أحيا الآلاف من المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، اليوم السبت، ذكرى مرور 60 عاما على مجزرة “كفر قاسم”، التي ارتكبتها قوات الأمن الصهيونية، وراح ضحيتها العشرات من المدنيين العرب.
وانطلقت مسيرة حاشدة في وسط مدينة كفر قاسم (وسط) يتقدمها أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي، وممثلي حركات ومؤسسات عربية.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتة كبيرة كُتب عليها:” لن ننسى ..لن نغفر..لن نسامح”، فيما ارتدى العديد من الشبان قمصان سوداء، كُتب عليها “60 عاما.. الشهداء يوحدون الوطن”.
ووصلت المسيرة إلى “النُصب التذكاري لشهداء مجزرة كفر قاسم”، في المدينة حيث تم وضع أكاليل من الزهور، وقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا المجزرة التي ارتكبت في 29 أكتوبر من عام 1956 وراح ضحيتها 48 مواطنا.
واستهدفت المجزرة التي ارتكبتها قوات حرس الحدود الإسرائيلية، عشرات القرويين العرب، من سكان قرية كفر قاسم، لدى عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء عملهم في حقولهم.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الصهيوني، في كلمة في مهرجان نُظم في ختام المسيرة:” كان الهدف من المجزرة الرهيبة، هو التسبب في هروب أهل المثلث من الوطن”.
وأضاف:” إن الانتصار الأكبر على مجزرة كفر قاسم، يتمثل في مدينة كفر قاسم ذاتها، التي كان عدد سكانها ألف وخمسمئة نسمة أبان المجزرة، واليوم عددهم 22 ألف يعملون وينتجون ويحيون الأرض”.
وتابع عودة:” عدد الجماهير العربية (في إسرائيل) كان 200 ألف نسمة، واليوم مليون ونصف مواطن، ثابت في أرضه ويناضل للعيش بكرامة”.
وحذر عودة من استمرار المخططات الصهيونية، لتهجير المواطنين العرب.
وتابع: “اليوم، ومع دخول (وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور) ليبرمان إلى الحكومة، وهو صاحب الموقف الداعي إلى التبادل السكاني وإخراج المثلث (منطقة عربية شمال إسرائيل) خارج المواطنة، تسعى المؤسسة الحاكمة إلى طردنا من المواطنة وذلك من خلال التحريض الذي يقوده (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو شخصيا”.
ولكنه استدرك: “فشلوا بالسابق وسيفشلون اليوم”.
من جانبه، قال رئيس “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية” (أعلى هيئة تمثيلية للمواطنين العرب في إسرائيل) محمد بركة، في كلمة ألقاها خلال المهرجان:” إن على إسرائيل أن تستوعب حقيقة أننا أصحاب وطن، وأننا باقون، ولن تنفع معنا كل مخططات الاقتلاع ولا التهجير”.
وأضاف:” كما لم ترعب المجزرة، أهل كفر قاسم قبل 60 عاما، بشكل يدفعهم على الهجرة، فنحن اليوم ما زلنا على هذا ثابتين، وما كان عام 1948 لن يكون اليوم ولا في المستقبل”.
وتابع بركة:” نؤكد لحكومة إسرائيل على اصرارنا على مطالبتها بالاعتراف الرسمي عن المجزرة، بما يترتب على هذا الاعتراف من تحمل مسؤوليات، فنحن لا نبحث عن اعتذارات وخطابات معسولة، بل الاعتراف الرسمي والتام”، وفقا للأناضول.