أردوغان: تركيا تواصل حماية الأمانات المقدسة للمدينة المنورة رغم الإساءات
هوية بريس – وكالات
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس، أنّ بلاده تواصل “حماية الأمانات النبوية الشريفة”، التي جُلبت من المدينة المنورة في العهد العثماني، في قصر طوب قابي (باسطنبول)، “وسط تلاوة للقرآن الكريم على مدار 24 ساعة”.
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز الفن والثقافة بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، علّق فيها على صاحب التغريدة المسيئة للقائد العثماني فخر الدين باشا الذي دافع عن المدينة المنورة في وجه الانكليز زمن الحرب العالمية الأولى.
وأضاف أردوغان قائلًا: “لو سألتم صاحب الاساءة والتصرف الوقح، عن هذه الأمانات (التي حفظها فخر الدين باشا)، صدّقوني لن يعرف، هؤلاء جهلة لهذه الدرجة”.
يشار إلى أن “عمر فخر الدين باشا”، والذي لقبه الإنكليزي بـ”نمر الصحراء التركي”، اشتهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916-1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة الإنكليز إبان الحرب العالمية الأولى.
ورغم الأوامر من إسطنبول والضغط من الإنكليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها، رفض فخر الدين باشا ترك مدينة الرسول محمد (خاتم المرسلين) واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل كأسير حرب من قبل الإنجليز، وأُرسِل كأسيرٍ إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل جهود حكومة أنقرة جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقًا سفيرًا لتركيا في أفغانستان.
وأردف أردوغان قائلًا: “إن لم ندرك جيدا حقيقة فخر الدين باشا ودفاعه عن المدينة المنورة، يخرج علينا من لا يعرف حدوده ويتطاول على أجداد أردوغان ويعاديهم إلى حد اتهامهم بالسرقة، كهذا الرجل المتغطرس بنشوة النفط والأموال (إشارة لناشري التغريدة المسيئة لفخر الدين باشا)، فيا أيها الوقح أين كان أجدادك عندما كان أجدادي يدافعون عن المدينة”.
وأضاف “بماذا يتعجرف هذا الرجل. بنشوة النفط والأموال (إشارة لناشري التغريدة المسيئة لفخر الدين باشا)، فيا عديم التربية، أين كان أجدادك عندما كان أجدادي يدافعون عن المدينة”.
وتابع: “عليك أن توضح ذلك أولا. فخر الدين باشا، عمل قرابة 3 أعوام هناك (المدينة)، وكان يفكر بأنه لو حاول الإنجليز القيام بعملية احتلال ماذا كان سيحل بالأمانات المقدسة، بهذا الوعي كان يتصرف، ونظره كان بعيدا إلى هذه الدرجة. ماذا فعل؟ أخذ هذه الأمانات من هناك مع ألفين من جنوده وأتى بها إلى إسطنبول”.
وشدد على أن فخر الدين باشا، احتفظ بهذه الأمانات في مكان سري بالأناضول (الجانب الآسيوي من تركيا) تفاديا لاحتمال تعرضها لأي هجوم.
من جهة ثانية، أفاد الرئيس التركي بأن بلاده تواصل مكافحة المنظمات الإرهابية بنجاح وحزم، وأن أنقرة أظهرت أنها لن تسمح بتشكيل ممر إرهابي بجانب حدودها.
وشدد على أنه من غير الممكن فهم مغزى نضال تركيا في كل من سوريا والعراق والشرق الأوسط والبلقان والقوقاز وشمال إفريقيا والمناطق الأخرى دون معرفة التاريخ.
ولفت أردوغان، إلى أنه عندما لا تعرف كيف تمت إدارة القدس على مدى قرون، فإنه لا يمكن فهم الحكمة من الأحداث التي تشهدها المنطقة.
وفي وقت سابق، أعاد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، نشر تغريدة مسيئة لأردوغان، وادّعى ارتكاب فخر الدين باشا، جرائم ضدّ السكان المحليين.
الأمر الذي أثار موجة غضب كبيرة في تركيا، ودفع بالرئيس أردوغان، إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول: “حين كان جدنا فخر الدين باشا، يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟”، وفقا للأناضول.
رحم الله الشيخ زيد (من باب اذكروا موتاكم بخير) فقد أساء أبناؤه لذكراه وأنسوا الناس فيما كان له من أيادي بيضاء لأنهم أشاروا إلى العرب والمسلمين جميعا ووقفوا في صف عدوهم وباعوا مقدساتهم وفرقوا صفوفهم وأطمعوا فيهم عدوهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.