أستاذ الحديث بجامعة فاس: الزندقة تطل من أسوار الجامعة!!
هوية بريس – محمد السائح (أستاذ الحديث وعلومه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس)
اطلعت على غلاف بحث ماستر مع فهرس موضوعاته، ينتمي لشعبة اللغة العربية بكلية الآداب اظهر المهراز فاس، احتضنه ماستر “تحالف الحضارات وحوار الديانات بين الفكر الغربي والفكر العربي الإسلامي” الذي ينسقه يونس الوليدي، أجيز في الموسم الدراسي 2018/2019 يحمل عنوان: (الفكر الخرافي في التراث الإسلامي، صحيح البخاري أنموذجا) للطالب صلاح الهدهود وإشراف الأستاذ إدريس الذهبي.
وإذ نعبر عن شدة امتعاضنا ودهشتنا من هذا الهجوم الفج على المقومات العلمية للأمة المغربية، أعلن ما يلي:
1- ما أبعد هذا المسلك اللاعلمي في تناول التراث الإسلامي، عن منطق الحوار الذي يحمله شعارا هذا الماستر المحتضن. بل يبدو أنه ما أسس إلا ليخرج جيلا من الباحثين الأغمار الحاقدين على تراث أمتهم.
2- ليس من الأخلاق في شيء لمن يرفض نموذجا حضاريا، أن يهاجمه بهذه الوقاحة البعيدة عن أدنى أخلاق البحث العلمي في الجامعات. فإذا كان لمنسق الماستر والمشرف والطالب الباحث توجه إيديولوجي يناقض ثوابت الأمة المغربية، فليصرفوا ذلك خارج أسوار الجامعة، كما فعل ذلك المعتوه المسمى رشيد أيلال في كتابه أسطورة البخاري.
3- لو تغيى هذا البحث الموضوعية – وأنى له ذلك، وما أبعد أصحابه عن تخصص علم الحديث – لتناول التراث الإسلامي، من الجهة التي يسوغ فيها ذلك، كنقد ظاهرة الإسرائيليات مثلا في بعض كتب التفسير وغيرها أو الأحاديث الموضوعة؛ فاختيار صحيح البخاري وهو أصح كتب السنة على الإطلاق، دليل على النية المغرضة في الإساءة إلى التراث الإسلامي بل للإسلام نفسه. وما أشبه استشهاده في بحثه بنقد الجابري او أركون للتراث الإسلامي بالمثل المغربي القائل: “الكرعة محزمة بالفكوس”.
4- ما يدعيه خرافات مروية في صحيح البخاري، قد روي في جميع كتب السنة، ومنها ما وجد قبل ولادة البخاري، ولم يظهر لأي أحد أنه خرافة، وقد تعاقب على هذه الأمة آلاف العلماء العقلاء الذين يفهمون الكلام. فثبت أن هذا المتجرئ يتهم السنة والإسلام عامة، بالخرافة ويلصق التهمة بالبخاري تخفيا ونفاقا.
5- لو كانت الجامعة التي قدم في رحابها هذا البحث الوقح تحمل اسم موليير أو فولتير لكان ذلك غير مستغرب، ولكن أن تحمل اسم السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي لم يكن سلطانا فقط، يشجع على قراءة صحيح البخاري ودراسته، بل كان عالما محدثا يؤلف في الحديث وعلومه. فهذا يجعل التبعة ثقيلة على مسؤولي الجامعة بدءا من رئيسها السابق الذي كان يثقل كاهل طلبة الدكتوراه بشرط النشر في “السكوبيوس”، وهو غافل عن هذا الإلحاد الذي يخرج من جدران جامعته.
6- يا حسرتى على فاس، أكبر قلعة تاريخية مغربية للعناية بصحيح البخاري، كتابة وتوثيقا وتدريسا وشرحا ورواية، كيف يخرج من أرضها هذا المسخ النجس، ووالله لا تطهر أرضها منه، إلا بتصرف حازم ومسؤول من القائمين على الشأن بمحاسبة المتورطين في هذه الخيانة العظمى للأمة المغربية.
وما أصدق ما قاله أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي في مدح فاس:
بل أنصفت فاس ومن إنصافها — أبدا سقوط المدعي والمعجب
تنفي الدجاجل عاجلا أو آجلا — عنها فهي طريدة من يثرب
الله يرضى عنك