“أردوغان” يوضح الهدف الأساسي للعقوبات الأمريكية ضد تركيا ..
هوية بريس – وكالات
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستسرّع خطواتها في الصناعات الدفاعية لتبلغ الريادة العالمية، وذلك ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة إثر تزودها بمنظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400.
جاء ذلك في كلمة أردوغان، الأربعاء، خلال مشاركته في مراسم افتتاح الجزء الثاني من الطريق السريع بين ولايتي نيغدا وأنقرة، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين، فرض عقوبات على أنقرة، على خلفية شرائها واختبارها منظومة صواريخ إس-400 الروسية للدفاع الجوي.
وأشار أردوغان إلى أنها المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات وفق قانون كاتسا الأمريكي على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي ناتو، معتبرًا أن العقوبات الأمريكية الأخيرة تمثل هجومًا صارخًا على الحقوق السيادية التركية.
وبيّن أن الهدف الأساسي للعقوبات، قطع الطريق أمام القفزات التي بدأتها تركيا في الصناعات الدفاعية لجعلها تعتمد على الخارج، مضيفًا “سنسرّع من خطواتنا في طريق بناء الصناعات الدفاعية لتبلغ الريادة العالمية”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تلبِّ أيًّا من شروط أنقرة من أجل شراء منظومات دفاعية، وأنها أشهرت سلاح العقوبات بوجهها (تركيا)؛ لأنها لبّت احتياجاتها من مكان آخر.
وشدد أردوغان على أن تركيا ستضاعف جهودها من أجل استقلال الصناعات الدفاعية من النواحي كافة، وأنها ستقف بقوة إلى جانب رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية، إسماعيل دمير، وبقية المسؤولين في المؤسسة الذين استهدفتهم العقوبات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، أكد الرئيس التركي أن حكومته لا تهمل أبدًا الدعم والتشجيع الخاص للاستثمار والإنتاج والتصدير والتوظيف، وأن تركيا ستحبط هجمات الطابور الخامس مثلما أحبطت جميع الهجمات التي تعرضت لها في الأعوام السبعة الأخيرة.
وأضاف: “نتابع من كثب كيف تسعى الأطراف -التي فشلت في تطويع تركيا- لاستخدام المعارضة الداخلية وبعض المؤسسات كالدمية في يديها”، لافتًا إلى أن نطاق الهجمات على تركيا يزداد كلما نمت وقويت واقتربت من تحقيق أهدافها، وتمسكت باستقلالها ومستقبلها وحقوقها السيادية.
وأشار إلى أن من لا يستطيعون التنافس مع تركيا على أرضية مشروعة، يسعون إلى تحييدها عن سبيلها عبر التهديد بفرض عقوبات أحادية.
وأردف: “خلال الأسابيع الأخيرة كان هناك تهديدات من الاتحاد الأوربي بفرض عقوبات، وأمس أعلنت العقوبات الأمريكية”.
ولفت إلى أن تركيا لا توجه العقوبات لأول مرة، وأنها تعرضت لعقوبات سابقًا عقب تنفيذها عملية السلام في قبرص عام 1974، مبينًا أن أسس الصناعات الدفاعية في تركيا وضعت عقب تلك العقوبات.
- صفحة جديدة مع الاتحاد الأوربي
وخلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل، أعرب أردوغان عن رغبة بلاده فتح “صفحة جديدة” مع دول الاتحاد الأوربي.
ويعد هذا الاتصال الأول من نوعه على هذا المستوى منذ توقيع العقوبات على أنقرة، الأسبوع الماضي.
وأوضح تقرير لجريدة “لوموند” الفرنسية، أن الرئيس التركي عبّر عن رغبته في “البدء من جديد” مع دول الاتحاد الأوربي، و”النظر إلى الصورة الكبيرة على أساس المصالح المشتركة”.
ونقل التقرير عن أردوغان قوله “نأمل أن يتبنى الاتحاد الأوربي موقفًا بنّاءً وحساسًا تجاه تركيا”، معتبرًا أن اتفاق الهجرة الموقّع في 2015 يمكن أن يكون نقطة انطلاق لخلق مناخ “أكثر إيجابيّة”.
وأوضح بيان أصدرته الرئاسة التركية، عقب المحادثة، أعربت فيه أنقرة عن أسفها لأن “جهات معينة تبذل جهودًا مستمرة لإثارة الأزمات”، داعيًّا إلى إنقاذ العلاقات بين تركيا وأوربا من “هذه الحلقة المفرغة”.
وكان زعماء الاتحاد الأوربي قد أقروا في اجتماعهم في بروكسل، الخميس الماضي، فرض عقوبات على ما اعتبروه “إجراءات تركية غير قانونية وعدوانية” لأنقرة في حوض البحر المتوسط ضد اليونان وقبرص.
وتنفّذ أنقرة أعمال التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها، ما أججّ هذا التوتر منذ أشهر.