أزمة غير مسبوقة تهز البودشيشية: صراعات، شبهات فساد، وامرأة غامضة!

هوية بريس – متابعات

تعيش الزاوية القادرية البودشيشية واحدة من أعقد الأزمات في تاريخها، وفق ما أفادت به جريدة المساء، التي كشفت في تحقيق خاص عن تصاعد الخلافات وسط المريدين بسبب ما وُصف بأنه “سلوك مريب” لمنير القادري بودشيش، الذي أصبح محور انتقادات حادة داخل الزاوية وخارجها بسبب علاقاته وتحركاته المثيرة للجدل.

وبحسب معطيات استقتها المساء من مصادر مطلعة ومن تقارير صادرة عن الوكالة الوطنية للأبحاث والتحقيقات، فإن الغضب داخل الزاوية تفاقم بعدما تبيّن أن قرارات منير لم تعد تصدر عن توجه روحي أو ديني، بل تُتخذ تحت تأثير مباشر من شخصية غامضة تتحكم في خيوط الزاوية من وراء الستار.

ووفق نفس المصادر، فإن هذه الشخصية هي امرأة تبلغ من العمر 66 سنة، تشتغل بإحدى وكالات الأسفار في باريس، لكنها تمارس أنشطة غير مفهومة، وترتبط بعلاقات مع حاخامات يهود في تل أبيب، إلى جانب ترددها على مشعوذين في أكادير وسوس والدار البيضاء.

وقد تمكنت هذه السيدة، حسب ما نقلته المساء عن مصادرها، من فرض سيطرتها الكاملة على منير القادري، لتصبح المستشارة الأولى والأكثر تأثيرًا في قراراته، سواء الروحية أو المالية.

وتحدثت مصادر المساء عن وجود شبهات جدية تحوم حول تورّط منير القادري، بتأثير من هذه السيدة، في عمليات تهريب أموال الزاوية إلى الخارج، عبر توزيع مبالغ مالية على مريدين يتم إرسالهم إلى فرنسا لإيداع الأموال هناك، قبل أن تُعاد إلى شبكات مالية مشبوهة.

وفي سياق متصل، كشفت نفس التحقيقات أن مصاريف استشفاء شيخ الزاوية تم تضخيمها بشكل يثير الريبة، بهدف استنزاف أموال المحسنين والداعمين، دون وضوح حول الوجهة الحقيقية لهذه المبالغ.

المساء أشارت كذلك إلى تبنّي الزاوية لما يشبه “المشيخة الثلاثية”، حيث بات كل من منير، جمال، ومعاذ القادري يتقاسمون القرار داخل الزاوية، وسط صراع محتدم على النفوذ، خاصة بين منير ومعاذ، مما فاقم الانقسام الداخلي.

كما لفتت الجريدة إلى أن الزاوية التابعة للطريقة في حي باشكو بالدار البيضاء، والتي تعود ملكيتها لجمال وحميدة أبناء الشيخ حمزة، أصبحت محط أطماع بسبب عدم تحبيس ممتلكات الطريقة، على غرار ما هو معمول به في الطرق الصوفية العريقة، وهو ما يكشف، حسب نفس المصادر، عن ممارسات تعكس هيمنة منطق الريع والعائلية على تدبير شؤون الزاوية.

وتخلص المساء إلى أن الزاوية القادرية البودشيشية تواجه اليوم أزمة بنيوية عميقة تهدد وحدتها وسمعتها، في ظل تغوّل المصالح الشخصية وغياب مرجعية روحية واضحة.