وفاة أشهر علماء اليمن المعاصرين القاضي محمد بن إسماعل العمراني

12 يوليو 2021 09:36

هوية بريس – متابعات

توفي فجر اليوم الاثنين، القاضي والعلامة اليمني، محمد بن اسماعيل العمراني، عن عمر ناهز المائة عام، وذلك بعد تدهور متقطع لصحته خلال الشهور الماضية.

وقالت مصادر مقربة من أسرة القاضي الشيخ العمراني إنه توفي في أحد مشافي العاصمة صنعاء.

وأضافت المصادر أن التشييع والصلاة على الجنازة ستكون ظهر اليوم الاثنين، بمسجد الزبيري في صنعاء.

وينحدر القاضي العمراني من مدينة صنعاء التي ولد فيها سنة 1922م، ونشأ ودرس فيها على يد كبار العلماء والقضاة.

ويعتبر القاضي العلامة محمد العمراني أشهر علماء اليمن المعاصرين ومرجعيتهم فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية.

نبذة من السيرة الذاتية للقاضي العمراني

مولده

ولد في صنعاء القديمة في في ربيع أول سنة 1340هـ ـ الموافق 1922م

اسمه وكنيته ونسبه

هو: أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني اللقب،الصنعاني المولد والنشأة.[1]

لقبه
اشتهر القاضي محمد بن إسماعيل بـ(العمراني) مع أنه ولد ونشأ وتربى وتعلم في صنعاء ، وسبب اشتهار لقبه بـ(العمراني)؛ لأن أصل أسرته من مدينه عمران ، وأول من انتقل من أسرته إلى صنعاء هو جده القاضي/ علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني، في عهد (1139هـ-1161هـ)، وهذا الجد هو أول من استوطنصنعاء في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية -على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام- وهو أول من قرأ العلم من هذه الأسرة.[1]
وصارت كلمة (العمراني) علماً بالغلبة عليه وعلى ذريته إلى يومنا هذا، وهم لا يعرفون بدون هذه الكلمة باعتبار موطن الأجداد الأقدمين، وإلا فهم في وقتنا الحاضر من أهل صنعاء.

أبناؤه

له خمسة من الأبناء الذكور. وأربع من الإناث.

مكانة أسرته العلمية

أسرة القاضي محمد بن أسماعيل العمراني أسرة عريقة في العلم ضاربة جذورها في الفضل والصلاح والقضاء، وأجداده قد ساهموا في نشر العلم واجتهدوا في ذلك تعليماً وإرشاداً وتأليفاً. وجده القاضي العلامة محمد بن علي العمراني كان من أبرز تلاميذ شيخ الإسلام القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني، وقد قال عنه الشوكاني في البدر الطالع : “برع في جميع العلوم الاجتهادية، وصار في عداد من يعمل بالدليل ولا يعرج على القيل والقال، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل، وهو القوي الذهن سريع الفهم جيد الإدراك ثاقب النظر، يقل وجود نظيره في هذا العصر مع تواضع وإعراض عن الدنيا وعدم اشتغال بما يشتغل به غيره ممن هو دونه بمراحل من تحسين الهيئة وليس ما يشابه المتظهر بالعلم، كثر الله فوائده ونفع بعلومه، وقد سمع عليّ غالب الأمهات الست وفي العضد والكشاف والمطول وحواشيها وغيرها من الكتب”أ. هـ.

والقاضي محمد بن علي العمراني نموذج لأفراد هذه الأسرةالعريقة في العلم والصلاح الذين كانوا بين أقوامهم وفي مجتمعاتهم كالنجوم بين معاصريهم من العلماء وكمصابيح الهدى في العلم والفضل والصلاح والإصلاح، قال في نزهه: وينظر في ترجمة صاحب الترجمة وهو من أسرة يحبون القرآن وعلم السنة والعمل بها.[1]

حياته المبكرة

توفي والده وهو في الرابعة من عمره، وكفلته والدته ثم التحق بالمدرسة الابتدائية ودرس القرآن الكريم، وحصل على شهادتين: شهادة من مدرسة الفليحي، وشهادة من مدرسة الإصلاح، ثم ذهب لدراسة في الجامع الكبير، وقرأ هناك المتون كمتن الأزهار، ومتن الكافي في الأصول، وملحة الإعراب، وألفية ابن مالك، وغير ذلك، ثم درس على يد جماعة من علماء اليمن كثيرين كالسيد عبد الكريم بن إبراهيم الأمير، والسيد عبد الخالق الأمير، وقرأ أيضاً على القاضي عبد الله الجرافي، والقاضي عبد الله السرحي، وعلى القاضي أحمد الكحلاني، والقاضي حسن المعزبي، والقاضي يحيى بن محمد الإرياني والد القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي كان رئيساً للجمهورية، والقاضي علي بن عبد الله الآنسي، وجماعة من علماء صنعاء كالقاضي عبد الوهّاب الشماحي أكبر علماء اليمن في المذهب الزيدي، ثم بعد ذلك طلب لتدريس في سن مبكرة في المدرسة العلمية وعمره كان خمسة وعشرين عاماً. وأجازة بالتدريس عدد من العلماء أولهم الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي مؤلف كتب الدر الفريد في مجمع الأسانيد والقاضي عبد الله حميد والقاضي عبد الله السرحي والسيد العلامة قاسم بن إبراهيم.[2]

نبذة
يعتبر اليوم العلامة العمراني أشهر علماء اليمن المعاصرين فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية والدينية وكذلك هو مفتي الديار اليمنية، ووصلت شهرته لبلدان عربية كثيرة ويتوافد اليه العلماء ومحبي العلماء من كل بلد لزيارته، ويعتبر مفتي اليمن الأول، وينشط في الافتاء عبر الصحف والإذاعة في السنوات الماضية لنحو ثلاثة عقود من إذاعة صنعاء في برنامج ( فتاوى) والذي لم يعد يذاع منذ بضع سنوات، وكذا مقابلات وبرامج في قنوات تلفزيونية، [3].

واللافت بأن العلامة العمراني لا يميل للسياسة ولهذا احتفظ بمحبة كل اليمنيين ومريديه، العلامة (العمراني) عُرف بالإسلام المعتدل في كل مسيرته العلمية والعلمية لهذا فقد كسب الطرفين من اصحاب المذهب (المذهب الشافعي ) والذين يعرفون اليوم باسم أهل السنة ومن جهة أخرى كسب من يصنفون بأنهم مذهبيا من اتباع المذهب (الزيدي)المتشدد والذين يصنفون بأنهم الأقرب للشيعة وأفتي فتواه الشهيرة بعدم اعتبارهم خارجين عن الإسلام وشن الحرب عليهم، القاضي العمراني في نهجه العلمي يشبه العلامة الشهير القاضي محمد علي الشوكاني أشهر علماء اليمن في نهاية مطلع القرن الثامن عشر في عهد الدولة القاسمية، كما أن العلامة محمد بن علي العمراني جد القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني قد تتلمذ على يد العلامة الإماممحمد على الشوكاني ، ولهذا فأن نهج العلامة العمراني يكاد يتطابق ورؤية كلا العلامتين الشوكاني وجد القاضي العمراني، وكل هؤلاء الأعلام عرفوا بالنهج المعتدل رغم انهم من بيئة زيدية، لكنهم يمثلون الزيدية المعتدلة.، ورغم ذلك لا يسلم حتى من يزهد في السياسة والمناصب ومن له رؤية منفتحة على كل المذاهب من الاذى المعنوي وحتى الجسدي ففي ظل الفوضى التي تعيشها اليمن منذ ثورة الربيع العربيتعرض العلامة العمراني لحملة اعلامية دعته لنفي كل ما اتهم به من فتاوى انه يكفر الآخرين أو يدعوا إلى قتالهم[4][5]

مسيرة حياته العلمية

أ- مرحلة الطلب الأولى:

يتحدث الشيخ القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني عن بداية طلبه للعلم قائلاً:«بتشجيع من كبار السن ممن كانوا يعرفونني من القضاة والعلماء بقولهم لي: “أنت ابن القاضي إسماعيل بن القاضي محمد..، لقد كان جدك من كبار علماء صنعاء وكذلك جد أبيك”؛ ليحفزوني على طلب العلم واللحاق بركب العلماء، وبهذا التشجيع تاقت نفسي للعلم، فبادرت بالدخول في مدرسة الفليحي الابتدائية وأنا في السابعة من عمري، فأخذت القرآن الكريم على الأستاذ: محمد النعماني وغيره، وتعلمت -إلى جانب فن التجويد- مختصرات من العلوم ممثلة في منهج مدرسة الفليحي الابتدائية وهي: الأخلاق، النحو، الخط، الإنشاء، الحساب، الهندسة، الجغرافيا، الصحة، وأخذت من المدرسة شهادة في ذلك. انتقلت بعدها إلى مدرسة الإصلاح في اليوم الذي افتتحت فيه، فأخذت فيها جميع ما تقدم ذكره من المختصرات الابتدائية ولكنها كانت أرقى وأرفع من الأولى، وعلى رأس السنة من دخولي هذه المدرسة كان خروجي منها بشهادة أعلى من الأولى، وكانت هذه الشهادة التي حزتها مع زملائي في هذه المدرسة أول شهادات أعطيت لخريجيها وكانت أول دفعة تخرّجت منها.»

ب ـ مرحلة الطلب الثانية

يقول محمد بن إسماعيل العمراني عن طلبه العلم في هذه المرحلة: «لقد قرأت أثناء دراستي في مدرسة بئر العزب وبئر الشمس عند الأستاذ: غالب الحرازي، وفي مدرسة الروضة عند الأستاذ: الحسن بن إبراهيم، وعندما بلغت الرابعة عشر من عمري 1354هـ انتقلت إلى الجامع الكبيربصنعاء وإلى مسجد الفليحي، فجودت القرآن الكريم على المقرئ: محمد بن إسحاق، والفقيه:المراصبي، والعلامة الضرير: يحيى الكبسي، والفقيه: حسين الأكوع، والسيد: محمد حميد الدب.»

ج ـ حفظ المختصرات

ويضيف الشيخ قائلاً: «”وحفظت المختصرات على السيد عبد الكريم بن إبراهيم الأمير وغيره ولزمت هذا المسجد (الفليحي) كثيراً»، واختلف إلى مساجد أخرى أجلس متلقياً على يد شيوخها ومن هذه المختصرات:

متن الأزهار في الفقه الهادوي.

متن الكامل في أصول الفقه.

متن الكافية في النحو.

متن الألفية في النحو.

قواعد الإعراب في النحو.

كما أخذت على السيد: عبد الكريم الأمير في شرح القواعد وشرح الفاكهي على ملحمة الإعراب وشرح قطر الندى في النحو وشرح السعد للتفتازاني في علم المعاني والبيان والبديع وغيره، وأخذت على الصفي: أحمد بن محمد السنيدار في مفهوم ومنطوق بعض متن الأزهار وفي صحيفة علي بن موسى الرضي، وأخذت على العلامة: العزي البهلولي في شرح الجوهر المكنون في علم المعاني والبيان والبديع وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في النحو وشرح الطبري على متن الكافل في أصول الفقه وشرح السعد على التلخيص في علم المعاني والبيان والبديع وشرح عمدة الأحكام وفي أوائل غاية السؤل في أصول الفقه وفي أوائل كتاب الكشاف في التفسير وأخذت على الفخري: عبد الله بن عبد الرحمن حميد في قواعد الإعرابوشرح ابن عقيل وشرح الجوهر المكنون والكافل وتحفة الذاكرين ونخبة الفكر وبعض من المناهل الصافية في علم الصرف وغير ذلك من الكتب، وأخذت على القاضي: علي بن حسن المغربي بعضاً من كتاب قطر الندى في علم النحووشرح نخبة الفكر في علم مصطلح الحديث وغير ذلك من الكتب.

وأخذت على القاضي: أحمد بن لطف الزبيري بعضاً من شرح القطر وبعض شرح الفاكهي على الملحة وشرح القواعد، وأخذت على السيد: أحمد بن محمد زبارة في أوائل شرح الأزهار وثلثي كتاب سبل السلام وبعضاً من كتاب الشفاء للأمير الحسين.

وأخذت على القاضي: عبد الوهّاب المجاهد الشماخي بعضاً من الجزء الأول من شرح الأزهار وبعضاً منه من الجزء الثاني، وأخذت على القاضي: حسن بن علي المغربي في الفرائض وشرح الأزهار وأصول الأحكام وبيان ابن مظفر وغير ذلك من الكتب، وأخذت على السيد: عبد الخالق الأمير في شرح الأزهار وفي الفرائض وصحيح مسلم وغير ذلك من الكتب، وأخذت على القاضي: على الآنسي في الفرائض، وأخذت على غير هؤلاء المذكورين من رجال الفروع والفرائض، وعن السيد: محمد السراجي في شرح الغاية وفي شرح العمدة، وعلى السيد العلامة: أحمد….. -(هكذا في الأصل)- في شرح الغاية وفي الكشاف وفي شرح الأزهار وفي سنن أبي داود، وعلى القاضي العلامة يحيى محمد الإرياني في شرح الغاية في أصول الفقه وفي الكشاف وفي سنن أبي داود وفي البحر الزخار وفي الروض النضير وفي غيرها.

د ـ عقده الحلقات العلمية كوسيلة لتحصيل العلم وتعميقه

يقول الشيخ : “وبينما كنت أختلف إلى مشايخي لآخذ عليهم كبار الكتب -كتب التخصص- كنت أستعين الله وأفتح حلقات علمية لطلاب أقل مني تحصيلاً في الكتب الأولية من المتون والمختصرات التي تشمل كتب الفقه واللغة والحديث وبهذا الأسلوب حصلت على فوائد جمة وعلوم نافعة قيمة أكثر مما لو كنت مقتصراً على التحصيل فقط” انتهى كلام الشيخ.[1]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M