أحمد عصيد واحتراف الكذب
هوية بريس – د.محمد عوام
من أراد الكذب، ولم يستحي من الله تعالى ولم يتقه، فعليه أن يكذب على الأموات، هكذا قال المغاربة، وإن كان في الحقيقة حتى الأموات يقيض الله لهم من يدافع عنهم، لأن الناس العقلاء الأسوياء يرفضون الكذب، ويمقتون صاحبه ويلعنونه، وحينما يتحرى الرجل الكذب، ويتفنن فيه حتى يصدقه هو ممن ابتكره، يكتب عند الله كذابا ممسوخا.
والمدعو أحمد عصيد، الذي يدعي الثقافة والفكر، وجدناه من محترفي الكذب والتزوير، لم يستحي أن يكذب على الحركة الإسلامية، ويلفق لها التهم الساقطة، ويلصق بها الأراجيف الضالة المضلة، كل ذلك ينبع عن حقد دفين، وكراهية لمبادئها ومرجعيتها. ثم إن من تتبع تصريحات عصيد وحواراته يجده إنسانا متلونا، وذلك بحسب الموقع الذي يتكلم منه، فقد وجدناه يطعن في الإسلام نفسه ويصفه بالرجعية والتخلف، متسترا وراء شنشنة من الألفاظ، بل الأدهى والأمر حين تفضحه التي عقد معها عقد زواج تحت “رعاية الإله ياكوش رب الأمازيغ”، وقد كتب عن نفسه فيه محددا وظيفته التي دأب عليها، وهي أنه “الكاتب المشاغب المثير للفتن، المشكك في القيم والعقائد”.
ومن أراد أن يتأكد بنفسه من هذا الوصف الذي وصف به عصيد نفسه، فلا يسعه إلا أن يراجع كافة حواراته وكتاباته، فلا تجدها تخرج عن هذا المسلك، ولا تلفاها تحيد عن هذا المنحى، وهي الطعن في القيم، والتشكيك في العقائد، كل ذلك ابتغاء الفتنة، وابتغاء التشغيب. وطبعا فعصيد منسجم مع رؤيته وموقفه من الدين.
ثم إنك لا تجد عصيدا ممن ينتقد الفساد المالي والإداري، والسياسة التي تدبر بها البلاد، مثل انتقاده لأبناء الحركة الإسلامية، وتسفيهه للعلماء، وانتقاصه للفقهاء، إلا نادرا، أو إن شئت فقل عرضا.
لماذا؟ لأن الرجل اختص أو أريد له أن يكون محاربا للإسلاميين، وللثقافة الإسلامية، وللفقه الإسلامي، فهذه هي وظيفته إثارة للفتن، وتشكيكا في العقائد، وتحديدا العقيدة والقيم الإسلامية، لأنه لا يجرأ أن ينتقد العقائد اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، لأنه يعلم إن فعل ذلك، فسوف يعاد النظر في وظيفته، وسيجلب عليه سخط إسرائيل، التي رحب بالتطبيع معها، وأثنى على الموقف الرسمي كما عبر عن ذلك في لقائه مع الرمضاني على القناة الثانية.
كذب أحمد عصيد على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
قبل بيان افتراء الكذاب أحمد عصيد على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنقل للقارئ الكريم كلامه كما ورد في حواره مع الرمضاني على القناة الثانية يوم 10 يناير 2021 مساء، عندما طلب منه التعليق على عنوان صحفي (اتحاد العلماء المسلمين يفتي بإباحة التطعيم بلقاح كرونا) فقال عصيد: “هؤلاء أهل الكهف، هؤلاء ناس كانوا ناعسين، فاقوا ووجدوا العملة التي عندهم غير صالحة…
اتحاد علماء المسلمين باغيين (يريدون) أن يعطوا قيمة لأنفسهم التي ليست عندهم، لأنهم فقدوها، مقابل فلوس البترول، ضيعوا المهمة الحقيقية للفقهاء.
اتحاد علماء المسلمين ينبغي عليهم أن يعتذروا للمسلمين على الجريمة التي عملوها، تخريب سوريا، وتشريد شعب بكامله، وبان الخطأ، عوض أن يجمعوا، ورأب الصدع بين المسلمين، عوض من أن يخلقوا الأخوة بين الناس، عوض من أن يخلقوا السلم، مشوا يعملون بيانات القتال والمقاتلة، ويعلنون النفير، ولا يعتذرون. الكنيسة اعتذرت عن كل أخطائها التي ظلمت فيها الناس، ودمرت شعوبا.
وعلماء المسلمين (بين مزدوجتين كما قال) لا يعتذرون، التلقيح لا يحتاج إلى فتواهم، وينبغي عليهم أن يتقدموا هم أولا للتلقيح”.
(هذا نص كلامه كما هو ماعدا بعض العبارات اليسيرة بالعامية ترجمتها إلى العربية) لنقف على كلام عصيد لنبين كذبه وإفكه، ثم تطاوله على أكبر مؤسسة علمائية في العالم، وذلك فيما يلي:
أولا: مكانة علماء الاتحاد لا يرتاب فيها أحد البتة، ومنزلتهم مشهود لهم بها علما وحكمة وورعا ونضالا، فقبل تأسيس الاتحاد، يعرفهم الخاص والعام، بكتاباتهم الماتعة، ومواقفهم الراسخة، فقد كانوا ولايزالون ينافحون عن قضايا أمتهم، بوسطية واعتدال، فهل مثلهم في حاجة لمن يعطيهم قيمة من أمثال عصيد أم أن قيمتهم نابعة من علمهم ومواقفهم؟ إن هذا لشيء عجاب.
ثم ما هي وظيفة الفقهاء التي ضيعها علماء الاتحاد؟ مع العلم أن عصيدا علمانيا حداثيا حدثا أكبر؟ لم يفصح عن ذلك، لأنه لا يؤمن بالفقه ولا الفقهاء أن يكون لهم أي دور في المجتمع. لعله يقصد أن يصلوا على الأموات ويستفتوا في الحيض والنفاس وهلم جرا. أما أن يكون لهم دور ريادي في الشأن العام والفكر والثقافة والبناء الحضاري فعصيد لا يؤمن بذلك، لأنه لا يؤمن بأن للشريعة دخلا في الحياة البتة.
ثانيا: للتدليس على الناس يروج عصيد افتراء آخر وهو أن الاتحاد يغدق عليه من (فلوس البترول)، والعكس هو الصحيح، إذ أموال البترول هي التي تحارب علماء الاتحاد، وتمول الذباب والباعوض الإلكتروني وغيره، لمحاربة الاتحاد والتضييق عليه. وأموال البترول هي التي تستأجر الأقلام الخبيثة، والصحافة الضالة المرتزقة، لترويج الإفك والبهتان على الاتحاد. وهي التي تضلل الناس بالافتراء أن الاتحاد “منظمة إرهابية إخوانية”. ولو كان الاتحاد يتلقى أموال البترول كما يزعم الكذاب عصيد لكان له جيش من الصحافيين والإعلاميين والقنوات، لكن مع الأسف أن عصيدا وأمثاله يفترون على الاتحاد الكذب وهو يعلم بذلك.
