بين النصر والمكيدة.. ويحمان يفتح ملف “الخطر الصامت” بالصحراء

02 نوفمبر 2025 20:02
أحمد ويحمان يحذر من الاختراق الصهيوني بعد القرار الأممي حول الصحراء المغربية

هوية بريس – متابعات

الناشط الحقوقي أحمد ويحمان يربط القرار الأممي الأخير حول الصحراء المغربية بذاكرة التحرير والوحدة، داعيًا إلى يقظة وطنية ضد الاختراق الصهيوني المتسلل عبر “بوابة التطبيع”.


ذاكرة الوحدة والتحرير.. من معركة الاستقلال إلى معركة الوعي

في مقال مطول نشره على صفحته الرسمية، استعاد الناشط الحقوقي والباحث في علم الاجتماع السياسي أحمد ويحمان جذور قضية الصحراء المغربية في الذاكرة التحررية للمغرب الكبير، مؤكّدًا أن ما حدث يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 من تصويت أممي تاريخي لصالح مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل “حدثًا نوعيًا” و“انتصارًا دبلوماسيًا”، لكنه في الوقت ذاته لحظة تتطلب الحذر واليقظة.

ويذكّر ويحمان بأن قضية الصحراء ليست نزاعًا حدوديًا فحسب، بل امتداد لمعركة التحرر الوطني ضد الاستعمار القديم والجديد. فمنذ تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي سنة 1948 برئاسة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، ظلت فكرة الوحدة المغاربية مشروعًا استراتيجيًا جمع القادة الوطنيين في المغرب وتونس والجزائر، قبل أن تعمل القوى الاستعمارية على تفتيت هذا المشروع وإجهاض حلم التحرر الجماعي الذي صاغه الرواد الأوائل.

القرار الجديد.. انتصار للدبلوماسية المغربية ومراجعة للتاريخ

يعتبر ويحمان أن القرار الأممي رقم 2797، الذي دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، جاء تتويجًا لمسار طويل من الصبر والعمل الدبلوماسي، مؤكّدًا أن “ما بعد القرار يجب أن يكون مختلفًا عمّا قبله، لا بالاحتفال فقط، بل بتصحيح المسار التاريخي الذي شُوّه منذ عقود”.

ويشير الكاتب إلى أن خطاب الملك محمد السادس الذي جاء ساعات قليلة بعد التصويت، كان متوازنًا وعميقًا، حيث دعا إلى مدّ اليد لأبناء الأقاليم الجنوبية وللأشقاء الجزائريين، قصد فتح صفحة جديدة عنوانها المصالحة والوحدة المغاربية.

ويضيف أن الفرحة الشعبية التي عمّت المدن المغربية كانت “مشروعة ومستحقة”، لكنها تحتاج إلى وعيٍ ورزانةٍ تمنع الانزلاق نحو البهرجة والسطحية، فالمعركة ـ كما يقول ـ “لم تنتهِ بعد، بل دخلت مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا”.

الاختراق الصهيوني من الجنوب

في خضم هذه اللحظة الوطنية، حذّر أحمد ويحمان من الخطر الصهيوني المتنامي في الأقاليم الجنوبية، والذي وصفه بأنه “اختراق صامت يهدد سيادتنا ووحدتنا الترابية وهويتنا التحررية”.

وقال إن السنوات الأخيرة شهدت تنامي حضور رموز الصهيونية السياسية والاستخباراتية في الصحراء المغربية تحت غطاء “مشاريع استثمارية” مشبوهة، مشيرًا إلى زيارات شخصيات صهيونية بارزة وخرائط تقسيم استفزازية لوحدة التراب المغربي.

وأكد أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يهدد فقط الموقف المغربي من القضية الفلسطينية، بل يُعد خطرًا استراتيجيًا على الوعي الوطني والمغاربي، لأن “من يزرع ألغام التقسيم في الصحراء، ويغطي جرائم الإبادة في فلسطين، لا يمكن أن يكون صديقًا ولا وسيطًا نزيهًا”.

دعوة إلى يقظة وطنية ومجتمعية

ويشدد ويحمان على أن الفرحة بالقرار الأممي لا يجب أن تُنسي المغاربة معركتهم الحقيقية ضد الاختراق الثقافي والسياسي، داعيًا إلى جعل الذاكرة التحررية التي بُنيت بدماء الشهداء سلاحًا وعيًا ومقاومةٍ ضد التطبيع وكل أشكال التغلغل الأجنبي.

وقال: “إذا كانت للدولة إكراهاتها الدبلوماسية، فإن الشعب المغربي وقواه الحية لا يمكن أن تبرّر أي تهاونٍ مع عدو الأمة، ولا أن تعتبر قرار ترامب منّة، فصاحبه هو شريك في جرائم الحرب في غزة والمسجد الأقصى”.

وحدة المصير المغاربي.. الأفق الطبيعي لما بعد القرار

يختم ويحمان مقاله بالتأكيد على أن الوحدة المغاربية هي الأفق الطبيعي لحسم النزاعات المفتعلة، وأن “الصحراء في مغربها، والمغرب في صحرائه؛ بيت يسع الجميع على قاعدة الأخوّة والعدالة وحفظ ماء الوجه لكل الأطراف”.

ويؤكد أن القرار الأممي انتصار دبلوماسي وليس نهاية المعركة، بل بداية جديدة تتطلب نفسًا استراتيجيًا ويقظة جماعية لمواجهة التحديات الخارجية والمخاطر الصهيونية، داعيًا إلى تخليد ذاكرة جيش التحرير ورواد الوحدة المغاربية، ودعم كل مبادرة تُعيد للأمة المغاربية حلمها المؤجّل في التحرر والوحدة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة