هكذا تُعلن وزارة الأوقاف الحرب على الخشوع!
هوية بريس – متابعة
تحت هذا العنوان “هكذا تُعلن وزارة الأوقاف الحرب على الخشوع!” تفاعلت مجددا صفحة حراس الفضيلة، التي تعنى بتتبع الأمور الدينية والهوياتية المغربية، مع صلاة التراويح لرمضان هذه السنة.
وفي هذا الإطار كتبت الصفحة:
“في زمنٍ تُحسب فيه الدقائق بالميزان، لم تَسلم صلاة التراويح من مقص وزارة الأوقاف.. الأئمة مطالبون بالقراءة ببضع آيات فقط، لا وقت للتدبر أو الخشوع! الركوع والسجود؟ بسرعة البرق!.. لا وقت للوقوف بخشوع بين يدي الله، ولا مجال لطمأنينة القلب… والمصلون؟ عليهم أن يتأقلموا مع “الصلاة السَّريعة” التي فرضها عليهم القرار الوزاري، وإلَّا فليُصلوا في بيوتهم!
ولعلّ كلمات أحد الأئمة في رمضانٍ مضى، ألقاها قبل التراويح، تختصر هذه المأساة: ❝من أراد الخشوع، فليصلِّ في بيته! أما نحن هنا، فلَا نخشع! بل نُصلي!❞.
وأضافت ذات الصفحة “مسموح للإمام بإلقاء كلمة وعظية قبل الصلاة، ولكن احذر! لا تتجاوز 15 دقيقة!.. ماذا سيقال في هذه الدقائق المعدودات؟.. تجد الواعظ يراقب ساعته في كل لحظة، يخشى أن يتجاوز الحد، أن يُسجل عليه المراقب (البرݣاݣ) تقريرًا لمعالي الوزير، وكأننا في مصنع يُنتج الصلوات، لا في بيت من بيوت الله!
ويا ليت الأمر يتوقف هنا! ففي المهرجانات الغنائية، لا يُحسب الوقت، بل تُخصص الساعات، وتُمدد إن أراد الحاضرون المزيد! أما في بيوت الله، فالزمن محسوب بالدقيقة والثانية!
الأئمة يعانون، ليس فقط من سوء التجهيزات الصوتية، ولكن أيضًا من ضغط الوقت الذي يسلبهم الراحة والسكينة.. كيف يُتوقع منهم أن يخشعوا في الصلاة وهم مطالبون بالإسراع كأنهم في سباق؟ .. كيف يُرتلون الآيات بتأنٍّ وهم يخشون أن يُوبَّخوا إن أطالوا؟
صار الإمام معلقًا بين مطرقة وزارة الأوقاف وسندان المصلين الذين يرفضون أن تتحول الصلاة إلى مجرد طقوس شكلية بلا روح!.. ومع ذلك، يواصل الأئمة دورهم، صابرين محتسبين، يقرؤون القرآن، ويؤمون المصلين، ويواجهون التعليمات الصارمة بقلوب ثابتة، عسى أن يفرّج الله عنهم هذا الضيق.
اللهم كن لهم عونًا، فقد ضيَّق عليهم من وُكِّل بأمرهم!”
تجدر الإشارة إلى أن السرعة في الركوع والسجود أمر ملاحظ بعدد من المساجد لا كلها، حيث إنه لازال هناك أئمة يمكنون المصلين من الركوع والدعاء في السجود بعدد من المساجد.
