أسعار العسل بالمغرب.. مهنيون يوضحون
هوية بريس – متابعات
تشهد أسعار العسل خلال هذا العام ارتفاعا غير مسبوق، بسبب تراجع المنتوج الوطني، قياسا بالاستهلاك المحلي، حيث يرجع التجار والمهنيون الأسعار الحالية إلى تأثير قلة الأمطار خلال العام الماضي على الإنتاج، وكذا بسبب المرض الذي كان قد أصاب طوائف النحل.
ويعرف شهر رمضان، خلال كل عام، إقبالا كبيرا على العسل، بالنظر إلى أن عددا كبيرا من الأسر تحرص على أن تكون هذه المادة الحيوية على مائدة الإفطار، وهو ينعش آمال المهنين تعظيم إراداتهم.
وضعية الأسعار .. معيار الجودة
قالت أسماء تيجاني، مسيرة تعاونية شهد الأطلس، إن إنتاج العسل خلال هذا العام جد ضعيف بالمقارنة مع السنوات الماضية، بسبب الانعكاسات السلبية لقلة الأمطار خلال العام الماضي على القطاع، وهو ما أفضى إلى ارتفاع الأسعار.
وبلغ إنتاج العسل في العام الماضي 6534 طن، مقابل 7260 طن في العام الذي قبله، بانخفاض بنسبة 10 في المائة، وذلك في سياق انهيار طوائف النحل بسبب الأمراض والجفاف الذي قلص مساحات المراعي.
وأوضحت تيجاني، أن تعاونيتها واجهت خلال هذا العام، مشكل نقص جودة العسل بسبب تداول أنواع طالها الغش، مما جعل أسعار العسل تتباين حسب الجودة، ذلك أن المنتوج الجيد يكون غالي الثمن.
وعن الأثمنة المتداولة من قبل تعاونية تيجاني، ذكرت أن ثمن عسل الزعتر يتحدد في 400 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما يصل ثمن الدغموس إلى 350 درهما، بينما يبلغ سعر عسل الزكوم 250، مقابل 220 درهما لعسل الخروب.
بدورها أفادت، مسيرة تعاونية بركة أولاد يدر، نعيمة الفضل، أن أثمنة عسل الزكوم المتداولة خلال هذا العام، تناهر 250 درهما للكيلوغرام الواحد، بينما يبلغ ثمن عسل الأوكالبتوس والليمون 120 درهما للكيلوغرام، فيما تحدد التعاونية ثمن عسل الأعشاب والخروب في 200 درهما للكيلوغرام الواحد.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن ثمن عسل الدغموس يتراوح بين 300 و270 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما يصل سعر غذاء ملكة النحل إلى 500 درهما للكيلوغارام الواحد.
وأفادت الفضل أنه خلال السنوات الماضية، كانت تبيع عسل الدغموس ب280 درهما، بينما كان عسل الليمون يباع بـ100 درهم، فيما كانت تتراوح أسعار عسل الأعشاب بين 160 و180 درهما، مرجعة هذا الارتفاع إلى ندرة المنتوج.
ماذا عن العسل المغشوش؟
أوضح الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يحرص منذ بداية السنة الجارية، على تشديد المراقبة على أنواع العسل، لحماية الأسواق المغربية من المنتوجات المغشوشة، والمخالفة لمعايير السلامة الصحية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق كذلك بالعسل المستورد.
ودعا بنبل النحالة والمهنيين إلى تغطية احتياجات الأسواق الوطنية، خلال شهر رمضان، من العسل المحلي الجيد، وسد الطلب الكبير الذي تعرفه هذه المادة خلال هذه المناسبة.
وإلى جانب هذه المعطيات، يشار أن الدكتور هشام عليبو، رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية والمنتجات الحيوانية الثانوية والأعلاف بالمكتب الوطني للسلامة الصحية، أن المملكة تتوفر على 157 منشأة لتوضيب العسل مرخصة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يتم مراقبتها بشكل دوري.
وأشار إلى أن مصالح المكتب تقوم في إطار برامج الرصد والمراقبة المبرمجة سنويا بأخذ ما يناهز 500 عينة من مادة العسل، من المنشآت المرخصة ونقط البيع وتوجيهها إلى المختبرات للتأكد من سلامتها.
وفي ما يتعلق بالعسل المستورد، كان المصدر ذاته قد أكد على أنه، عند الاستيراد، تقوم مصالح لونسا بنقط التفتيش الحدودية والمطارات والنقط الحدودية بالكركرات بجنوب المملكة بالمراقبة والتأكد من أن مادة العسل المستوردة مرفقة بشهادة صحية مصادق عليها من طرف السلطات الصحية للبلد المصدر، ثم مراقبة الهوية للتأكد من مطابقة مادة العسل المستوردة للوثائق المصاحبة لها، فضلا عن المراقبة المادية من خلال أخذ عينة من مادة العسل المستوردة للتأكد من أنها مطابقة لما يتعلق بعنونتها وكذا خضوعها للفحوصات العلمية من طرف مفتشي المكتب.
لذلك، تقوم مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية، بحسب المصدر ذاته، بحملات مستمرة في إطار لجن محلية مختلطة للمراقبة، تحت إشراف السلطات المحلية، للتأكد من جودة مادة العسل بنقط البيع، والتأكد من مدى استجابتها للقوانين والمعايير المعمول بها.
ولكي لا يتم التدليس على المستهلك المغربي، دعا المتحدث ذاته إلى التأكد من معايير الشروط عند شراء مادة العسل، من خلال اقتناء مادة العسل من نقط بيع ثابتة ومعروفة كمحلات البقالة والأسواق الصغيرة والمتوسطة.