أدونيس بمهرجان “ثويزا”.. فضيحة جديدة لـ”السارق الأدبي”!
هوية بريس – علي حنين
عاد الشاعر والناشط الحداثي المتطرف، “علي أحمد سعيد إسبر” المعروف باسمه المستعار “أدونيس”، للحديث عن زيارته للسعودية، في مهرجان ثويزا الذي أقيم مؤخرا بمدينة طنجة، وشهد استضافة عدد من الحداثيين والعلمانيين العرب والأمازيغ.
وخلال اللقاء تحدث “أدونيس”، بشيء غير يسير من الفرح والانتشاء، حول ما رآه وشاهده في أثناء هذه الزيارة التي وصفها بـ”التاريخية”! للمملكة الخليجية التي لطالما سلقها بلسانه الحاد الذي لم يكد يسلم منه شيء يمت للإسلام بصلة.
فما الذي أثار إعجاب الحداثي المتطرف و”السارق الأدبي” المعروف في سعودية ابن سلمان يا ترى؟
على عكس ما يدندن حوله كثيرا هو و”شِلَّتُه” من المناداة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتقدم العلمي، لم نجد “أدونيس” ينبس ببنت شفة عن مناخ الحرية، ولا عن المشاركة السياسية في المملكة الخليجية.
ولم يَفُهِ العجوز الذي فاق عمره 93 سنة بشطر كلمة عن مئات العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين الإسلاميين وغير الإسلاميين الذين زُجَّ بهم في السجون لغير جرم اقترفوه، بل ومنهم الكثير ممن انتهت مدة سجنهم التعسفي ومع ذلك لم يطلق سراحهم لحد الآن.
كما لم نسمع منه أدنى ملاحظة حول الوضع العلمي والتعليمي في المملكة.
يبدو أن كل ذلك لا يعني “السوبرمان الحداثي”، كما يصوره أتباعه ومريدوه؛ فقد وجدناه يضرب كل ذلك بعرض الحائط ليحدثنا عن سعادته الغامرة بأنه رأى السعوديات في أماكن عامة بالمملكة الخليجية وقد نزعن الحجاب، واصفا الأمر بأنه “حدث تاريخي” و”شيء مدهش”!
بل ويحلق صاحبنا بخياله المريض عاليا ليزعم أن عينه لم تكد تقع إلا على أربع أو خمس نسوة محجبات، وليته وقف عند هذا الحد، بل زاد الأمر غرابة حين زعم أن بعض هؤلاء الأربع أو الخمس نسوة قد اعتذرن عن لبس الحجاب في “حضرته”، وأنه لم يمنعهن من إبداء مفاتنهن له إلا ضغط أسرهن عليهن!!
كما زعم المنظر للإلحاد في مسروقات أدبية أن السعودية كانت مجرد مقبرة، لتنقلب بين ليلة وضحاها إلى بلد من أجمل البلدان في عهد محمد بن سلمان.
والمتأمل في مثل هذه الخرجات لهؤلاء الذين شابت رؤوسهم واحدودبت ظهورهم في الدعوة إلى العلمانية والحداثة يجد أن غاية ما يلهثون وراءه شهوات مريضة تتردد بين البطن والفرج، وأنهم مستعدون لكيل المديح بلا حد ولا عَدٍّ لأعتى الأنظمة الاستبدادية متى تم تمكينهم، ولو من شيء يسير، من تلكم الشهوات المحرمة.
وأما ما زعمه صاحبنا الحداثي المتطرف عن نساء السعودية فقد رد عليه عدد كبير من النشطاء من داخل المملكة وخارجها بأن الحياء والحِشْمَةَ والحجاب ما يزال هو الطاغي في المملكة، وأن ما زعمه “أدونيس” مجرد تخرّصات وخيالات جامحة يبعد تحققها في المستقبل المنظور.
ولمن لا يعرف “أدونيس”، فهو شاعر وناشط علوي حداثي متطرف، يحمل الجنسية السورية واللبنانية والفرنسية، اسمه الحقيقي علي أحمد سعيد إسبر، من فرط عداوته للهوية العربية والإسلامية تخلص من اسمه العربي وتسمى باسم مستمد من الأساطير اليونانية “أدونيس”.
وعُرف بتطاوله الفَجّ على الله تعالى ورسوله صلى الله عليهم وسلم، وهجومه الدائم على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، سالكا منهج معارضة الأديان والترويج للإلحاد، وزاعما أنه يستحيل تحقيق التقدم بدون حصر الإسلام في السلوك الفردي فقط وإقصائه التام عن أي تأثير في الدولة والمجتمع، وأن الإلحاد خطوة أساسية في التحول الاجتماعي والثقافي والإنساني.
كما لاحقت “أدونيس” الشاعر اتهامات كثيرة من طرف نُقَّاد بارزين بالتورط في سرقات أدبية بالجملة، وهو ما ألقى بظلال كثيفة من الشك على إبداعه، وأضعفت من مكانته كأحد أبرز شعراء العربية في القرن العشرين.
لا زال سدنة الحداثة في العالم العربي يظنون أن المناداة بالقطيعة مع الدين الإسلامي هو المدخل للحداثة الغربية وبالتالي تحقيق النهضة المنشودة، لكن في نفس الوقت نجد بعض الفلاسفة الغربيين ينادون بإدماج الدين في الحياة العامة، وفتح باب النقاش في فرنسا مثلاً للكلام عن ما بعد العلمانية؟!
مشكلتنا اليوم في العالم العربي ، له علاقة بالمجال السياسي، ونشر العدالة الاجتماعية، وتوفير التعليم الجيد والمجاني، والصحة التي تليق بالإنسان، والسكن اللائق لكل أسرة…
هذه هي مشاكلنا الحارقة.. لكن الحداثيين العرب يغردون خارج السرب كما يقال، ويرمون في غير مرمى..
من أجل ذلك تجاوزتهم الجماهير، لأنهم عجزوا عن صناعة المثقف العضوي الذي يعيش هموم شعبه ويحاول إيجاد الحلول لمشاكله.