أئمة المساجد بين رسالة الدين وحق العيش الكريم

25 سبتمبر 2025 18:59

هوية بريس – شريف السليماني

رغم هزالة الأجرة التي يتقاضاها أئمة المساجد، إلا أن البعض ما زال يشكك في مشروعيتها وأحقيتهم بها.

الذين يثيرون هذا الموضوع في الغالب صنفان:

متطفلون على الإمامة، لا يحفظون القرآن ولا يتقنون العلوم الشرعية، ومع ذلك يعتلون المنابر ويوجهون الناس توجيها تحكمه الانتماءات والتحزبات.

أشخاص لا علاقة لهم بالمساجد أصلاً، لا يرضون عن الأئمة في شيء، بل قد يكون موقفهم هذا جزءًا من موقفهم من الإسلام برمّته.

إذن، ليس دافعهم الحرص على المال العام، وإلا لفتحوا أفواههم أمام الأموال الطائلة التي تصرف في مجالات أخرى، لا تُقارن بما يُمنح للأئمة من مبالغ زهيدة. وليس دافعهم أيضًا الغيرة على دين الأئمة، وإلا لالتزموا آداب النصيحة المخلصة المبنية على الحب والاحترام.

أما حجتهم بأن الإمامة عبادة، وأن الإمام لا يجوز أن يأخذ أجرا على صلاته، فهي مردودة:

فالإمام لا يأخذ الأجرة على الصلاة نفسها، بل على التفرغ والالتزام بالحضور والخدمة المستمرة للمسجد والجماعة. ولو لم يُعيَّن إماما، لكان صلى مأموما أو منفردا.

دوافع ضرورة الأجرة:

1. اتساع المدن وصعوبة الجمع بين عمل يومي مرهق وحضور الصلوات في المسجد.

2. طبيعة الوظائف الحديثة التي لا تسمح بترك العمل خمس مرات يوميا.

3. الأثر السلبي على جودة الإمامة والخطابة إذا انشغل الإمام بمهن أخرى.

4. غياب الالتزام إذا كانت الإمامة عملا تطوعيا، فلا يحق محاسبة الإمام عند تغيبه.

5. فتح الباب للفوضى والمتطفلين كلما غاب الإمام لارتباطاته الخاصة.

6. انحصار تكوين الإمام في العلوم الشرعية، مما يقلل فرصه في مهن أخرى لائقة.

7. إهمال الناس لحفظ القرآن إذا علموا أن الإمامة لا تضمن العيش الكريم.

8. الأجر المعقول لا يقدح في الإخلاص؛ فالصحابة أخذوا من الغنائم وهم يجاهدون، والجنود يتقاضون رواتبهم وهم يُعدّون شهداء إن قُتلوا دفاعا عن وطنهم.

إذن، القضية ليست في مشروعية الأجرة، فهي ثابتة بالشرع والعقل والعرف، بل في هزالة الأجر الذي يتقاضاه الأئمة اليوم.
والسؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح:

هل يليق أن يبقى أجر الإمام بهذا المستوى الزهيد؟

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة