أحداث الفيدق.. بلاغ اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
هوية بريس – متابعة
هجرة الشباب نحو الأراضي المغربية المحتلة يعكس فشل تدبير شؤون المجتمع بعيدا عن أحكام الإسلام
الحمد لله الذي أمر بالعدل والإصلاح، ونهى عن الظلم والطغيان، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دعا إلى رفع الظلم ونصرة المظلومين.
أما بعد،
إن ما يشهده المغرب من موجة غير مسبوقة للهجرة الجماعية لشبابها نحو مدينة سبتة المحتلة، لهو خطوة تعبّر عن تزايد الاحتقان الشعبي ضد سياسات الدولة والحكومات المتعاقبة.
هذا التدفق الكبير للشباب المغربي نحو الهجرة للبلد المحتل، يعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وهو نتيجة مباشرة لغياب تحكيم شرع الله في الحياة العامة للفرد والمجتمع.
تشير هذه الأحداث إلى أزمة عميقة في النظام السياسي والاقتصادي المغربي، حيث يعيش الشباب في فقر مدقع و بطالة مستمرة دون أفق واضح، إذ تُظهر الإحصاءات الرسمية أن نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت 30% في السنوات الأخيرة، وارتفعت معدلات الفقر إلى مستويات خطيرة. وبدلاً من مواجهة هذه الأزمات بجدية، تنشغل الحكومة بقرارات جوفاء وسياسات لا تسمن ولا تغني من جوع، متجاهلة بذلك المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى العدل والمساواة وتحقيق حياة كريمة لكل مسلم.
قال الله تعالى: “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً” (طه:124). وهذا ما يحدث الآن في المجتمع المغربي، حيث تعيش الأغلبية حالة من المعاناة و الإحباط نتيجة غياب الحكامة و العدالة التي هي من مقتضى عدم تطبيق شرع الله في الحياة العامة.
إن تحكيم شرع الله ليس مجرد خيار ديني، بل هو الحل الجذري لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المغرب، فغياب العدل في توزيع الثروات، وانتشار الفساد والمحسوبية، وغياب الأحزاب السياسية والمجتمع المدني عن تبني رؤية توافق دين ومعتقد المجتمع المغربي المسلم مع غياب الفعل المعارض أدى الى فقدان الأمل في المستقبل وانسداد الأفق، هذه جميعها نتائج مباشرة لتجاهل قوانين الله التي تضمن حقوق الجميع وتحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع.
على سبيل المثال لا الحصر، فقضية المحسوبية والفساد التي انتشرت في الحكومة المغربية تسببت في استغلال النخب للثروات العامة، ما أدى إلى تهميش الشباب وتفاقم الفقر بينهم.
الحكومات المتعاقبة، التي فشلت في تطبيق شرع الله منذ طرد المستعمر الغاشم و إلى حد الآن ساهمت في تدهور أوضاع الشعب.
الشباب المغربي الذين باتوا يعانون من غياب الفرص واستشراء الفساد، وجدوا في الهجرة السرية الحل الوحيد للهروب من واقعهم المرير. في حين يجب على الحكومة أن تتبنى سياسات إصلاحية تتماشى مع القيم الإسلامية، نجدها غارقة في معارك فكرية لا تخدم مصلحة الشعب، مثل الهجوم على الإمام البخاري والاشتغال بمسائل المساواة بين الجنسين في الإرث، إلى جانب الإسهام في إشاعة الفاحشة والانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري استجابة لأجندات أجنبية، بدلاً من التركيز على معالجة قضايا الفقر والبطالة وبناء الفرد المسلم القادر على حماية الدين والدنيا.
وفي هذا السياق، دعى العديد من العلماء والدعاة إلى ضرورة العودة إلى تحكيم شرع الله كحل أساسي لإنقاذ البلاد من الانهيار. ومن هؤلاء الشيخ أبو النعيم -رحمه الله- الذي كان يطالب بضرورة التمسك بالشريعة الإسلامية في جميع جوانب الحياة.
إن تطبيق العدالة الاجتماعية كما أمر بها الإسلام، وتوفير فرص العمل للشباب، وضمان الحقوق الاقتصادية ، و الحفاظ على الأمن الروحي لكل مواطن، هي أمور أساسية لبناء مجتمع مزدهر ومستقر.
لقد ظهرت عدة وقائع تؤكد على فشل هذه الحكومات المتعاقبة. فمنذ “الحراك الشعبي” الذي شهدته منطقة الريف عام 2016، لم تستجب الحكومة للمطالب الاجتماعية المشروعة للشباب بالعدالة والتنمية، بل استخدمت القمع والاعتقالات كحل، مما زاد من فقدان الثقة في مؤسسات الدولة.
كذلك كانت سياسة “التقشف” التي انتهجتها الحكومة بمثابة ضربة قاسية للطبقات الفقيرة، حيث زادت الأسعار وتدهورت الخدمات الاجتماعية، مما فاقم الفقر والبطالة.
الهروب الجماعي للشباب نحو الهجرة يُعتبر فضيحة تاريخية تسلط الضوء على الفشل العميق للحكومة المغربية، وضرورة إحداث تغيير جذري في النهج السياسي للبلاد.
إن هذا الحدث يستوجب ليس فقط إسقاط الحكومة الحالية، بل أيضًا تبني رؤية جديدة تقوم على أسس الإسلام والعدل والإنصاف.
وفي الختام، يُعد تغييب شرع الله من الحياة العامة للفرد والمجتمع السبب الرئيسي لتفاقم هذه الأزمات. والعودة إلى الإسلام وتطبيق شرع الله هو الطريق الوحيد لتحقيق النهضة والتقدم وضمان حياة كريمة ومستقرة لكل فرد في المجتمع. قال الله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” (الرعد: 11)، وهذا هو الطريق الوحيد لإصلاح الأوضاع المتردية في المغرب.
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ: 14 ربيع الأول 1446 الموافق لـ18-09-2024.
احسنتم انته راه بلغتو الي عليكم.