو أن المقيم العام، أضاف أنه من المستحيل بالنسبة له، دون احتلال تافلالت، ضمان عمل البوليس، في المنطقة الصحراوية.

فكيف يمكننا إذن ضمان عمل البوليس، في منطقة صحراوية، مع ترك الأمور على ما هي عليه في جنوب المغرب؟

الشرط الرئيسي، سيكون إنشاء اتصالات عن طريق وسائل لاسلكية، بين مختلف المراكز الصحراوية للجزائر.

لم يتم إجراء هذا الاتصال بطريقة كافية، ليس خطأ الإدارة الجزائرية، وسألت وزارة الحرب، من المعني بهذا الأمر؟ وعن ارتفاع عدد المهندسين العسكريين غير المسجلين في مفرزة الجزائر؟

لم ترد وزارة الحرب حتى الآن، أعتقد أنه لم يُتَمكَّن من الحصول على موافقة وزارة المالية، وليس أقل صحة من ذلك، ووفقا للأخبار التي وصلتنا، فإن خدمة الاتصال اللاسلكي، لم تعمل بعد في سيدي بلعباس، تم التشويش على الْبَثِّ، وفي كولومب-بشار، لم نتمكن من الاستقبال، ولم نتمكن من التواصل بين هذا الأخير والجزائر.

مثل هذه الحوادث تكررت كثيرا، قبل عامين، تم تنظيم غزوة كبيرة، علمت بها قواتنا البوليسية، بفضل الإتصالات اللاسلكية، التي قامت بدور كبير في إيصال المعلومات، نتج عنه نجاحنا في إرجاع المهاجمين للمنطقة الإسبانية، التي لا يمكن ملاحقتهم فيها.

إن تنظيم الاتصالات الجادة عن طريق التلغراف اللاسلكي، يعد شرطا أساسيا لحسن سير عمل بوليس الصحراء.

– السيد جوزيف بونيس: الطيران أيضا له دور كبير.

– السيد موريس فيوليت: الملاحظة الثانية؛ إذا كان المغرب لا يقدر على وضع بوليس في الناحية الصحراوية، فيبدو على الأقل أن قوات بوليسنا قادرة على ذلك، عندما يأتي الغزاة لنهب قافلة في الأراضي الجزائرية، يجب أن يكون لهم حق ملاحقتهم في الأراضي الصحراوية المغربية.

إذا لم أخبر بأن قواتنا قادرة على القيام بعمليات عسكرية، وأن لها قدرة على الغزو، فلن يكون جادا.

على هذا الخط الذي يمتد حوالي 2000 كلم، وضعَنا في المجمل فوْجَيْ مهاريس (جنود الجمال) يقارب 250 بندقية، لايمكن لـ250 بندقية أن تشكل قوة قادرة، على الانخراط في سياسة عسكرية كاملة.

عندما يفر النهاب للأراضي المغربية، يجب أن تتوفر لمهارسنا، الوسائل للوصول إليهم لمعاقبتهم، إنه منطق سليم.

عندما يهاجم المغرب، فإن سكانه يسرون للغاية، لأن القوات الجزائرية لم تتوقف عند الحدود.

– السيد إيميل مورينود: ما تقوله حقا، بالنسبة لواد الذهب (rio de oro) مقارنة بموريطانيا.

– السيد إميل مورينو: واد الذهب عش قراصنة الصحراء.

– السيد موريس فيوليت: حتى لو افترضنا أننا طوعنا الكلمات، وأردنا أن نأخذ في الاعتبار بأن هناك حدودا بالمعنى الأوربي للكلمة، فإنه ما يزال من الضروري لهذه الحدود أن تثبَّت.

فلْيَتِم ترسيم الحدود، ليس لفائدة خاصة؛ مغربية، أو جزائرية، بل فقط؛ وفقا للمصلحة الفرنسية، لأن المصلحة الفرنسية، تريد أن يتم حماية مواطنينا من كمائن هجمات النهاب، والواحات الغنية في وادي الساورة، ووادي اتوات المحمية من قبلنا، ومنع الاعتداء على القوافل، وكذلك السكان الرحل الذين لهم الحق أيضا في الأمن، بحيث لا تزعجهم العصابات القادمة من تافلالت.

من الضروري ترسيم الحدود، بشكل يعطي الجزائر أفقا واسعا في الناحية الصحراوية، يمكنها من حماية حركة المرور، على هذه الطريق الصعبة، وبشكل خاص من وهران إلى إفريقيا الغربية الفرنسية، وهو الطريق الوحيد المتاح للسيارات، والذي يمر على بعد 30 أو 40 كلم فقط من الحدود المغربية الممتلئة بمناطق جبلية.

أرجو السيد رئيس المجلس، أن يشارك الوزراء المعنيون في مناقشات هذا الموضوع، وعلى المعارضين للجزائر والمغرب أن يقترحوا تحكيما عاليا إذا لزم الأمر، يعالج هذه المشكلة الأساسية لأمن أقاربنا بين ولاية وهران، ومنطقة النيجر، والغرب الفرنسي.

