أردوغان: يجب ألا نسمح بتحول مجازر غزة إلى حرب إقليمية
هوية بريس – وكالات
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة وقف “المجازر الإسرائيلية” في قطاع غزة، محذرا من إمكانية أن تتحول إلى حرب إقليمية في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الثلاثاء، خلال مشاركته في القمة الخليجية الـ 44 بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقال أردوغان: “يجب ألا نسمح للمجازر في (قطاع) غزة بأن تتحول إلى حرب إقليمية تشمل سوريا”.
وذكر أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعرّض أمن ومستقبل المنطقة بأسرها للخطر من أجل إطالة حياتها السياسية.
وأكد أن “أولويتنا إعلان وقف دائم وفوري لإطلاق النار، وضمان تدفق متواصل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وتابع: “فقدان أرواح 17 ألف فلسطيني بريء معظمهم من الأطفال والنساء يعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، لا ينبغي أن تمر جرائم إسرائيل دون مساءلة”.
ولفت إلى مواصلة تركيا مساعداتها الإنسانية للمنطقة، مضيفا: “أرسلنا حتى الآن 12 طائرة وسفينتين مدنيتين محملة بالمساعدات الإنسانية إلى العريش (المصرية)”.
وأشار إلى أن تركيا قامت بنقل مرضى ومصابين من قطاع غزة، وخاصة مرضى السرطان والأطفال، لمعالجتهم على أراضيها.
وأكد أردوغان أنه مع الأحداث الأخيرة، ظهرت مرة أخرى مدى أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: “ولهذا الغرض، أعلنا استعدادنا لتحمل المسؤولية مع دول المنطقة، بما في ذلك (دورها) الضامن”.
وبين أن أكبر عقبة أمام استقرار سوريا هي العناصر الإرهابية الانفصالية، وعلى رأسها “بي كي كي” و”بي واي دي/ واي بي جي”، التي تهدد سلامة أراضي البلاد ووحدتها.
وأضاف: “ننتظر من جميع إخواننا أن يكونوا يقظين بشأن مساعي هذه التنظيمات الإرهابية لإضفاء الشرعية على نفسها”.
وتابع: “نهدف إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. ويجب أيضًا تهيئة الظروف اللازمة من أجل العودة الطوعية والآمنة للسوريين. ندعو جميع الفاعلين إلى التعاون في هذا الاتجاه”.
وتبنى مجلس الأمن في 18 ديسمبر 2015، القرار رقم 2254 الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية، وتشكيل “حكومة وحدة” في غضون عامين تليها انتخابات.
وعن العلاقات الاقتصادية، أوضح الرئيس أردوغان أن بلاده تحافظ على مكانتها ملاذا آمنا للمستثمرين الدوليين، مؤكدا استعداد أنقرة “لتقديم كافة أنواع الدعم لإخواننا الذين يثقون بالاقتصاد التركي”.
وذكر أردوغان أن علاقات تركيا مع دول الخليج تتحسن يوما بعد يوم، وأن مشاركته في القمة هي إحدى مظاهر دفع العلاقات إلى الأمام.
وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات ستتطور من خلال العمل الموحد، مشيرا أن حجم التجارة الثنائية مع دول الخليج زاد 13 مرة خلال العشرين عاما الماضية ووصل إلى 23 مليار دولار في 2022.
وأضاف أن استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ودخولها حيز التنفيذ في وقت قصير سيزيد من حجم التجارة.
ورحب الرئيس أردوغان بكون تركيا إحدى أكثر الدول المفضلة لدى سكان بلدان الخليج لقضاء رحلاتهم السياحية.
وأكد أردوغان أن تركيا على استعداد لتعزيز الاتصال الوثيق والتعاون الاستراتيجي مع منطقة الخليج على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
ولفت إلى أن بلاده ستستضيف الاجتماع السادس للآلية الوزارية للحوار الاستراتيجي في مجلس التعاون لدول الخليج بمشاركة وزراء الخارجية في الربع الأول من 2024.
وأضاف أنه يولي أهمية كبيرة لمشاريع النقل التي تربط منطقة الخليج بأوروبا برا عبر تركيا، مبينا أن هذه المشاريع ينبغي أن تتوج في مجال الطاقة.
وأوضح أن تركيا حققت زخما مختلفا تماما في مجال الصناعات الدفاعية مع الإخوة في الخليج، وأن الأحداث الأخيرة كشفت مدى أهمية واستراتيجية التعاون في هذا المجال.
وتابع: “أرى من المفيد تنويع تعاوننا في الصناعات الدفاعية بما في ذلك الإنتاج والتمويل المشترك”.
وأكد أن الموقف المشترك (لتركيا ودول الخليج) تجاه الأزمة في غزة كان مثالا على العمل لحل المشكلات الإقليمية.
وأضاف أنه من المهم متابعة القرارات المتخذة في قمة الرياض، لافتا إلى أن مجموعة الاتصال لوزراء الخارجية عقدت اجتماعات في بلدان مختلفة وستواصل لقاءاتها.
وأشاد أردوغان بجهود دولة قطر في التوصل إلى هدنة إنسانية قصيرة الأجل في غزة وتبادل الأسرى، مضيفا “بالطبع كنا نأمل أن تتحول هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكن ذلك لم يحدث”.
المصدر: وكالة الأناضول.