هل بدأ الإعلام الفرنسي يغير موقفه من إسرائيل بعد 19 شهرا على بدء العدوان على الشعب الفلسطيني؟

16 مايو 2025 02:09

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري

هل بدأ الإعلام الفرنسي يغير موقفه من إسرائيل بعد 19 شهرا على بدء العدوان على الشعب الفلسطيني؟

الملف الذي نشرته أسبوعية Le Nouvel Obs في عددها الصادر اليوم يبدو مختلفا عن النغمة العامة التي سار فيها الإعلام الفرنسي طيلة الفترة السابقة. فقد كتب نائب رئيس التحرير -الذي يعكس الخط التحريري للمجلة- مقالا قاسيا يهاجم فيه إسرائيل، حيث ذكر بأنها خرقت اتفاقية جنيف التي تمنع من استعمال التجويع كسياسة ضد السكان خلال الحروب، وقال إن إسرائيل تمنع دخول المساعدات منذ 2 مارس الماضي، وإن لا شيء على الإطلاق يبرر ما تقوم به.

وقال “ينبغي أن يكون المرء أعمى وفاقدا للتعاطف كي لا يدين بشكل غير مشروط”. ثم قال إن ما يحصل في غزة يتجاوز كل الحدود، ولا علاقة له بالأهداف التي كانت تتحدث عنها إسرائيل، كالقضاء على حركة حماس أو إطلاق السجناء، وختم قائلا “لقد أصبحت غزة مسرح للجرائم المتكررة، ولا أحد يمكنه القول غدا بأنه لم يكن يعلم”.

أما الملف الذي نشرته المجلة في الداخل فهو يهاجم إسرائيل بقوة ويقول بأنها تعاقب شعبا كاملا بشكل جماعي، كأن الجميع حمل السلاح يوم سابع أكتوبر 2013 إلخ إلخ.

بالطبع في الملف محاولة لإدانة نتنياهو شخصيا وتحميله المسؤولية، وهو ما يعني أن هناك حملة انتخابية في إسرائيل يستغل فيها خصومه الفرصة للنيل منه، ولكن الملف يتحدث عن إسرائيل ككيان، ومن المعلوم أن التفريق بين نتنياهو وسياسة الكيان تجاه الشعب الفلسطيني هو مخطط صهيوني يحاول أن يوهم الآخرين بأن في الصهاينة الأخيار والأشرار، مع أن الجميع شيطان، وقبل حتى أن يكون نتنياهو نطفة في بطن اليهودية كان الآخرون هم القتلة.

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

ولكن ما نشرته المجلة يدل على أن هناك تحولا في الرأي العام الفرنسي والأوروبي تجاه إسرائيل، ومثل هذه المعالجة للقضية الفلسطينية غير مسبوقة فيما أعرف من خلال متابعتي للصحافة الفرنسية طيلة ثلاثة عقود. فالمهم هو أن الرأي العام الفرنسي والأوروبي من خلال مثل هذه المعالجات سوف يقتنع بالتدريج بأن إسرائيل كيان إرهابي، وهي القناعة المهمة في العملية كلها، لأنه من سيحدد مستقبل إسرائيل لدى الأوروبيين والأمريكيين.

فحتى عشية سابع أكتوبر 2023 كانت جميع حروب إسرائيل بالنسبة للرأي العام الغربي مبررة بدعوى مواجهة الإرهاب والدفاع عنه النفس، وهي الأكذوبة التي عمرت طويلا منذ احتلال فلسطين، وكان الرأي العام يتعاطف مع اليهود في فلسطين باعتبارهم يعيشون تحت الخطر، لكن الصورة اليوم بدأت تتغير ويظهر الشعب الفلسطيني تحت خطر اليهود.

مثل هذه المعالجات لا يمكن الاستهانة بها، ولا ينبغي أن نتصور بأن مواقف الأوروبيين والأمريكيين يجب أن تكون مثل مواقفنا، فنحن مسلمون وقضية فلسطين تهمنا كمسلمين ونعتبر وجود اليهود احتلالا، لكنهم هناك يعتبرونه وجودا طبيعيا وينظرون إلى القضية الفلسطينية من زاوية مختلفة تماما، مثلما ننظر نحن مثلا إلى حرب أوكرانيا أو صراع الصين مع تايوان، لذلك كل تغيير وهو بسيط في الرأي العام الأوروبي والأمريكي هو مكسب كبير قياسا إلى حجم الطموحات اليهودية الملقاة على أوروبا وأمريكا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M