أحمد القاري يكتب عن حالة “الانبهار والانسحاق” لدى الفايد وأمثاله
هوية بريس – الأستاذ أحمد القاري
يبدو الفايد منفعلا وهو يشتم التاريخ الإسلامي وينكر السنة ويهاجم مشهور الحديث ويتساءل بمرارة “لماذا لا نكون مثل أوروبا وأمريكا؟”.
حالة الانبهار والهزيمة والانسحاق لدى الفايد منتشرة على نطاق واسع. وهي نتيجة لانحراف التعليم والإعلام والسياسات اللغوية والهزيمة الثقافية تجاه الغرب وقبول ممارسات التحقير اللغوي والثقافي مباشرة من فرنسا ومن نخبها المتفرنسة.
يعيش “المثقف” المغاربي نتيجة لذلك في عالم وهمي أقرب للرسوم المتحركة والكاريكاتير. يرى فيه كل شيء إسلامي مظلما بائسا وكل شيء غربي نورانيا مشعا بالرفاه والرقي.
يكفي “المثقف” التأمل في سلسلة العار التاريخية لمجد الغرب الدموي: الحروب الصليبية أدت إلى الغزو والاستعمار. مما تطلب استرقاق الملايين لاستغلال الأراضي. عرق ودم ودموع العبيد وفرت للأوروبي الأبيض إنتاجا هائلا من القطن والتبغ والسكر وغيرها. فائض الإنتاج نقل إلى ليفربول ومانشستر ليعالج في مصانعها مما أنتج الثورة الصناعية. وهي ثورة قامت على استغلال الأوروبي المستعبِد والمستثمر للأوروبي الفقير العامل استغلالا فاحشا أدت مظاهره بإنجلز وماركس إلى إصدار البيان الشيوعي.
ليعيش العالم أحلك وأسوأ تجربة في تاريخه قامت على عبادة الزعماء والتنكيل بالشعوب وتدمير الثقافات وأدت إلى عشرات الحروب ومآسي التهجير والإبادة ما تزال آثارها ماثلة إلى اليوم. لنختم بمشهد عالم رأسمالي يقوم على الربا والديون ورفاه القلة على حساب بؤس الأكثرية.
هذا هو الغرب الذي يعيش اليوم حربا تدمر فيها المدن والسدود والمحاصيل الزراعية ويعلن التهديد النووي بدون خجل.
الدعاية الغربية قلبت الصورة في ماضيها وحاضرها. جعلت القراصنة مستكشفين والغزاة ناشرين للمدنية واللصوص تجارا ومنظمة خدمة المنتصرين أمما متحدة.
الجهد المطلوب لمواجهة شاشة السينما العلاقة للدعاية الغربية بكل ضوئها المتوهج المُعمي ليس بسيطا أبدا.
لكن لِنكن موقنين أن الحقيقة ستنتصر وأن الباطل سيُفضح. (كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)