قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، الثلاثاء الماضي، بمؤاخذة أب في عقده السادس، وحكمت عليه ب 20 سنة سجنا نافذا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق، بجناية محاولة القتل.
وعلمت “الصباح” أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لأولاد افرج، التابع للقيادة الجهوية للجديدة، وبتعليمات من الوكيل العام باستئنافية الجديدة وضعت الأب المتهم، تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم، على خلفية إجبار وارغام أبنائه الثلاثة على تناول “الماء القاطع”.
وأضافت المصادر، أن الأب المتهم المتحدر من الجماعة الترابية لأولاد افرج بإقليم الجديدة، أرغم أبناءه الثلاثة الصغار، ابنين وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 8و4 سنوات على شرب “الماء القاطع”، في محاولة منه لإنهاء حياتهم بطريقة مأساوية والتخلص منهم. كما أصاب زوجته بالمادة الحارقة نفسها.
وأرجعت المصادر ذاتها سبب ارتكاب الأب المتهم هاته الحماقة بأن زوجته هجرت بيت الزوجية وتركت له الأولاد، وبسبب عدم قدرته على مسايرة ايقاع الحياة والمصاريف اليومية قام بالفعل الجرمي في حق صغاره الأبرياء انتقاما من زوجته التي هجرته وتركته يواجه مصيره رفقة أبنائه.
وأشارت المصادر إلى أنه فور اخبار عناصر الدرك الملكي بمركز أولاد افرج، توجهت على الفور دورية راكبة لمكان التدخل، حيث قامت بانتداب سيارة اسعاف لعناصر الوقاية المدنية، نقلت الأبناء الثلاثة، على وجه السرعة للمستشفى الاقليمي بالجديدة لتلقي العلاجات الضرورية رفقة أحد سكان جماعة أولاد افرج الذي تكلف بمرافقتهم.
وأوضحت المصادر أن الأب المتهم البالغ من العمر حوالي 60 سنة، حاول مغادرة بيته بسرعة بعد محاولته قتل أبنائه، قبل أن يتم إشعار عناصر الدرك، التي تعقبته ونجحت في ايقافه، بعدما حاول الفرار. وخلال الاستماع الأولي له من قبل المحققين اعترف بالتهم الموجهة إليه، وفتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لمعرفة الأسباب الحقيقية لارتكابه الجناية في حق صغاره وزوجته. وكشفت المصادر، أنه جرى نقل الأطفال الثلاثة لإحدى المصحات بالبيضاء، لإتمام العلاج بعدما عجزت إدارة مستشفى الجديدة عن الاحتفاظ بهم وكذا توفير سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة، ما دفع فعاليات حقوقية، إلى تأجير سيارة إسعاف خاصة والتكلف بمصاريف علاج الأبناء الثلاثة.
وبعد إتمام البحث أحيل الأب المتهم على الوكيل العام باستئنافية الجديدة. وبعد استنطاقه اعترف مجددا بتصريحاته السابقة المدلى بها أمام المحققين، قبل أن تتقرر إحالته على قاضي التحقيق. وأثناء البحث الاعدادي تقرر ايداعه السجن المحلي، ومواصلة البحث التفصيلي، حول التهم الموجهة إليه، وبعدها تقررت متابعته في حالة اعتقال وإحالته على غرفة الجنايات لمحاكمته.