“آخر ساعة” تروج للخرافة والشرك وتغري المغاربة بزيارة ضريح “للا شافية” طلبا للتداوي

عبد الله مخلص – هوية بريس

في عددها ليوم الأربعاء 15 فبراير 2017 فاجأت يومية “آخر ساعة” قراءها بتخصيصها صفحة كاملة للترويج للخرافة.

حيث كتبت “آخر ساعة” أن للاشافية التي تبعد بـ20 كلم عن مولاي يعقوب “ولية صالحة تشفي من استطاع بلوغ قمة الجبل“، وأن ضريحها “يوجد على تلة صعبة التسلق ولا ينجح قاصدوها في الوصول إليها إلا من شاءت له الأقدار في الشفاء“.

وأضافت اليومية المثيرة للجدل: “أول سؤال يطرحه الباحث في سر بركة للاشافية هو أصلها وسبب استقرار ضريحها فوق الجبل”، لتضيف بعد ذلك أن “كل من يسمع أو يزور للا شافية يجمع على أنها ولية صالحة لها كرامات جعلت زوارها يقصدونها من كل بلاد من أجل التبرك” وفق اليومية الحداثية دوما!!!

“آخر ساعة” أوردت في ورقتها شهادة للجابري عنونتها بـ”للاشافية تمردت على سلطة الرجل”، وذكرت في مضمونها أن المفكر عابد الجابري أبرز في سيرته الذاتية أن “لللاشافية حضورا خاصا في ذهنه، فهي تقترن بالمرأة كأحد الزوار الرئيسيين لهذا الضريح، خاصة وأن طبيعة المجتمع المغربي تطغى عليه الذكورية، فكان ضريح امرأة له خصوصية فريدة”.

من الغريب جدا، بل من التناقض الفاضح، أن يروج منبر ذو خط علماني حداثي للخرافة والدجل ويدعي أن “مولاي يعقوب يداوي من الحبوب وللاشافية تعافي من العيوب“.

فوفق المرجعية الدينية فإن الشافي هو الله تعالى (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء:80، وطلب الشفاء من الموتى الذين انقطع عملهم إلا من ثلاث، عده علماء المالكية، وغيرهم من المذاهب الأخرى، من الشرك باتفاق، ذلك أن الميت هو من يحتاج للحي لا العكس (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).

كما أن الانغماس في الفكر الخرافي بهذه الطريقة، وطلب الشفاء ممن صار رميما، مخرج من الفكر الحداثي ومبطل لدعوى الانتساب إليه، فلا مكان للخرافة والميتافيزيقا عند من تبنى هذه المذاهب.

وهو ما يدفعنا لطرح سؤال حول مرجعية هذا المنبر وفي صف من يقف بالضبط: الخرافة أم العلم؟