ثالثا: ادعاء عصيد أن الاتحاد أفتى بالقتال والمقاتلة في سوريا، وأنه خربها، وشرد شعبها، كل هذا ضلال وكذب بواح، نحن نتحداه أن يأتي ببيان واحد يؤكد مقالته هذه، فبيانات الاتحاد كلها موجودة على موقعه، خذ الوقت الكافي لتطلعنا على ما تدعيه، ولو كنت فعلا مثقفا وتنشد الحق، لكلفت نفسك أن تبحث عن ما يعزز كلامك من بيانات الاتحاد، ولكن الحقد أعمى بصيرتك، وحط على بصرك. فالاتحاد في بيانه المعنون بـ(الاتحاد علمية الرسالة والمنهج واستقلالية الرؤية والموقف) جاء فيه بيانا لمؤسسة الاتحاد أنه”مؤسسة علمائية شرعية مستقلة، تعمل على تبليغ رسالة الإسلام وتوجيه المسلمين إلى الفهم الصحيح لأحكام دينهم، من خلال الحفاظ على هوية الأمة ونشر الوسطية بعيدا عن الغلو في الدين والتفريط بالثوابت، والعمل على وحدة الأمة وزيادة فعاليتها للقيام بأمر الدعوة إلى الله وعمارة الأرض، مستحضرا أهمية تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح وتعزيز المشترك الإنساني والحضاري”.
هذا هو خط الاتحاد، بل إن له جهودا مقدرة يشهد له بها الواقع في حل النزاعات بالحسنى، كما أن الاتحاد يؤيد “التأييد المبدئي لحق الشعوب في الإصلاح والنهوض والترقي، وفي حرية التعبير عن مواقفها وتطلعاتها وتظلماتها، في نطاق سلمي حضاري تحفظ به المصالح العامة، والسلم الأهلي”.
فهل يوجد في مثل هذا الكلام ما يدعو إلى القتال والمقاتلة كما يزعم افتراءً عصيد؟
ثم لماذا سكت عصيد عن جرائم بشار الذي فعلا هو من قتل الشعب السوري، وأخرجه من دياره، وشرده، بتعاون مع الشيعة والشيوعيين الروس، ألم تبدأ الثورة السورية بشعار سلمية سلمية؟
ألم يبدأ النظام بقتل الأطفال والتمثيل بهم، وقتل ألاف الضحيا بمكينته العسكرية؟
أليس من حق الشعوب أن تتظاهر سلميا يا من يصدع الرؤوس بالحرية التي لا يفهم معناها إلا ما دون الحزام، في مواقفه من الحرية الجنسية؟
لكن عصيد يظن أنه بالكذب والبهتان والمراوغة يستطيع النيل من الاتحاد، والذي يدل على كذبه وافترائه أنه لا يوجد لو نصف بيان يؤكد زعمه. وقد صدق المتنبي حين قال:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
ونحن نقول فهي الشهادة للاتحاد بأنه فاضل.
وأضيف شيئا آخر لأول مرة أصرح به، وهو أن أستاذنا أحمد الريسوني حفظه الله، رئيس الاتحاد حكى لي بنفسه أنه نصح بعض الإخوة السوريين والليبيين أن لا ينزلقوا إلى حمل السلاح في مواجهة النظام، وليتحملوا وليصبروا. لكن نظام بشار والقذافي كانا منهما ما كان، أرادا إبادة شعب بكامله، واستعانا على ذلك بالمرتزقة. والقصة يعرفها الخاص والعام. وهذا كله يدحض افتراء عصيد الكاتب المشاغب، والتشغيب لا يليق بمن له مسكة من عقل.
رابعا: ما موقف الاتحاد من قضية التلقيح؟ وهل العنوان الصحفي الذي علق عليه عصيد بإيعاز من الرمضاني لحاجة في نفسه يعبر عن حقيقة موقف الاتحاد؟ أم أن الاتحاد في القضايا ذات العلاقة بالتخصصات العلمية يرجع القول فيها إلى أهله، ويتمسك بما يمليه الخبراء في شتى المجالات؟
أجيب عن افتراء عصيد ومن والاه بفتوى للاتحاد على موقعه بعنوان (فتوى حول ضرورة الاعتماد على أهل الطب والاختصاص في موضوع لقاح كرونا، فايزر)، وإليكم نص الفتوى لتحكموا عليها بأنفسكم، ولتعلموا أن عصيدا تجارته وبضاعته ترويج الكذب، وعلى مائدته يقتات.
“فقد وردت إلينا مجموعة من الاستشارات والاستفسارات حول التطعيم بلقاح كورونا، وبخاصة لقاح (فايز).