وتتعلق هذه الملاحظات كما ترون، بأمن سكاننا الرحل، وكذلك، بأمن ضباطنا وجنودنا.

لا أحتاج أن أخبرك أن هذا فقط هو الذي يحركني، أنا مقتنع بأنك سترى نفس الشيء بالنظر إلى ما ندين به لأنفسنا وللآخرين (عاصفة من التصفيق).

– السيد الرئيس: الكلمة للسيد رئيس المستشارين

– السيد ريمو ند بوانكاري رئيس المجلس

شكرا لك، سأرد فقط بكلمات قليلة على الملاحظات المثيرة غاية للإهتمام، التي ذكرها السيد المحترم فيوليت؛ كما قال، إن فرنسا بأكملها تدين الهجوم القاتل الذي ذهب ضحيته الجنرال كليفر ورفاقه، وبطبيعة الحال، كانت الحكومة منذ البداية، حريصة على فهم الأسباب الدقيقة، واتخاذ كافة التدابيراللازمة لضمان عدم تكرار حوادث مماثلة.

وإليكم هنا باختصار أيها السادة، الحقائق كما تظهر من التحقيقات الأولى التي أجريناها:

في 8 دجنبر الأخير، كان الكولونيل كليفري -أو بالأحرى الجنرال كليفريل- لأن هذا الوعد تحقق، كما قال السيد فيوليط، عبر الخدمات الممتازة لهذا الضابط المتميز، ولكن أيضا ما يزال غير معروف كشخص، كما قلنا من قبل بضع ساعات، فقد تمَّ توقيع الترقية للتو، منذ بضع ساعات، من قبل السيد وزير الحرب.

في الوقت الذي وقع فيه الهجوم -كان الجنرال كليفري، يتابع من الجنوب إلى الشمال، في ناحية عين الصفراء، في المسار الذي يؤدي من بني عباس، إلى كولومب-بشار، وكان برفقته قبطان الهندسة العسكرية باسكيت، وديبون، كومندار قسم السيارات الخاصة بالصحراء، ومارشال الإيواء إيتيان، وlegionnaire Decaux، وكان معه أيضا ابنه البكر، مارشال إيواء كلافري كان آنذاك في إجازة، والذي تصرف بشكل رائع، في هذا القتال الرهيب.

تمَّة الرحلة في البداية في ظروف مرضية، على الرغم من سوء الأحوال الجوية، وعدم التأكد التام من الرؤية.

وصلنا إلى إيجلي عند التقاء نهريواد كير، وواد الزوزفانة، وبعد ذلك في الواد المجاور لهذا الأخير، متوجهين إلى كولومب-بشار.

لم يكونوا إلا على بعد 67 كلم من هذا المركز، عندما تجاوزوا جبل أغلال Arlal ليجدوا أنفسهم فجأة في صراع، كالذي يحدث في كثير من الأحيان بالمناطق الحدودية، الجزائرية المغربية في السنوات الأخيرة، ولذلك أيها السادة يتعين علينا أن نعرب عن أسفنا لوفاة خمسة أشخاص، بما فيهم الجنرال، وجرح ثلاثة آخرين، واختطاف واحد.

يبدو أن العصابة التي نفذت هذه المذبحة، كانت تتألف من حوالي ستة عشر فردا، وكانت مدعومة بحرْكَة مكونة من 200 إلى 300 بندقية، جاءت من الغرب، أي من تافلالت، كما أشار السيد فيوليت، والتي لم تنجح القوات الجوية التي أرسلتها على الفور، في اكتشافها، لكن المعلومات التي تلقيناها عن هذا الهجوم بدت لنا بحاجة إلى استكمالها بتحقيق شامل، والحكومة كما تعلمون، طلبت من المرشال فرانشيت ديسبيري التوجه لمكان الحادث بنفسه، لجمع كافة المعلومات، وتقديم تقرير دقيق مفصل عن الوقائع، واستنتاجات بشأن التدابير التي يجب اتخاذها في المستقبل لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

والآن هذا هو التلغراف الذي أرسله لنا المارشال فرانيل ديسبيري بمجرد وصوله، والذي أكدته برقية من الجنرال كومندار الفيلق 15 لاحقا:

“أقدم لكم انطباعتي الأولى بشأن أمر الحاكم العام المؤرخ 26 أكتوبر 1926 المتخذ بناء على اقتراح الجنرال كومندار الفيلق 19 النشيط دوما”.

“لا بد أن يعزى الحادث المؤسف الذي كلف الكولونيل كليفري حياته، إلى عدم تنفيذ هذا الأمر، بالإضافة لذلك فإن ليوطنا الذي يقود دائرة كولومب-بشار، فشل بوضوح في أداء مهمته، فتم إعفاؤه من مهمته.

سأرسل لك برقية في أقرب وقت ممكن بشأن التقرير الكامل للتحقيق، وفي 28 دجنبر 1926 سأعود لباريس”.

نحن نأسف من الآن؛ على أن بعض الظروف المزعجة، ساعدت في نجاح مسْعى الحَرْكة.

يتبع….ص28.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M