واشنطن تنفي معلومات عن مضامين خطة “صفقة القرن”
هوية بريس – الأناضول
وصف مسؤول أمريكي، تسريبات نشرتها محطة تلفزة إسرائيلية، عن محتوى الخطة الأمريكية للسلام ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”، بـ”غير الدقيقة”.
وفي ذات السياق، أكدت فلسطين، اليوم الخميس، أنها لن تتعامل مع أي خطة أمريكية، ما لم تتراجع واشنطن عن كافة الخطوات التي اتخذتها، وفي مقدمتها “اعترافها بالقدس (عاصمة) لإسرائيل، ونقل سفارة بلادها إليها”.
وكتب جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع “تويتر”، فجر اليوم الخميس، إن ما نشرته محطة التلفزة الإسرائيلية 13 (خاصة)، “غير دقيق”.
وأضاف:” إن التكهنات حول محتوى الخطة لا يفيد؛ في الوقت الراهن فإن عدد قليل جدا من الناس على هذا الكوكب يعرفون ما فيها”.
وتابع جرينبلات :” إن نشر قصص كاذبة أو مشوهة أو منحازة في وسائل الإعلام، أمر غير مسؤول ويضر بالعملية”.
وكانت محطة التلفزة الإسرائيلية 13، قد ذكرت مساء أمس أنها استقت معلوماتها من إحاطة قدمها مسؤول أمريكي إلى مجموعة صغيرة قبل أسبوعين، دون مزيدا من التفاصيل عن هوية المجموعة.
وقالت إن خطة الولايات المتحدة ستشمل دولة فلسطينية على أرض ستكون أكثر من ضعف مساحة المنطقتين (أ) و(ب) في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية اليوم، وهو ما يعني أن الدولة الفلسطينية ستكون على مساحة ما بين 80 إلى 90% من الضفة الغربية.
وتُقسم الضفة الغربية بحسب اتفاق أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، لعام 1993، إلى ثلاث مناطق (أ وب وج).
وتسيطر السلطة الفلسطينية حاليا على المنطقة (أ و ب)، فقط والتي تضم المدن الكبرى، وتبلغ نحو 40% من مساحة الضفة، فيما تسيطر إسرائيل بشكل كامل على المنطقة (ج)، التي تشكل نحو 60% من مساحتها.
وأضافت المحطة الإسرائيلية:” ستشمل الخطة أيضًا مبدأ تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين لضم بعض الأراضي في الضفة الغربية إلى إسرائيل دون أن يكون من الواضح حجم التبادل”.
وأشارت إلى أن خطة السلام الأمريكية “تقسم المستوطنات إلى 3 مجموعات: كُتل المستوطنات، حيث يعيش معظم المستوطنين وتلك ستصبح جزءا من إسرائيل؛ ولن يتم إخلاء المستوطنات المعزولة ولكن لن يسمح بتوسيعها، وسيتم إزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية بموجب القانون الإسرائيلي”.
وقالت:” ستجعل خطة الولايات المتحدة القدس عاصمة مشتركة، ستكون عاصمة إسرائيل في القدس الغربية وأجزاء من القدس الشرقية، وستكون عاصمة فلسطين في أجزاء من القدس الشرقية وتشمل غالبية الأحياء الفلسطينية”.
وأضافت:” سيبقى الحوض المقدس الذي يشمل البلدة القديمة والحرم القدسي (المسجد الأقصى) ومحيطه المباشر تحت السيادة الإسرائيلية، وسيستمر الوضع القائم في الأماكن المقدسة وسيُعطى للفلسطينيين والأردنيين وربما أطراف أخرى دورًا في إدارة الأماكن المقدسة”.
واستنادا إلى المحطة الإسرائيلية، فإن فريق السلام في البيت الأبيض، يعتقد أن الفلسطينيين سيرفضون الخطة بشكل مباشر، ولكن الفريق الأمريكي يريد من إسرائيل عدم رفضها وإبداء الرغبة في التعامل معها.
** تعقيب فلسطيني
بدورها، أكدت السلطة الوطنية الفلسطينية، أنها لن تتعامل مع أي خطة أمريكية، ما لم تتراجع واشنطن عن كافة الخطوات التي اتخذتها، وفي مقدمتها “اعترافها بالقدس (عاصمة) لإسرائيل، ونقل سفارة بلادها اليها”.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان وصل وكالة الأناضول، الخميس، إن تسريبات المحطة التلفزيونية الإسرائيلية حول مضامين الخطة، ما هو إلا “توظيفات إسرائيلية داخلية في السباق الانتخابي، وهي ليست بالبعيدة عن سلسلة طويلة من التواريخ الوهمية التي تحدث عنها أكثر من مسؤول أمريكي لطرح صفقة القرن، بهدف توفير المظلة الزمنية لتعميق الاستيطان وعمليات التهويد في الأرض الفلسطينية”.
وأضاف المصدر المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته:” هذه التسريبات تزيد من شكوكنا في عدم جدية وحقيقة وجود أفكار أمريكية متبلورة لحل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني”.
وتابع: “ما اتخذته إدارة ترامب من قرارات ومواقف منحازة بشكل مطلق للاحتلال وسياساته، أفرغ أي حديث عن حراك أمريكي بشأن عملية السلام ورعاية أمريكية متوازنة من أي مضمون”.
و أكد المصدر أن القيادة الفلسطينية، لا تبني مواقفها على ما ينشر في وسائل الاعلام أو ما يصدر من تصريحات استهلاكية استعراضية لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين”.
وأضاف:” لن نتعاطى مع أية أفكار أمريكية بشأن حل الصراع ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها وقراراتها المنحازة للاحتلال، وفي مقدمتها التراجع عن اعترافها بالقدس (عاصمة) لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلادها إليها، وغيره من القرارات ليس فقط المعادية لشعبنا وحقوقه، وإنما التي تقوض أسس ومرتكزات السلام وفرص تحقيقه”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت مرارا خلال العام الماضي إنها ستنشر خطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن تبكير الانتخابات في إسرائيل (ستجري في إبريل القادم) ربما يؤجل نشر الخطة.
وكانت القيادة الفلسطينية قد أعلنت نهاية العام 2017 وقف الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.
وفي عدة مناسبات وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة الأمريكية بأنها” صفعة القرن”.