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد
فمع الأسف الشديد خاض في هذه المسألة بعض الدعاة غير المتخصصين في الفقه الإسلامي وأصوله، ومقاصده، وكذلك بعض العامة من الناس، فأثاروا حول اللقاح الجديد لغطاً كثيراً، وأود أن أبين هنا بعض القواعد الأساسية للفتوى .
القاعدة الأولى: لا يجوز الافتاء إلاّ لمن كان أهلاً له، بأن يكون عالماً بالكتاب والسنة وأصول الفقه، والمقاصد، والمآلات، وإلاّ فهو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (أجرؤكم على النار أجرؤكم على الفتوى) .
القاعدة الثانية: أن القضايا العلمية والطبية والتخصصية يرجع أمرها وبيانها إلى أهل الاختصاص والتخصص، فقال سبحانه (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[2] وقال تعالى: (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا).
وبناء على ذلك، فبما أن الجهات المتخصصة لهذا اللقاح قد أقرّته واعتمدته، وأثبتت فوائده وتأثيره، فإن الفتوى تبنى على ذلك، بل إن الفتوى بالإباحة تعتمد على الغالب المؤثر، ولا تحتاج إلى النسبة الكاملة، بدليل قوله تعالى (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) ولذلك اتفق الفقهاء على أن أيّ شيء تكون منافعه أكبر وأكثر فإن حكمه المشروعية .
القاعدة الثالثة: أن حكم اللقاح هو حكم العلاج ترد عليه الأحكام الشرعية حسب المصالح والمنافع، أو المضار والمفاسد، وهذا ما يقرره أهل الطب والاختصاص .
لذلك فإذا أقرت الجهات الطبية ان هذا اللقاح ضروري ولازم لفئة معينة أو لأشخاص معينيين، فإن هذا الإلزام معتبر شرعاً حفاظاً على مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل، وحفظ المجتمع ومنع العدوى والانتشار، حيث هناك قرارات جماعية توجب العلاج في حالة العدوى اعتماداً على الحديث الثابت ( لا ضرر ولا ضرار ).
هذا والله أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الفقير إلى ربّه
أ.د. علي محيي الدين القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
فماذا بقي لعصيد أمام هذه الحجج الدوامغ، التي تبطل كذبه، وتفضحه وتخزيه أمام الناس، لكن الأدهى والأمر هو أن الرجل يصر إصرارا واستكبارا على تلفيق التهم والكذب، ليس على الاتحاد فحسب، بل سبق أن فعل ذلك في السنة الماضية، حين صوب سهامه الخاسرة تجاه رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، فانبرى له بالرد والتسفيه وفضحه فضحا مدويا على رؤوس الأشهاد.
وكم من مرات كثيرة إلا ويكذب على الحركة الإسلامية وعلى الفقهاء والعلماء. وقد صدق أنه “الكاتب المشاغب المثير للفتن، المشكك في القيم والعقائد”.
فهل من كان على هذا المنوال قمن به أن يعد من المثقفين والمفكرين أم أن السخافة تعلي من تشاء وتضع من تشاء؟ لكن سنن الله تعالى ماضية وقاهرة، قال تعالى: “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض“.
هذه اللعبة حفظناها من هذا الثنائي . وجهان لعملة واحدة . أذكر مرة في حوار سأله الرمضاني : ما رأيك في من يقول الإسلام هو الحل ، فأجابه الباحث الكبير هذه خرافة ووووو…. يعني حفظنا هذا الموال و حبل الكذب قصير .
كل ماجاء في اامقال جيد وجزاك الله خيرا إلا شيئا واحدا لم أره من الصواب، وهو نسبتك إلها للأمازيغ إسمه ياكوش. والأمازيغ كما تعلم مسلمون.، ولايجب الخلط
كنت تستغني عن هذه النسبة.فهل أقول أنا اليوم في هذا الزمان :إن هبل هو إله العرب؟.