من فرنسا.. قصص مأساوية تعكس خطورة إضعاف “الأسرة” وتفككها!

23 يناير 2025 18:45

هوية بريس – متابعات

تشهد فرنسا ظاهرة مقلقة تتمثل في وفاة كبار السن في منازلهم دون أن يلاحظ أحد، مما يعكس أزمة اجتماعية عميقة تتعلق بالوحدة التي يعاني منها المسنون.



فقبل يومين من عيد الميلاد، عثرت كامي (اسم مستعار) على خدمات الطوارئ خارج مبنى شقتها في باريس، حيث تم نقل جثة جارتها الستينية التي عُثر عليها ميتة بمفردها في شقتها.

تقول كامي، البالغة من العمر 40 عامًا: “كنا قلقين، فقد لاحظنا ذبابًا ضخمًا على الدرج. حاولنا الاستفسار عن الجارة من الجيران وحارس المبنى، لكن لم يكن أحد يعلم شيئًا. كانت امرأة مطلقة ومتحفظة للغاية”.

  • أرقام صادمة وأزمة مستمرة

في عام 2024، تم العثور على أكثر من 30 شخصًا مسنًا ميتين في منازلهم بعد أسابيع أو حتى سنوات من وفاتهم، وفقًا لإحصاء أجرته جمعية “بوتي فرير دي بوفر” (إخوة الفقراء الصغار).

وأشارت الجمعية إلى أن هذا الرقم “أقل من الواقع”، داعية السلطات الفرنسية إلى إنشاء “مرصد لوفيات الأشخاص الوحيدين” لرصد هذه الحالات بشكل أفضل.

وأكد بوريس كالن، المندوب العام لجمعية “موناليزا” (التعبئة الوطنية ضد عزلة المسنين)، أن عدد المسنين الذين يموتون في عزلة تامة “أعلى بكثير” من الأرقام المعلنة.

وقال: “هناك مسنون يموتون دون أن يطلب أحد جثثهم، وغالبًا ما يتم اكتشاف وفاتهم من خلال مؤشرات مثل تراكم الرسائل في صندوق البريد أو انتشار الروائح الكريهة”.

  • 530 ألف مسن في “موت اجتماعي”

تشير إحصائيات جمعية “بوتي فرير دي بوفر” إلى أن 530 ألف شخص مسن في فرنسا يعيشون في حالة “موت اجتماعي”، حيث يكون تفاعلهم مع الشبكات الاجتماعية ضعيفًا أو معدومًا.

هذه الشبكات تشمل العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل، الجمعيات، والجيران.

وفي الاتحاد الأوروبي، يشعر حوالي 13% من السكان بالوحدة معظم الوقت، وفقًا لمسح أجرته المفوضية الأوروبية عام 2022 تحت عنوان “الوحدة في أوروبا”.

  • أسباب العزلة وتداعياتها الخطيرة

تساهم عدة عوامل في تفاقم مشكلة العزلة لدى كبار السن، بما في ذلك تفكك الأسرة، والتباعد الجغرافي بين الأبناء والآباء، وتراجع الانتماءات الدينية، وزيادة النزعة الفردية في المجتمعات الحديثة.

وعندما يصل الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة، قد يفقد شريك حياته أو أصدقاءه، مما يتركه في عزلة تامة.

تقول ليليان (75 عامًا)، التي تعيش في منطقة جورا شرق فرنسا: “يطلب مني المستشفى اختيار شخص أثق به، ولكن من أختار؟ لا أرى أحدًا سوى الطاقم الطبي. الوحدة مؤلمة، وأحيانًا أشعر برغبة في الانتحار”.

  • جهود التوعية والحلول المقترحة

تدعو الجمعيات إلى تعبئة المجتمع لإعادة تنمية “التضامن بين الجيران”، الذي كان قويًا في الماضي.

وتنظم العديد من المدن الفرنسية حملات توعية لتشجيع الناس على الانتباه إلى العلامات التحذيرية للعزلة الاجتماعية، مثل تراكم الرسائل في صندوق البريد أو عدم تحريك الستائر لفترات طويلة.

وتعمل شبكة “موناليزا”، التي تضم 900 فريق من المهنيين والمتطوعين، على رعاية الأشخاص المعزولين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

كما أطلقت منظمة الصحة العالمية في عام 2023 لجنة متخصصة في الروابط الاجتماعية، بينما أنشأت دول مثل المملكة المتحدة واليابان “وزارات للوحدة” لمعالجة هذه القضية.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M