أستاذ جامعي: موضوع الأسرة هو منطقة التماس بين المجتمع والدولة
هوية بريس- متابعة
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات عبد الحفيظ يونسي، خلال مداخلة له بندوة نظمتها حركة التوحيد والإصلاح أول أمس الأحد، أن موضوع الأسرة هو منطقة تماس بين الدولة التي تنتج السياسات العمومية وبين المجتمع الذي يستقبل تلك السياسات العمومية، مشددا على ضرورة وجود مبادئ جامعة، موضحا أن كل أمة تخط لنفسها منظومة قيمية في بناء كيانها المجتمعي.
وفق مأورده موقع حركة التوحيد والإصلاح فقد انتقد يونسي عدم توجيه السياسات العمومية في المغرب إلى الأسرة كبنية وإنما إلى لأفراد، ممثلا لذلك بالسياسات الموجهة للشخص في وضعية إعاقة وللمرأة وللطفل وللشباب، مضيفا أن الذي يتخذ القرار لا تحضر عنده هذاه خلفية.
وأوضح المتحدث أن الفاعل الرسمي مطالب بمقتضى الفصل 32 من الدستور العمل على إنتاج وتنفيذ سياسات عمومية تستهدف الأسرة ككيان، مشددا على ضرورة الحاجة إلى تفكير الفاعل الرسمي في صياغة وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية في مجال الحماية الاجتماعية لأسرة المغربية.
وينص الفصل 32 من الدستور على أنه “تعمل الدولة على ضمان الحماية الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة، بمقتضى القانون، بما يضمن وحدتها واستقرارها والمحافظة عليها. تسعى الدولة لتوفير الحماية القانونية، والاعتبار الاجتماعي والمعنوي لجميع الأطفال، بكيفية متساوية، بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية“.
وعرض أستاذ القانون الدستوري تجارب مقارنة لعدة دول ركزت على قضية الأسرة في صياغة السياسات العمومية مثل ألمانيا وفرنسا بسبب ظهور عدة تحديات داخل المنظومة الغربية، مسلطا الضوء على التجربة الماليزية باعتبارها من الدول التي أولت عناية لقضية الأسرة من داخل السياسات العمومية.
واقترح خمس توصيات انطلاقا من التجربة الدستورية ومن التجارب المقارنة والأرقام الواقعية، وتتجلى الأولى في الحاجة إلى ترسيخ نموذج الأسرة المغربية وفق المنظومة الحضارية عبر الأساس الدستوري، وتتمثل الثانية في الانتقال من اعتماد الفرد كمنطلق ومبتغى للسياسات العمومية إلى اعتماد الأسرة كمحور للسياسة العامة والعمومية والقطاعية والترابية.
وتتجسد الثالثة في تطوير مؤشرات في نجاعة الأداء مرتبطة بالأسرة، وتتلخص الرابعة في ربط السياسات العمومية والعامة بالنتائج وأثر هذه السياسة على مستوى الأسرة، بينما تتجلى الخامسة في الالتقائية عبر الربط بين ما هو قيمي وما هو من تجليات المقومات الحضارية للأمة.