مقتل رسام الكاريكاتير السويدي في حادثة سير.. آيات وعبر

04 أكتوبر 2021 11:02

هوية بريس – إبراهيم الطالب

مدَّ الله في عمره ليعرف الهدف الذي من أجله خُلق، لكنه اتبع هواه وعبَر هذه الدنيا في قرابة ثمانية عقود، لم يفهم منها إلا ظاهرها، تماما كما قال الله سبحانه في أمثاله: {وَعْدَ اللَّهِ، لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}. [الروم:6-7].

العلمانية والحداثة والعقلانية كلها لا تؤمن بالآخرة ولا الحساب ولا العقاب، فأتباعها عن الآخرة غافلون، قد يعيشون طويلا لكنهم لا يعرفون من حياة الإنسان إلا ظاهرها، أما حقيقتها ومآلها فهم عن ذلك في غفلة وعمى وجهل.

اتبع المسكين العلمانية التي ترى في تدنيس المقدس جهادا ضد الظلامية والجهل فرفع راية الحداثة بالطعن في رسول الله محمدﷺ، ورسم رسومات يستهزأ به فيها، وما بلغت ضر النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فقد قال فيه ربه الذي أرسله بالهدى والحق إلى العالمين في آخر رسالة خاتمة قبل يوم البعث: {إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر:95].

الرسَّام البئيس المسكين لم يعرف لله حقا ولا لرسله صلوات الله عليهم أجمعين حرمة ولا قدرا، ختم حياته بمحاربة الله ورسله الكرام، فسخَّر موهبته ليَسْخَر من رسول اللهﷺ فكانت نهايته تماما كما هي سنة الله القدير في المستهزئين برسله صلوات ربي وسلامه عليهم:

قال الله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 10].

الحكومة السويدية منذ أن استهزأ السويدي “لارش فيلكس” برسومه المسيئة للنبي الكريم محمدﷺ، بذلت له الحماية الكاملة منذ سنة 2007 حتى لا يمس بسوء، لكن من يحمي المخلوق الضعيف من أمر الله إذا نزل.

ولكنْ إذا حُمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ//// فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ ولا بحرُ!

خرج مطمئنا محروسا من طرف شرطيين يلتصقان به التصاق ملابسه بجلده، ركب الجميع السيارة في أمن وأمان، كان لهم موعد لم يسجلوه في مذكرة أعمالهم لأنهم لم يخبروا به، موعد مع شاحنة كبيرة بالقرب من بلدة “ماركاريد” الصغيرة حيث اصطدمت بها السيارة التي كان “فيلكس” يجلس بمقعدها متوكلا على حراسة أمن بلاده، الاصطدام من قوته جعل النار تشتعل بالمركبتين.

إن هذه الحادثة ليست كغيرها من الحوادث، بل كانت آية من آيات الله لقوم يعقلون عن الله، ويتفكرون في تدبيره لهذا الكون، وقد أنطق الله رئيسة الشرطة الإقليمية “كارينا بيرسون” بهذه الآية حيث قالت: “الشخص الذي كنا نقدم له الحماية توفي مع اثنين من رجال الشرطة في هذه المأساة الحزينة التي لا يمكن تصورها”.

حتى الحماية التي توفرها له دولته الحداثية المتحضرة لم تمنع عنه أمر الله أن ينفذ إليه في مأمنه، بل مات أيضا من يحرسه من منتقم من البشر ضره ما رسمه الهالك، ومس بجناب رسوله الكريمﷺ.

يا الله ما أعظمك!! وما أشد انتقامك!!

ذكرتني قصة هذا الشانئ الضعيف المسكين، بقصة مدير السجن الحربي الطاغية حمزة بسيوني في زمن جمال عبد الناصر الطاغية، خادم الطاغية كان شديد القسوة عذب المتوضئين المصلين الصائمين القائمين في السجن الحربي، ولم يكتف بهذا الظلم، بل كان شديد الاستهزاء بالله العظيم، حيث كان لا يتورع عن سبه سبحانه، وليغيظ معذَّبيه المستضعفين كان يقول لهم: “لو نزل ربكم لسجنته في الزنزانة رقم كذا”، تعالى الله عن هذا علوا كبيرا.

المسكين نسي ضعفه وهوانه، وفي يوم كان موعده هو الآخر مع شاحنة تحمل قضبان حديد، استقل سيارته وبينما هو في طريقه لم يشعر المسكين المستهزئ إلا وقد اصطدم بالشاحنة لتدخل القضبان في عنقه، يروي من شهد الواقعة، أنهم لم يستطيعوا إخراج جثته من السيارة إلا مفصولة عن رأسه لكثرة القضبان التي دخلت في عنقه.

يا مسكين!! لم ينزل الله سبحانه، بل نزل بعض أمره فنفذ فيك قضاؤه:

قال الله سبحانه وتَعَالَى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير}. الملك.

قد يستشكل بعض الناس المدة بين الاستهزاء ومقتل المستهزئ، فيتشكك في هذه الآية التي وقعت لشانئ رسول اللهﷺ، لكن من يعلم حلم الله وإمهاله للظالم حتى يرعوي ويتوب ويرجع ويتذكر، يفهم عن الله تصرفه في الكون، ويستفيد من آياته.

لكن لا ننسى أن الظالم إذا أعرض وأصر واستكبر وطغى، أملى له حتى يزداد إثما، ثم أخذه أخذ عزيز مقتدر. وهذا واضح للذين يؤمنون بالله واليوم الآخر.

قال الله العظيم سبحانه: {وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُوٓاْ إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.

إنها آية للعاقلين العالمين الذين قال الله فيهم: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43].
يا الله ما أعدلك!! يا الله ما أقدرك!! يا الله ما أحلمك!! يا الله ما أرحمك!!

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M