أحلامنا يمكن أن تتحقق

هوية بريس – صفية الودغيري

أنت تتصوَّر أحلامك وهمًا وخيالاً وسرابًا، لهذا لا تمتلك القدرة على أن تمتطي صهوة جِيادها، ورُكوبَ المتاعب والمشاق والأهوال، ومواجهة الشّدائد والأخطار، وخَوْض غمار الحياة وحروبها..
أنت لا تؤمن بأحلامك بيقين وعقيدة ثابتة، ومن كان لا يؤمن بقلبه وعقله وجوارحه وحواسه، ويصدقها بعمله وفعله، يظلّ حَبيس وسواس شيطانه، يتخبَّطُه بشكِّه وارْتِيابه، ونَفْث سموم جُحوده ونُكْرانه وكفره ..
أنت لا تصدّق أنّك قادرٌ على أن تخترق حاجز المستحيل، وتجعل للممكن ألف باب ومفتاح، وألف سبب ووسيلة تصلك به ..
وأنّ المستحيل يسكن عقول المُبْطِلين والجُبَناء واللّاهين والعابثين، والضُّعفاء والعاجِزبن ..
وأنّ الممكن يسكن عقول العامِلين والمُجِدّين المجتهدبن، والفرسان والأبطال الشُّجعان، وأصحاب العزائم والهِمَم القويَّة، والمدافعين المنافحين، والمكافحين المناضلين، والأقوياء الصّامدين، الذين يهزمون خوفهم وضعفهم وعجزهم وكسلهم لِلَّحاق بِالرَّكْبِ العظيم ..
أنت تتخيَّل اللّقاء بأحلامك واللّحاق بها، وتحقيق أهدافك وغاياتك بعقلك البشري، فلا تبصر أمامك إلا السُّدود والحدود والحواجز، والأسوار والجدران العالية ..
وتنسى أن تبصر بنور إيمانك ويقينك، وتؤمن أنّ الله تعالى قادرٌ على تحقيق ما تتأمّله وترجوه وتطمح إليه ..
وأنّ أحلامك لها تصريفٌ ربّاني هو أكبر من تصريفك، وأقوى من قوَّتك وقدرتك وصلابتك، وأعظم من جاهك وبأسك وسلطانك، وفوق كلِّ حساباتك وترتيباتك البشرية، وفوق الطّاقات والأسباب والوسائل البشرية ..
فتعلَّم أن لا تتوقَّف عن الحلم وفي قلبك إيمان بخالقك أنّه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ..
وتعلم أن تبدأ قبل إنجاز حلمك ببسم الله، وأتوكل على الله، وأستعين بالله ..
ورضيت بما قدّر الله لي وما قسم لي وما كتب لي ..
وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ..