من أجل تحسين وتطوير خدمات المعرض الدولي للكتاب في الرباط

هوية بريس – ذ.لحرش عبد السلام
دأب المغرب على تنظيم المعرض الدولي للكتاب كل سنة. وهذه الدورة الثلاثين التي وصلها المعرض، وهي كافية لاستخلاص الدروس ، والوقوف على الثغرات قصد تجويد الخدمات والارتقاء بمستوى التنظيم، ليكون هذا الحدث الثقافي في مستوى تطلعات القراء ودور النشر من جهة، وفي المستوى الإشعاع الثقافي للمغرب من جهة ثانية.
وباعتباري من رواد المعرض الدولي للكتاب من عدة سنوات، اقترح في هذا المقال على المسؤولين عن المعرض مجموعة من الاقتراحات، قصد الارتقاء بتنظيم المعرض.
1- الفترة المخصصة حاليا للمعرض تتزامن مع فترة الدراسة مما يحول دون زيارة الأساتذة والطلبة والباحثين للمعرض، خصوصا المنحدرين من مناطق بعيدة. لذلك أقترح على وزارة الثقافة والجهات الوصية عن تنظيم المعرض:
تخصيص فترة المعرض الدولي للكتاب خلال السنوات المقبلة خلال فترة العطلة المدرسية ليتمكن أكبر عدد من المُدرسين والطلبة والمثقفين من زيارة المعرض، خصوصا وأن هذه الفئات هي أكبر الفئات ارتيادا لفضاءات المعرض.
2- توسيع فضاء المعرض بما يجعله يتسع لكل الخدمات الرئيسة والموازية التي تتعلق بالمعرض. فمن الخدمات الأساسية توسيع أجنحة دُور النشر بما يُيسر عملية تنقل الزوار بين ممرات الأجنحة بكل سهولة ويُسر.
3- تخصيص فضاءات مستقلة للأنشطة عن دُور النشر، لأن تلك الفضاءات تجدها مشتتة في فضاء المعرض بشكل عشوائي، وتجد فضاءً يستغل مساحة لا بأبس بها ولا يوجد فيه إلا بضعة أشخاص يحضرون لنشاط معين. بل أحيانا تجد نشاطا ثقافيا يؤطره أربعة أشخاص فقط، في حين عدد الجمهور لا يزيد عن عشرة أشخاص. زيادة على استعمال منظمي ذلك النشاط صوتيات مرتفعة تشوش على الزوار.
4- بالنسبة للخدمات الموازية: توفير فضاء أرحب لدورات المياه وقاعة الصلاة وباحة الاستراحة للزائرين. ومن الأمور السلبية في معرض الكتاب خلال هذه السنة والسنوات الماضية، عدم وجود قاعة للصلاة، وعدم وجود أماكن مخصصة للوضوء (توفير بيوت خلاء تقليدية). زيادة على ارتفاع أثمنة المأكولات والمشروبات من طرف المشرفين على بيع ذلك، وهذا يتطلب كذلك من المسؤولين عن المعرض تخفيض ثمن الكراء لفضاءات المأكولات، وفرض على مسيري فضاءات الإطعام تخفيض الأثمنة.
5- بالنسبة للكتب المعروضة في المعرض الدولي للكتاب لم توفر وزارة الثقافة على موقعها الإلكتروني هذه السنة قاعدة بيانات عن عناوين الكتب وأثمنتها كما كانت تفعل السنوات الماضية.
6- كما أن بعض المشرفين على بيع الكتب بالمعرض لا تجدهم يملكون قاعدة بيانات على حواسيبهم للكتب المعروضة في الجناح المخصص لهم. كما لا تجد بعض المشرفين على تسيير دُور النشر والمكتبات الموجودة بالمعرض يتوافرون على حواسيب شخصية تُمكنهم من معرفة الكتب الموجودة بالجناح الذي يشرفون عليه.
لذلك على دور النشر لكي تستقطب أكبر عدد من القراء عليها أن تقوم بمراعاة القدرة الشرائية لعموم القراء، وتُخفض أثمنة الكتب وتُنَوِّع الطبعات (الحجم الكبير، المتوسط، الصغير، كتاب الجيب..).
7- على دُور النشر إشهار الأثمنة على الغلاف الأخير لكل كتاب. لأن القراء يضطرون في كل مرة العودة للمسؤول عن جناح دار النشر للاستفسار عن ثمن الكتاب.
8- على دور النشر توفير أكثر من مسؤول عن جناحها، لتفادي السرقة التي أصبحت نقطة سوداء في المعرض.
9- توفير في فضاءات المعرض مرشدين مزودين بحواسيب متنقلة للإجابة عن أي استفسار للرواد (عنوان الكتاب، دار النشر الذي يباع فيها إن كان موجودا…) لأن كثيرا من رواد المعرض يتيهون في البحث عن بعض الكتب بالمعرض دون الحصول على بُغيتهم…
10- على المسؤولين عن تنظيم المعرض خصوصا وزارة الثقافة أن تُخفِّض أثمنة الكراء لدور النشر، وتفرض عليهم في المقابل تخفيض أثمنة الكتب، لأن المعرض لا ينبغي أن يبقى مشروعا تجاريا واستثماريا فقط، بل ينبغي أن يكون فرصة للتشجيع على القراءة والثقافة والمعرفة، التي هي مفتاح كل بلد للنهوض الحضاري..
11- على المكتب الوطني للسكك الحديدية الزيادة في عدد القطارات المتجهة نحو الرباط خصوصا يومي الأحد (الأحد الأول والثاني من المعرض) مع تخفيض الثمن للطلبة والتلاميذ من أجل تشجيعهم للتوجه نحو المعرض.
12-توفير حافلات النقل الحضري بالرباط بعدد كافٍ (حافلة على رأس كل 15 دقيقة خصوصا يومي السبت والأحد من أيام المعرض)
13- المسؤولون عن الموقع الالكتروني للمعرض تخصيص خانة للاقتراحات، يقترح فيها رواد المعرض ما يرونه مناسبا للارتقاء بجودة الخدمات التي يقدمها المعرض. وتدرس لجنة متخصصة عن تنظيم المعرض تلك الاقتراحات من أجل الاستفادة من الأخطاء، والبناء على الإنجازات، حتى تكون كل سنة أفضل وأجود من التي سبقتها في التخطيط التنظيم.
هذه مجرد اقتراحات يمكن لقراء المقال اقتراح أفكار أخرى من خلال تعليقاتهم، وإرسالها عبر البريد الالكتروني لموقع المعرض. كل هذا من أجل أن يصبح المعرض الدولي للكتاب حدثا ثقافيا متميزا يليق بتلبية رغبة القراء والناشرين من جهة. ويليق بسمعة المغرب الثقافية من جهة ثانية.