آية الكسوف
هوية بريس – تسنيم راجح
{وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}.
حصلت أمس في أمريكا حادثة الكسوف، وفي ولايات عدةٍ كان الكسوف شبه كلّي حيث حلّ ظلامٌ لدقائق وكان يمكن رؤية الشمس تتحول لهلالٍ رفيعٍ ثم تنكشف..
وعموم الناس كانوا في حالة حماس واستمتاع بما يجري، يترقبونه ويصفونه بأنه “so coo!l” ويتابعونه بنظاراتهم ويتجمعون لمراقبته مع بعضهم..
والحق أن هذا حدث مهيب عظيم يذكر الإنسان بصغره وضعفه وقلة حيلته في الكون العظيم الذي يدبره ملك الملوك سبحانه في دقة مبهرة لا نستطيع فهمها، وهو حدث يذكرنا بمحدودية قدرتنا وتحكمنا في الكون مهما بلغنا ومهما درسنا وتعلّمنا، فلو شاء ربنا عنده أن يجمع الشمس والقمر وتقوم الساعة لما ملكنا أن نعترض ولا أن نغير شيئاً، ولو شاء ربنا أن يبقي الليل سرمداً إلى يوم القيامة لما كان لنا أي قرارٍ في إعادة ضياء الشمس للظهور..
هو حدث يصرخ بالبشر أن انظروا! افتحوا عيونكم للعالم المحيط يكم، أفيقوا من غفلتكم قبل فوات الأوان!
كيف يدور القمر والأرض بهذا النظام الفائق..
كيف يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا..
معنى {لَا ٱلشَّمۡسُ یَنۢبَغِی لَهَاۤ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّیۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّ فِی فَلَك یَسۡبَحُونَ}..
معنى {وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِی لِمُسۡتَقَرّ لَّهَاۚ ذَ ٰلِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ}..
معنى {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر}..
وكم تحيط بنا الآيات وتقام على البشر الحجج كل يومٍ في تفاصيل خلق الله ومعجزاته التي تملأ هذا الكون! تبارك ربنا وتعالى سبحانه..
كيف يرى البشر كل هذا ويبقون غافلين!! كيف تزيدهم دراسته وفهمه جحوداً وكبراً بدل أن تملأهم عبودية لله وخشية له وذلّة بين يديه..
ناقشوا مع أطفالكم هذه المعاني عند الأحداث المختلفة النادرة وعند النظر في الآيات اليومية، وعند التأمل في الشروق والغروب، عند مراقبة النجوم والقمر و خلق الله عموماً، نبهوهم ممن يخر على هذه الآيات صماً وعمياناً، لا تصفوا جمالها بـ”واو”! وفقط! لا تكونوا ممن يحبّب بـ”العلم” النظري المجرد دون إرجاعه لخالقه ومدبر كل شيءٍ سبحانه، واحذروا أن تصلوا وتوصلوا من تربّون لنظر الغافلين الذين هم غالب اليشر اليوم ممن يرون ولا يبصرون، ويسمعون ولا يفهمون..
سبحان الله، لا إله إلا الله..