واقعة هتك عرض قاصر بأمغار.. حتى لا نخطئ الحقيقة!!

هوية بريس – ذ.نور الدين درواش
حادثة مأساوية فاضحة تلك التي فجرتها وسائل الإعلام بعد انفضاض موسم مولاي عبد الله أمغار والتي تتمثل في تناوب 14 قاصر على هتك عرض (طفل) بطريقة وحشية (على حد المُشاع).
وطبعا؛ ستتعالى الأصوات وتترافع الجمعيات وتتطوع المنظمات ويكثر اللغط على كل الوسائل… إلا أنها وكالعادة ستتسم بالتجزيئ والتحامل وتغيب الموضوعية والشمولية التي بدونها لن نصل إلى تشخيص دقيق يؤهل لعلاج ناجع ناجح.
المعالجون لواقعة الهتك أو (الاغتصاب) لا بد أن يستحضروا الأمور الآتية:
1- يجب إعادة النظر في المفهوم القانوني للقاصر لان الشرع جعل البالغ العاقل مكلفا، وفي الحديث الصحيح: «رُفِعَ الْقَلَمُ عن ثلاثة: عن النائم حتى يَسْتَيْقِظَ، وعن الصبي حتى يَحْتَلِمَ، وعن المجنون حتى يَعْقِلَ» [رواه ابو داود وغيره].
فلا يعقل أن يتعامل القانون المستورد مع رجل عمره قارب 18 سنة على أنه معذور ليحضى بضروف التخفيف، ويُترك ليعيث فسادا في أعراض المسلمين وأموالهم وأنفسهم ودينهم وعقولهم (=الكليات الخمس).
بل لابد من تحكيم الشرع وترتيب الجزاءات الشرعية والضرب بقوة حماية من فساد وتحميلا لمسؤولية تغيبها القوانين الوضعية.
2- هذه الواقعة الفاضحة هي ثمرة مستعجلة في الجيل الأول ضحية الانفتاح على ثقافة الشذو ذ التي يدافع عنها الغرب اليوم ويتبناها لائكيو بلدنا ويدافعون عنها بكل وسيلة ويسعون لشرعنتها وتقنينها وجعلها حقا يكفله القانون والدستور، منقلبين على الفطرة التي جعلت البشرية قسمين؛ إما ذكر وإما أنثى. مبتدعين لتقسيم الجندر وتصنيف النوع الذي لا يقبله عقل ولا يقره شرع ولا تُسَلِّم به فطرة نقية.
3- إن هذه الواقعة هي ثمرة مباشرة لإشاعة ثقافة الانحلال والميوعة من خلال المهرجانات والسهرات وكذا من خلال الإنتاج الفني الهابط الرسمي وغير الرسمي، فماذا يُنتظر من جيل يرتوي من فن طوطو ويستلهم من التفاهة التي تغرق وسائل التواصل بعيدا عن رقابتي الأسرة والمجتمع؟؟
4- إن غياب مراقبة المحتوى الرائج على الشبكة العنكبوتية والذي أصبح في الأونة الأخيرة يتخطى كل الحواجز الدينية والأخلاقية والقيمية والسلوكية، لهثا خلف الشهرة والمال حيث تهافت الأطفال على متابعته بسبب غياب وعي الأسر بمخاطر مواقع التواصل على النشء… كل ذلك لا يمكن إلا ان ينتج سُعارا جنسيا أقرب إلى الحيوانية والبهيمية لن تكون نتيجته إلا واقعة الهتك المذكورة وأمثالها.
5- إن إضعاف القيم الإسلامية وتهميش مادة التكوين الشرعي والتربية الإسلامية في التعليم النظامي بتقليل حصتها وتحييد معاملها، له دور كبير في انتشار الانحلال عموما الذي لا علاج له إلا بالتمسك بقيم القرآن الكريم والسنة النبوية والاسترشاد بالسيرة المطهرة.
6- إن كون المعتدى عليه طفلا يتيما يحيلنا على دور الدولة والمجتمع في حال غياب دور الوالد التربوي والإنفاقي، فحين يغيب الأب لموت أو مرض أو هروب أو غيره فتنشغل الأم بالعمل خارج البيت لتأمين الحاجيات المادية؛ يترك الابناء (اليتامى أو من في حكمهم) عرضة للبيئة والشارع ورفاق السوء …. لتنفجر فضيحة مثل هذه إما في حق طفل ذكر أو أنثى، وحينها لن يمسح عار الفضيحة حرص الأم على كفاية أبنائها… وتفانيها في سبيل ذلك.
فوجب إذن التفكير بجدية في تخصيص رواتب مشرفة لأسر الأرامل والـيتامى ومن في حكم ذلك… رواتب تجعل الأم تستمر في وظيفتها التربوية الأساسية ولا تفرط فيها لسبب أو لآخر…
إن خيوط واقعة هتك العرض هذه يجب أن يقف معها الغيورون من القيمين على المجالات السياسية والقانونية والتعليمية والدينية والإعلامية… وقوفا صادقا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه محبة لهذا البلد، وحرصا على النشء وحماية لمستقبله حتى نسلم للزمن القادم جيلا سليما معافى يضطلع بمهمته ولا يقع ضحية الانحرافات التي تفرضها علينا كماشة العولمة.



