أردوغان: لن تتخلى الدول الإسلامية عن القدس عاصمة لفلسطين
هوية بريس – وكالات
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأكيده على أن أي قرار بشأن مدينة القدس، التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي، هو في الواقع “منعدم الأثر”، مشددًا أن الدول إسلامية لن تتخلى أبدا عن طلبها بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تنعقد في مدينة إسطنبول اليوم الأربعاء، بدعوة منه، للنظر في قضية القدس على خلفية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بها عاصمة لإسرائيل.
وقال أردوغان: “بصفتي الرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامية أدعو الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها حول القدس”.
وأضاف أردوغان أن الجنود الإرهابيين (الإسرائيليين) يعتقلون أطفالًا بعمر العشر سنوات ويزجون بهم في أقفاص حديدية، مشددًا على أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب.
وأشار إلى أن إسرائيل حظيت بمكافأة على كافة أعمالها الإرهابية، وترامب هو من منحها هذه المكافأة، من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لها.
أردوغان شكر جميع الدول التي لم تقبل بالقرار الأمريكي الباطل، الذي لم تدعمه سوى إسرائيل؛ داعيًا الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها حول القدس.
وخص الرئيس التركي الشعب الفلسطيني بالشكر قائلًا: “أشكر الإخوة الفلسطينيين الذين لم يتوقفوا عن الكفاح”.
وشدد على أن القرار الأمريكي يعد انتهاكًا للقانون الدولي فضلًا عن كونه صفعة على وجه الحضارة الإسلامية.
وتابع أردوغان: “أعلنها مجددًا القدس خط أحمر بالنسبة لنا”، داعيًا الدول التي تدافع عن القانون الدولي والحقوق إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
وأضاف: “نحن كدول إسلامية لن نتخلى أبدا عن طلبنا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.
وقال: “مع الأسف إن مساحة فلسطين الآن بحجم إسرائيل عام 1947، صدقوني هذا التقسيم (الظالم) لا يصدر حتى من ذئب تجاه حمل”.
وأوضح أردوغان أن إسرائيل تسعى لتقويض حل الدولتين، ومن غير المقبول التغاضي عن قيامها بالتفريط بفرصة هذا الحل.
وطالب الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك، وقال: “هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة”.
ولفت أردوغان الى أن كل من يتجول لبضع دقائق في شوارع مدينة القدس؛ سيفهم أن هذا المكان تحت الاحتلال، وعليه فإن أي قرار يتخذ بشأن مدينة محتلة، هو قرار باطل.
وشدد، أيضا، على أن قرار الولايات المتحدة يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 الصادر عام 1980، والمتعلق بعدم مشروعية فتح سفارات في القدس.
وأكّد الرئيس التركي على ضرورة اتخاذ جميع دول العالم موقفًا حازمًا بشأن القدس الموجودة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك بابا الفاتيكان فرنسيس.
وفي هذا السياق شكر أردوغان بابا الفاتيكان للاحترام الذي يبديه لأهمية القدس بالنسبة لجميع الأديان، كما شكر كل من يبذل جهودا صادقة لإحلال السلام، بمن فيهم اليهود والمسيحيين.
وشدد الرئيس أردوغان على أن الدول الإسلامية لن تتخلى أبدًا عن المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية المستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس.
وأضاف: “السلام في منطقتنا وفي القدس لن يتم إلا من خلال جهود الغيورين والصادقين والنزيهين من كافة الطوائف والملل والأمم”.
ولفت إلى أن قرار الولايات المتحدة، التي تقف إلى جانب الذين يجعلون السلام مستحيلا، بدلًا من الوقوف إلى جانب الذين يريدون السلام، يصب في صالح جميع المنظمات المتطرفة، لاسيما في هذه المرحلة التي يجري فيها مكافحة الإرهاب.
ودعا الرئيس التركي، المسلمين في كافة بقاع الأرض، للتوجه إلى مدينة القدس وزيارة المسجد الأقصى.
كما وجّه رسالة إلى الفلسطينيين، دعاهم فيها إلى حل الخلافات القائمة بينهم، والتوحد من أجل مواجهة الامتحان العصيب الذي يخوضونه.
واعتبر أردوغان الوقوف على الحياد بين المحتل والطرف الخاضع للاحتلال، دعما للظلم.
وتابع قائلا: “المسجد الأقصى سيظل إلى الأبد للمسلمين، وسنستمر في التعاون مع الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يتولى مهمة حماية الأقصى، بالكفاح من أجل التصدي للحملات التي تستهدف الأقصى”.
وعقب إحراق المسجد الأقصى، عام 1969، على يد المتطرف المسيحي مايكل دينيس روهان، تمّ تأسيس منظمة التعاون الإسلامي بقرار زعماء وقادة الدول الإسلامية خلال اجتماعهم في مدينة الرباط المغربية.
وجاء تأسيس المنظمة، التي تضم 57 دولة، والتي تعد أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، ليدل على مدى الاهتمام الذي يوليه العالم الإسلامي للقدس، وفقا للأناضول.