منبر الجمعة يشكو.. انتقاد واسع لخطبة “خطة تسديد التبليغ”

هوية بريس – إبراهيم الوزاني
انتقد عدد من النشطاء والمتتبعين للشأن الديني في المغرب “الخطبة الموحدة” اليوم الجمعة والتي خصصت للحديث عن “ما ترنو إليه خطة تسديد التبليغ“.
فتحت عنوان “منبر الجمعة يشكو“، كتب الدكتور رشيد بن كيران “خطبة هذا اليوم عـرّت بجلاء عمق الأزمة التي يعانيها الخطاب الديني الرسمي، ولا سيما في مجال المواعظ المنبرية التي تلقى على مسامع الناس كل جمعة”.
وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “مشروع الخطب الموحدة، في سياق ما يسمى بخطة تسديد التبليغ، بـات شاهدا على فشل ذريع، لا يقل عن فشل تجربة إدخال التلفاز إلى المساجد؛ لكن القوم لا يعتبرون، وكأن التجارب لا تعلم، ولا الإخفاق يوقظ، والأنانية سيد الموقف”.
وتابع بن كيران “ومع ذلك، فبشائر الخير باقية؛ إذ لا يزال الناس، بحمد الله، يملكون من الفطرة والذوق ما يمكـنـهم من التمييز بين الحي والميت، وبين الصوت الخارج من القلب والضمير، والعبارات الملقاة على ورق؛ فليست المستأجرة كالمكلومة“.
القارئ عصام بوافي كتب هو الآخر “صارت خطبة الجمعة كأجوبة AI.. مثل كتيّبات كيفية استعمال آلات الطبيخ والتلفاز.. الأدهى أن الموضوع قد يكون مما يحتاجه المغاربة لكن الأسلوب والمضمون كأنها رسالة إلكترونية E-mail لا ينقصها سوى عبارة Cordialement”.
وأضاف بوافي في منشور فيسبوكي “المغاربة لا يثقون إلا في أثر الوحي كتابا وسنّة.. ومتى أُفرغت الخطبة من بعدها الإيماني نصا وأسلوبا أُفرغت المساجد من أهلها تباعا”، مردفا “وفالأخير يقوليك الناس كايتدينو بإسلام مشرقي.. الله يهديكم علينا”.
الناشط الحقوقي عزيز هناوي تفاعل هو الآخر، بمنشور جاء فيه “خطبة جمعة اللاخطبة.. تسديد فهرس الخطب المقبلة وإعادة اجترار سردية سبب نزول خطة التسديد.. إنه مؤشر الارتباك النابع من اليقين بالفشل والشعور بعدم تقبل الجمهور للخطة”.
اليزيدي حسن ذكر أن “أكثر جملة مستفزة في خطبة اليوم”، هي “العملُ بالسنة في الاقتصار على أخذ علم الدين من العلماء العدول أي غير المنتمين للأهواء، ولا سيما الذين يَدْعون عبرَ شبكات التواصل لغرض غير وجه الله!! لأن من يدعو لوجه الله لا يخرج عن ثوابت أمته المحروسةِ بالعلماء الضامنةِ لأمنها الروحي والفكري والاجتماعي”.
ثم علق بقوله “هذا الكلام فيه اتهام للنيات التي لا يعلهما إلا الله، أما ثوابت الأمة فإنها تداس وتحارب علانية من كل من هبّ ودب، بالصوت والصورة.. ولم نر خطبة واحدة تدافع عنها؟!” مردفا “بل دافع عنها هؤلاء الذين اتهمتموهم بأنهم لا يَدْعون لوجه الله.. والله المستعان على ما تصفون”.
الدكتور حميد العقرة، كتب تعليقا هو الآخر “خطة تسديد التبليغ خطة فاشلة، أي حياة طيبة ستحققها بالخطب المنوِّمة ولسان حال السامع: متى ينتهي هذا الخطيب. إنه الوأد لخطبة الجمعة”.
وهذه تعليقات أخرى:
– “خطبة تسديد التبليغ” من أجل “خطة تسديد التبليغ”!!.
– خطبة الجمعة تم تسييسها بامتياز لخدمة العلمانية.
– خطبة اليوم كأنها صيغت في مركز راند.
– قديمًا، كانت خطبة الجمعة بليغة تجدد في القلب الإيمان. وهي اليوم ركيكةٌ لا تثير في النفس سوى الأحزان والله المستعان.
يذكر أن عددا من المتتبعين يتساءلون عن جدوى “الخطبة الموحدة” ضمن “خطة تسديد التبليغ” التي قاربت إكمال سنة على انطلاقها؟! ولماذا تصر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تجاهل كل الانتقادات الموجهة للخطبة الموحدة؟!