أخطر ما يصاب به الدين هو أن يتكلم فيه الذين لا يحسنون صنعا ويصمت العلماء
هوية بريس – متابعة
قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في درسه الحسني الافتتاحي أمام الملك يوم 4 رمضان 1445هـ: “التعامل مع الأبناك؛ ذلك أن بعض المتكلمين في الدين قد أحرجوا ضمير المسلمين بالقول إن الربا هو الفائدة على القرض بأي قدر كانت، مع العلم بأن حكمة القرآن جاءت للقطيعة مع ممارسة كانت شائعة في بعض الحضارات القديمة وهي استعباد العاجز عن رد الدين بفوائد مضاعفة، وكان بعض فلاسفة اليونان قد استنكروا ذلك.
أما الاقتراض في هذا العصر فمعظمه للضرورة أو الاستثمار، وما يتم أداؤه من الفوائد يتعلق بثمن الأجل ومقابل الخدمات، فيما الفائدة تقل بقدر نمو الاقتصادي في البلد”.
وتعليقا على هذا الكلام كتب الدكتور محمد عوام تحت عنوان “تجديد الدين أم تبديده؟”: “أدعياء التجديد في زماننا كثر، يريدون التجديد في الحلال والحرام، والقطعيات والثوابت، والأصول المصادر، وهكذا يخوضون ويلعبون”.
وأضاف الباحث في الفقه وأصوله في منشور له في “باسم المقاصد بعضهم يريد إباحة العلاقات الرضائية وتغيير الأحكام القطعية، وباسم تجديد الدين تغير الأحكام الشرعية القطعية فتصير الفوائد الربوية حلالا طيبا، ولو كان في ذلك امتصاص دماء الناس، المهم أن التجديد المزعوم ما هو إلا تبديد للدين وقضاء عليه. أما حالات الضرورة فأصحابها أعلم بها، وأدرى بواقعهم، لكن الغريب أن يبتغى من وراء ذلك قلب الموازين أن تصير الضرورة المستثناة من القاعدة هي الأصل فتعمم فهذا هو خراب الدين والدنيا معا”.
وتابع الباحث المغربي “إن تجديد الدين لا يكون باستحلال الحرام، وإنما بإرساء قواعده ونظمه وقيمه وفضائله، ثم السعي في إصلاح الواقع بتيسير الحلال حتى يخرج الناس من الحرج والضيق المحوج لهم للاقتراض بالربا، وهذا لا ريب فيه مسؤولية الدولة والمجتمع معا”.
وإن أخطر ما يصاب به الدين، حسب د.عوام “هو أن يتكلم فيه الذين لا يحسنون صنعا، ويصمت العلماء، وتلك هي أم المصائب والله المستعان”.