هذه بعض صلتي الدعوية والعلمية بالمسجد

04 نوفمبر 2025 19:59

هوية بريس – د.ميمون نكاز

[هذا تحديث بالنعمة، لا مَنَّ فيها مِنَّا على الله ولا على أحد من العالمين].

ابتليت بأمانة الدعوة والعمل الإسلامي صغيرا وحُمِّلْتُ خطبة الجمعة منذ أزيد من أربعين سنة وأنا في بداية عقدي الثالث (حوالي 23 سنة)، قبل أن يتخلق ويولد بعض الخفاف ممن اعتبرنا -في منقلب ظنه- من “الأكاديميين” الذين يكتبون للناس ما لا يعقلون، لكونه لا يعقل أحرفنا في هذه الصفحة، واحتسبنا من الذين لا صلة لهم بهموم الناس وخطابهم، كان المسجد -بفضل من الله ومنة- يعمر بالمصلين قبل الأذان الأول بحوالي ساعة، حيث كنت ألقي درسا في التفسير، كنت أجمع فيه بين منهجين: (المنهج الموضوعي والمنهج التاريخي [مراعاة التنزلات القرآنية]) وقد بارك الله في ذلك الجهد اليسير، حيث كانت تقبل عليه فئات المجتمع جميعها، من أساتذة وطلبة وأئمة وفقهاء وأطباء وصيادلة وموظفين وغيرهم ممن لا يُعلَمون، كان الله يعلمهم…

الخطابة و”الإمامة العلمية” في المساجد مفتاح الحضور الدعوي والعلمي وبوابة التواصل مع طبقات المجتمع وفئاته المختلفة، تزكية وتفقيها، توجيها وإرشادا، استفتاء واستهداء، ومشاركة لهم في قضاياهم ومشكلاتهم الفردية والجماعية، لذلك يتم التضييق على أهلها، وتحصى أنفاسهم عليهم فيها، وقد جاءت خطة التسديد مطية ووليجة لكنس الباقين منهم، بعد سنين من العطاء الخالص لله سبحانه في مناصحة الناس أمسيتُ ثقيلا على من لا يحتمل “القول الثقيل”، فوقع التخفف من أعباء ثقلي، والحمد لله على ما جرت به أقداره، ولكل نفس ما كسبت في مجاري ذلك القدر {مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءًا یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیًّا وَلَا نَصِیرًا، وَمَن یَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَأُو۟لَائكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا یُظۡلَمُونَ نَقِیرًا} [النساء 123-124]…

ما تاجرت بالعلم ولا قاضيت بالخطبة ليلا ولا نهارا، وما اتخذت المسجد -معاذ الله- في يوم من الأيام معبرا للذاتيات السياسية والحزبية، كان القصد خالصا لله ولدينه، وما أخذت على هذا “الواجب الكفائي الشرعي” درهما واحدا في يوم من الأيام، بل كان الإنسان يقتر على نفسه أحيانا من اجل أن تكون له يد عون أو إنفاق في بعض مشاريع الخير من ماله الخالص الخاص، لا أمن بها على الله، ولا أتشبع بها، ولا أكاثر بها الخلق، ولكني أذكرها مكرها مضطرا من باب التحدث بنعم الله على عباده…

تلك بعض صلتي الدعوية والعلمية بالمسجد، هو بضعة مني، يؤذيني الذي يؤذيه ويحزنني كل عدوان عليه وعلى أهل العلم فيه… أذكر هذا اضطرارا لسوء مقال بعضهم وتعريضه بأننا “نخاطب الناس بما لا يعقلون”، وأنني بعيدون عن عامة الخلق، وهو يجهل عامة صلاتك بالناس، يحسب نفسَه ميزانا لما يُعقَلُ وما لا يُعقل، يظننا -المسكين-غرباء عن الناس بعداء عن همومهم، من غير تمييز عنده بين مقامات الخطاب واختلاف الطبقات المقصودة به…

إن لم تجد نفسك في طبقة من هذه الطبقات فلا تثريب عليك ولا حرج إذا لم وانتبه لنفسك أن تظنها “معيارا للحكم على منازل الخطاب ومراتب الكلام…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
20°
أحد
20°
الإثنين
23°
الثلاثاء
22°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة