أسر تلجأ إلى الكتب المستعملة لمواجهة “غلاء” تكاليف الدخول المدرسي
هوية بريس-متابعات
تشكل انطلاقة العام الدراسي الجديد، تحديا ماليا للعديد من الأسر المغربية لاسيما في ظل موجة الغلاء التي طالت مختلف اللوازم المدرسية والتي تتزامن مع ارتفاع أسعار العديد من المواد الاستهلاكية.
وللتخفيف من تكاليف الدخول المدرسي يلجأ مغاربة إلى اقتناء الكتب المدرسية المستعملة أو مقايضتها مع معارفهم على اعتبار أن أسعارها تكون منخفضة مقارنة بالكتب الجديدة.
منير، شاب ثلاثيني، لجأ بدوره إلى إحدى مكتبات بيع الكتب المستعملة من أجل اقتناء بعض المقررات الدراسية لإخوته بعدما تعذر عليه اقتناؤها جديدة، منتقدا “الغلاء المتصاعد” في المقررات الدراسية.
ويوضح منير في حديث مع موقع “أصوات مغاربية”، أن دوافعه الأساسية وراء اعتماده على الكتب الدراسية المستعملة “تكمن في أثمنتها المنخفضة والتي تساهم في التخفيف من العبء المالي على أسرته لاسيما أن القدرة الشرائية لوالده ضعيفة جدا”.
ويستدرك منير أنه “رغم انتشار بيع الكتب المستعملة وتزايد الإقبال عليها إلا أن ذلك يبقى مهددا بين الفينة والأخرى بسبب لجوء المدارس الخاصة إلى تغيير مقرراتها الدراسية بشكل موسمي أحيانا مما يمنع الأسر البسيطة من اقتناء المقررات القديمة”.
وفي هذا السياق، يحذر منير من تداعيات عدم قدرة الأسر على اقتناء الكتب الدراسية الجديدة عند تغيير المدارس للمقررات، منبها إلى أن “بعض الأسر تلجأ إلى نقل أبنائها من التعليم الخاص إلى العام بسبب فرض طبعات جديدة تكون بأثمنة مرتفعة”.
من جانبه، يحكي رفيق (39 سنة) صاحب مكتبة لبيع وشراء الكتب المستعملة، نواحي مدينة القنيطرة، أنه منذ أزيد من 28 سنة وهو يشتغل في هذا المجال، لافتا إلى أنه كان يجمع الكتب من الأصدقاء والجيران ويعيد بيعها على الرصيف لتوفير مصروفه ومساعدة أسرته.
ويوضح رفيق أنه رغم انتقاله للعيش في الخارج إلا أنه يعود كل سنة مع حلول الموسم الدراسي الجديد ليستأجر محلا لمدة ثلاثة أشهر من أجل بيع وشراء الكتب المستعملة، عازيا ذلك إلى “حبه لهذا المجال منذ الصغر وأثر ذلك في التخفيف من وقع الغربة ومساعدة الضعفاء”.