أرجوزة التطبيع

هوية بريس – د.محمد عوام

هذه الأرجوزة التي سميتها بـ(أرجوزة التطبيع)، حاولت بناءها على بحر الرجز، الذي عرف عند أهل هذا الفن بحمار الشعر، قال الأديب الأريب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه (تاريخ آداب العرب): “والرجز كثير عند العرب لسهولة الحمل عليه، حتى سماه المتأخرون حمار الشعر”، لأنه سهل الركوب، وعندي أنه الأليق بالحمر الصهيووونية، مع اعتذارنا للحمر الأهلية، التي تقدم خدمات جليلة في غزززةة، فهي بذلك أحسن وأفضل من الحمر الأعرابية على حد وصف خليل في مختصره، على ما أذكر.

أنبه إخواني الأكارم أن هذه الأرجوزة هي محاولة مني، فأنا كما تعلمون لست بشاعر ولا شويعر، ولكن الأحداث الجسام تجعلك شاعرا غير شاعر، من جراء ما تسمع، ومن هول ما ترى، في هذا العالم الذي سِيمَته الظلم والطغيان والاستبداد والاستكبار وهلم جرا من هذه المرادفات، فإن وجدها المتخصصون في القوافي موافية للموزون، مؤدية للمقصود، فنحمد الله على ذلك، وإن كانت غير موزونة فحسبها أنها لعنت التطبيع والصهينة، ومن أراد أن يزنها فليعرضها على مؤسس علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي، أو ابن جني في كتابه (العروض) وأضرابهما، ولا إخالهما إلا أن يقبلاها على علاتها، لأنها تلعن ما كانوا يلعنون، فعلى بركة الله نركب على حلاسة الرجز، فنقول.

لعن في الخمر عشرة
أوصافهم بين الورى مشتهرة
ويقاس عليها التطبيع
وعلة قياسه معتبرة
فالكل وقع في السكر
من خمرة مصهينة
واعلم أنه خراب الأوطان
أخباره أصبحت معلومة منتشرة
فاحذر يا صاح من التلبيس
فإنه حرفة العملاء المتصهينة
يزينون بغي قبيحة الوجه
كأنها عروس وهي فاجرة
فقاوم التطبيع اللئيم بحزم
ولا تخشى أذنابه المنكسرة
واعلم أن كيانهم إلى زوال
ذاك ما نطقت به الآيات المعتبرة
وطوفان جاء مثل صاعقة
ليبيد دولة الظلم الفاجرة
يقوده رجال الله بعزم
وإيمان بالشهادة في الآخرة
لا يغلبون وهم أسد الوغى
ورب كريم يحميهم من الطائفة الكافرة
اللهم نصرك الذي وعدت
لعبادك المؤمنين على الفرقة الفاجرة