أحد أئمة المالكية في القرن 9 الهجري يتحدث وكأنه يعيش بيننا الآن!
هوية بريس – مصطفى الشرقاوي
اليوم وقعت على كتاب لأحد أئمة المالكية في القرن التاسع الهجري
وفوجئت بالنقاط التي ذكرها في الكتاب وكأنه يعيش بيننا الآن!
وأنقل لكم بعضها.
قال رحمه الله:
* شكوى المهاجرين إلى أرض الإسلام من ضيق المعاش زعم كاسد وتوهم فاسد، لا رخصة لأحد في الرجوع إلى بلد النصارى بحال
وما ذكر في السؤال من حصول الندم والتسخط لبعض المهاجرين من دار الحربيين إلى دار المسلمين لما زعموه من ضيق المعاش وعدم الانتعاش زعم فاسد وتوهم كاسد في نظر الشريعة الغراء، فلا يتوهم هذا المعنى ويعتبره ويجعله نصب عينيه إلا ضعيف اليقين بل عديم العقل والدين… أما علمَ المَغبون في صفقته النادم على هجرته من دار يدعى فيها التثليث وتضرب فيها النواقيس ويعبد فيها الشيطان ويكفر بالرحمن
* أن ليس للإنسان إلا دينه إذ به نجاته الأبدية وسعادته الأخروية وعليه يبذل نفسه النفيسة فضلا عن جملة ماله قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) وقال تعالى (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم).
* الخوف من نقض النصارى لعهودهم
ومنها ما يتوقع مخوفا في هذه الإقامة وهو أمور أيضا منها: نقض العهد من الملك والتسلط على النفس والأهل والولد والمال وقد روي أن عمر بن عبد العزيز نهى عن الإقامة بجزيرة الأندلس مع أنها كانت في ذلك الوقت رباطا لايجهل فضله ومع ما كان عليه المسلمون من العزة والظهور ووفور العدد والعُدد، لكن مع ذلك نهى عنه خليفة الوقت المتفق على فضله ودينه وصلاحه ونصيحته لرعيته خوف التغرير *فكيف بمن ألقى نفسه وأهله وأولاده بأيديهم عند قُوَّتهم وظهورهم وكثرة عددهم ووفور عُددهم اعتمادا على وفائهم بشريعتهم!!
* الخوف على النفس والأهل والولد والمال من شرارهم
ومنها الخوف على النفس والأهل والولد والمال أيضا من شرارهم وسفهائهم ومغتاليهم، هذا على فرض وفاء دهاقينهم وملكهم، *وهذا أيضا تشهد له العادة ويقر بها الوقوع
* الخوف من الفتنة في الدين
ومنها الخوف من الفتنة في الدين، وهب أن الكبار العقلاء قد يأمنونها *فمن يُؤَمِّنُ الصغار والسفهاء وضَعَفَةَ النساء إذا انتدب إليهم دهاقين الأعداء وشياطينهم؟!!!
* الخوف على الأبضاع والفروج
ومنها الخوف على الأبضاع والفروج *ومتى يأمن ذو زوجة أو ابنة أو قريبة وضيئة (أي جميلة) أن يعثر عليها وضيء (أي جميل) من كلاب الأعداء وخنازير البعداء، فيَغُرَّها في نفسها ويَغُرَّها في دينها ويستولي عليها وتطاوعه ويحال بينها وبين وليها بالارتداد والفتنة في الدين كما عرض لكُنَّة المعتمد بن عباد ومن لها من الأولاد، أعاذنا الله من البلاء وشماتة الأعداء.
ينظر كتاب أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر وما يترتب عليه من العقوبات والزواجر لأبي العباس الونشريشي بتحقيق حسين مؤنس ص(44-45-62-63).