من يكون “عبد الكريم الخطيب” الذي أغضب بعضهم تسمية شارع باسمه؟

21 يوليو 2020 11:19

هوية بريس – أنس الدحموني

هناك شوارع كبرى في جميع المدن المغربية تحمل أسماء لشخصيات من أوساط سياسية مختلفة لم يطرح معها أي إشكال.

أما حينما يتعلق الأمر بأحد قادة جيش التحرير، ووزير دولة مغربي، يتباكى التيار الاستئصالي الأحادي الفكر حول الهوية المغربية المفقودة، وكأن الأسماء المعنية بهاته الشوارع ينتمون لدولة أجنبية معادية.

فمن هو الدكتور عبد الكريم الخطيب الذي تم لمزه من طرف أحد الجاهلين للتاريخ المغربي؟

برز اسم الطبيب الجراح الخطيب في صفوف الحركة الوطنية، خلال أحداث سنة 1952 بالدار البيضاء، أو ما عرف آنذاك بأحداث “كريان سنطرال”، فاتخذ من مسجد صغير مكانا لعلاج المغاربة الذين فتكت بهم بندقية المستعمر، ليبدأ كفاحه بعد انتهاء العملية الدامية التي أسقطت عددا كبيرا من المغاربة الأحرار.

بدأ الراحل الخطيب، جمع الأموال وتسليمها للمقاومة بشكل منتظم، ثم التقى بأبطال المقاومة، محمد الزرقطوني ومحمد منصور وعبد الله الصنهاجي، لتتبلور فكرة تنظيم المقاومة وجيش التحرير في الجبال المغربية الشمالية، فكانت الانطلاقة بتأسيس قيادة جيش التحرير المعروفة بـ “لجنة تطوان” التي ضمت أبرز رجالات الحركة الوطنية كالمقاوم علال الفاسي والحسين برادة والدكتور المهدي بنعبود، فضلا عن الدكتور الخطيب.

وبعد أن ذاع صيت “لجنة تطوان” وحنق المستعمر عليها، انتقل النضال إلى تنظيم آخر عرف باسم مجلس الثورة المغربية، وهو مجلس تكون من 27 عضوا ترأسه الخطيب، وضم عبد الرحمان اليوسفي وعباس المساعدي وعلال الفاسي، وغيرهم من قادة الحركة الوطنية وجيش التحرير.

وقد انتخب في عام 1956 مسؤولا أعلى للمقاومة المسلحة، ثم وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية عام 1960، وزيرا مكلفا بالشؤون الأفريقية عام 1961.

كما كان أول رئيس للبرلمان المغربي عام 1965، والأمين العام للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية عام 1967، وزير في حكومة محمد كريم عمراني عام 1972 ونائب في البرلمان عام 1977.

والدكتور الخطيب هو المؤسس والأمين العام لحزب العدالة والتنمية والمؤسس للمنظمة النقابية للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب سنة 1973.

إشعاع الدكتور عبد الكريم الخطيب لم يقف عند حدود وطنه المغرب، بل تعداه إلى دعم حركات التحرر المغاربية وأساسا الجزائر، حيث ترأس لجنة عليا مغربية جزائرية للتنسيق بين المقاومتين المغربية والجزائرية، كما ساند حركات التحرر في إفريقيا خاصة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا الذي حافظ على علاقات متينة معه.

كما ساند الدكتور الخطيب القضية الفلسطينية، حيث تأسست الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني في منزله، إضافة لمساهمته في تشكيل الجمعية المغربية لمساندة البوسنة والهرسك.

وافته المنية سنة 2008، مخلفا وراءه إرثا حضاريا وإنسانيا لا ينكره إلا جاهل.

ولمن يريد التأكد من منابر محايدة، فما عليه إلا البحث في موقع ويكيبيديا أو الجزيرة أو مواقع دولية أخرى.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. من هو المخزن الذي يخوفون به الناس(بعبع )المخزن هو الدولة بكل مكوناتها؛وأحيانا يقصد بكلمة المخزن حماة النظام القائم في البلد من قوات أمنية وقوات شبه عسكرية المخازنية الدرك رجال السلطة وغير هؤلاء من الأجهزة الأمنية الاخرى؛إلا أن معارضين الأنظمة الحاكمة بغض النظر عن كونها أنظمة ديمقراطية أو استبدادية؛يغالون في انتقاد الأنظمة ومنهم من يتمنى زوالها ومنهم من يحب الفتنة وعدم الاستقرار؛ومن تم يصنفون الشخصيات الفاعلة في المجتمع سياسيا وثقافيا فإن كانت هذه الشخصيات من أحلافهم فهي تستحق كل التقدير وإلا فهي شخصيات مخابراتية مخزنية؛المغرب بلد الإسلام والنظام ملكي قائم على البيعة الشرعية ويتمتع فيه المغاربة على اختلاف مشاربهم الدينية والسياسية على قدم المساواة؛أحزاب اليسار واليمين التي لها مرجعية شيوعية والتي لها مرجعية اسلامية تتداول في تعايش منقطع النظير فلماذا هذا اللمز والغمز وإذكاء نعرات الجاهلية؛البلد بلد الإسلام وقلعته المنيعة والنظام كلنا تغنينا واقسمنا على حمايته وفدائه ولا مانع من المساهمة في الإصلاح وتقديم النصح من أهل الرأي الصائب والمشورة من ذوي العلم والالباب وليس من كل من هب ودب.(ومن يتكلم عن الناس بجهل يدخل في خانة الفاسق المخرب الذي يريد إيقاظ الفتنة من نومها )

    6
    1

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M