كشفت دراسة حديثة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن منطقة الشرق الأوسط شهدت أسوأ ظاهرة جفاف حدثت منذ أكثر من تسعمائة سنة، فيما أشارت إلى أنه يعتقد أنها مسؤولة بشكل جزئي عن الحرب الجارية على الأراضي السورية.
وأكد العلماء أن موجة الجفاف التي استمرت 15 عاما في شرق البحر المتوسط، والتي انتهت في سنة 2012، كانت الأكثر جفافا في المنطقة من أي وقت مضى.
وأشارت الدراسة إلى أن الجفاف كان من المرجح بنسبة 98% أن يكون الأكبر خلال آخر خمسمئة سنة، مقابل نسبة ترجيح 89% لأن يكون الأكبر خلال التسعمئة سنة الماضية. وكانت الدراسة تناولت الاختلافات في تغير المناخ في المنطقة خلال الألف سنة الماضية.
وقام الباحثون بتحليل سماكة حلقات الأشجار عبر دول البحر المتوسط في شمال أفريقيا واليونان ولبنان والأردن وسوريا وتركيا، وقارنوها بسجلات في إسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا.
ووجدوا أن حلقات الأشجار الأكثر سماكة أشارت إلى السنوات عندما كان المطر غزيرا، في حين أن الحلقات الأقل سماكة أظهرت سنوات عجافا. وقد استنتجت الدراسة من هذا الأمر من إعادة بناء أنماط من الجفاف جغرافيا وعبر الزمن خلال الألف سنة الماضية، حيث إن معرفة ماهية أنماط الطقس الطبيعية أمر حاسم للعلماء لفهم مقدار تغير المناخ.
جدير بالذكر أن نمطي الطقس الرئيسيين اللذين يؤثران في الطقس الجاف في المنطقة هما ما يعرف “بتذبذب شمال المحيط الأطلسي”، و”نمط شرق المحيط الأطلسي”، وهذان النمطان يقومان بنشر منظومة تدفق الهواء التي توضح كيفية تأثر الريح والطقس بظروف المحيط، وعندما تتحول عواصف الأمطار من منطقة البحر المتوسط من حين لآخر تؤدي إلى ظروف أكثر جفافا، وأحيانا تؤدي إلى الجفاف.
وقال أحد العلماء بجامعة أكسفورد إن “الجفاف يؤدي غالبا إلى انتقال اللاجئين من منطقة إلى أخرى ويتركز الكثير من نشاط الجماعات المسلحة حول نهر الأردن وغيره لأن المياه هي أثمن مواردهم ويدركون قيمة السيطرة عليها”.
وأكد بعض المراقبين بأن هذه الأدلة الماثلة تعني أن شرق المتوسط يمكن أن يشعر فعلا بآثار التغير المناخي الذي صنعه الإنسان.