أحمد ويحمان: “البورغواطيون الجدد” أدوات صغيرة داخل ورشة أكبر!

04 ديسمبر 2025 21:13
أحمد ويحمان من على متن أسطول الصمود يؤكد قرب نهاية إسرائيل باعتراف قادتها

هوية بريس – متابعات

أثار الباحث في علم الاجتماع السياسي ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، نقاشًا واسعًا بعد نشره مقالا مطوّلًا تحت عنوان “كلمات.. في الاختراق وخلفيات «قرآن بورغواطة»”، اعتبر فيه أن أخطر ما تواجهه الأمة اليوم ليس فقط الاحتلال المادي، بل “احتلال المعنى” عبر صناعة هويات بديلة ومشاريع اختراق ناعمة تُمهِّد لتفكيك الوعي والكيان.


“إسرائيل” كاختلاق وظيفي.. لا كدولة طبيعية

في مستهل مقاله، يؤكد ويحمان أن “إسرائيل” ليست دولة نشأت وفق مسار تاريخي طبيعي، بل “أعقد عملية اختلاق سياسي–أسطوري–استعماري في العصر الحديث”:
اختلاق شعب، واختلاق أرض، واختلاق ذاكرة، واختلاق قداسة.

ويشير إلى أن هذا “الاختلاق الوظيفي” تأسس منذ بدايات القرن العشرين حين التقت مصالح الرأسمال الاحتكاري العالمي مع المشروع الصهيوني، لإقامة كيان يؤدي دورًا استراتيجيًا في قلب المنطقة العربية والإسلامية:

تفكيك، ضبط، وتوجيه الثروة والقوة، وتأجيل النهضة، وإنتاج تبعية دائمة.

ويعتبر أن البحث الأركيولوجي والأكاديمي تم تسخيره مرارًا لصناعة “تاريخ بديل” يخدم المشروع الاستيطاني، لا لاكتشاف الحقيقة.

أخطر من الاحتلال العسكري: صناعة الهويات وتهيئة المجال

ويرى ويحمان أن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بالاختلاق في فلسطين، بل تحوّل إلى “آلة اختلاق عالمية” تُنتج هويات بديلة، وتعيد تصنيع الأزمنة والرموز والأساطير، وتُهيّئ بيئات جديدة لاستقبال نموذج “الدولة الوظيفية” نفسها.

وفي هذا السياق يضع الكاتب محاولات اختلاق “السنة الأمازيغية” خارج سياقها الحضاري الإسلامي، واستدعاء شخصية شيشناق “كقطع مع التاريخ الحقيقي”، وإحياء “نبي الأمازيغ” أو «قرآن بورغواطة» باعتبارها—وفق مقاله—عناصر في مشروع اختراق عقدي وسياسي يستهدف إعادة هندسة الوعي.

“البورغواطيون الجدد”.. أدوات في مشروع أكبر

ويحذر ويحمان مما سماهم “البورغواطيين الجدد” الذين يروّجون “هوية قاتلة مصطنعة”، واصفًا إياهم بأدوات صغيرة داخل ورشة أكبر تشرف عليها دوائر دولية استعمارية، تستغلهم—وفق تعبيره—في “تخريب المعنى وتفكيك الانتماء الحضاري”، إما مقابل مكاسب صغيرة، أو بجهل لحجم المخطط.

الاختراق الناعم: بطيء، عميق، وخطير

يشدد الكاتب على أن أخطر ما في مشروع الاختلاق هو أنه لا يعمل بالصدمات المباشرة، بل عبر تراكم بطيء:

أسطورة ← ثقافة ← هوية ← سياسة إعلان نهائي.

مثلما تشكّل الكيان الصهيوني، وكما تُراد له نسخٌ جديدة في المغرب والمغرب الكبير، وفق قول ويحمان.

“احتلال المعنى”… أخطر من احتلال الأرض

ويختم ويحمان مقاله بالتأكيد على أن المعركة اليوم ليست فقط ضد احتلال الأرض، بل ضد احتلال الوعي، لأن من يملك القدرة على صناعة المعنى يستطيع لاحقًا صناعة الكيان نفسه، “من التقويم إلى الرمز، ومن الحكاية إلى الدولة”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة