قد تأدي سياسات ابن زايد إلى نتائج عكسية، فحسب مصادر تعيش أبو ظبي حالة من الذعر بسبب الخوف من تداعيات سياسة ابن زايد، المدافع بشراسة على كل الإجراءات الأمريكية ضد إيران.
وذهب الكاتب ديفيد هيرست في موقع” ميدل إيست آي”، أن محاولات ابن زايد لوضع إمارته الصغيرة كركيزة أساسية لسياسة تجاه الجمهورية الإسلامية جاءت بنتائج معاكسة، كما أوضح نفس الكاتب أن ثلاث هجمات ضد منشآت نفطية وخط أنابيب سعودي قد كشفت عن هشاشة أبو ظبي في وجه أي هجوم في الخليج في حال نشوب حرب ثالثة في المنطقة.
كما يرى هيرست أن القمم السعودية الثلاث الطارئة فشلت في التوصل إلى رد متماسك بشأن هذه الهجمات، ولكن الرسالة الصلبة جاءت ثانية من المعسكر الآخر، إذ حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، من أن المنطقة بأكملها ستحترق إذا بدأت الولايات المتحدة حربًا، مما قد يرفع سعر برميل النفط إلى 300 دولار.
الرسالة الإيرانية، كما يضيف هيرست، كانت واضحة جدا تجاه الإمارات، وهي أنه لا يمكنها اللعب في لعبة التصعيد لأنها ستكون الخاسرة رقم واحد، كما حرصت الرسالة على تذكير ابن زايد بأن “الفوضى القادمة في دولته الصغيرة الواقعة في خط المواجهة قد صنعها بنفسه”.
المشكلة الحقيقية في الإمارات، وفقا لاستنتاج الكاتب، كانت في الصمت والإنكار، إذ نفت الإمارات في البداية أن تكون هجمات الفجيرة قد حدثت، تماما مثلما تظاهرت في السابق بعدم حدوث غارات الحوثي بطائرات دون طيار على مطار أبوظبي ودبي في الصيف الماضي، وقال المكتب الإعلامي لهيئة الطيران إن التقارير بشأن الهجمات غير صحيحة، ولكن جماعة الحوثي بثت مقاطع فيديو تظهر، بما لا يدعو للشك، لطائرات تابعة لها تحلق فوق المبنى رقم واحد، وهي تسقط قنابل لتنتج “كرات نارية” في المكان.
ولاحظ هيرست أن التعبير عن معارضة السياسة العدوانية لابن زايد قد بدأ في التصاعد، إذ أعرب نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن اعتراضه على السياسة” الفاحشة” وقال في سلسلة من التغريدات إن التاريخ سيقرر ما إذا كان للحكام العرب” انجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لها”.