أشعر أنني أسقط ولا أعرف ماذا أفعل!
هوية بريس – تسنيم راجح
تقول: “لا أدري ما بي في الفترة الأخيرة.. إيماني أجده نَقُص، قلبي لا يتأثر كما كان لسماع القرآن، لا أتضايق من تضييع الوقت واللغو كما كنت، حتى أنني أحنّ لمعاصي كنت قد تركتها منذ زمنٍ طويل.. أشعر أنني أسقط ولا أعرف ماذا أفعل!”
أختي.. المسلم قد يتغير حاله فعلاً بين تقدّم وشيء من البطء أو التأخر.. لكن..
انظري في نفسكٍ عند هذه الحالات.. ابحثي في نقاط حياة قلبك ونقاط ضعفه..
لا أخفي عليكِ أن فهمي لأن القلوب تحتاج الشحن المستمر، وطاقتها ليست ثابتة، إيمانها لا ينبع من داخلها، وتحتاج التذكير والصلة المستمرة بكلام ربها وهدف وجودها لئلا تذبل أو تصدأ.. فهمي لهذا كلّه غيّر تعاملي مع تقلّبات نفسي ومحاسبتي لها..
ولذلك أدعوكِ اليوم لاستحضار طبيعة القلوب ولأن تسألي نفسك..
– متى كان آخر درس علمٍ حضرته؟ هل حضرته وأنتِ تعطينه انتباهك فعلاً أم كنتِ منشغلةً بثلاث أمورٍ أخرى وهو يمر؟
– ماذا عن صحبتك الصالحة؟ متى كانت آخر مدارسة أو اجتماعٍ بينكم؟
– ماذا عن وردك من القرآن؟ ما حال وقتكِ معه وتدبرك له وتأملك في تفسيره وإسقاطه على حياتك؟
– ماذا عن قراءتك النافعة؟
– إلى أي حدٍّ تشغلين نفسكِ بالدنيا (من تسوّقٍ وتجمّلٍ وجلساتٍ نسائية وتفنن بتحضير الطعام وتحسين البيت..)؟
– إلى أي حدٍّ تعتمدين على الناس بدل الله؟
– إلى أي حدِّ تعلّقتِ بأحد من البشر دون الله؟
– ماذا عن المعاصي في حياتك؟ استبدال شيءٍ من عبادات الخلوات بمعاصيها؟
– ماذا عن تعرّضك للمنكر وعدم إنكارك له حتي في قلبك؟ ماذا عن جلوسك مع الذين يعصون الله جهراً؟
– ماذا عن غضّك لبصرك؟ حفظك للسانك عن الغيبة أو النميمة أو الهمز وسمعك عنها؟
– ماذا عن أذكارك في الصباح والمساء؟
اجلسي مع نفسك وحاسبيها وانظري أين قصّرَت وما سبب تأخرها..
تفقدي تلك النقاط واعلمي أنها بلا شكّ ستؤثر وتنعكس على قلبكِ وصلتكِ بربك وخشوعك في صلاتك وتقواكِ وحبّكِ للطاعات وبغضكِ للمعاصي وندمك عليها..
تفقديها وراجعي نفسك وارجعي مباشرة..
تذكري أن الإيمان يزيد وينقص، ينقص بالمعصية ويزيد بالطاعة، تذكري أنكِ لستِ ثابتة وحدك ولا بمجرد أنكِ حصّلتِ بعضاً من الخشوع في رمضان أو ذرفتِ الدمعات الغاليات في القيام فقد ثبتِّ ولم تعودي معرّضة للتغير، فرسول الله كان دائم الدعاء لله أن يثبت قلبه ولا يكله إلى نفسه طرفة عين..
اعملي مباشرة ولا تقضي الوقت بالندم، لستِ تسقطين ولا يضيع تقدّمك..
أعيدي الوقت لكتاب الله في يومكِ، فرّغي نفسكِ له، ابحثي عن دروس العلم التزكوية والإيمانية التي يمكنك حضورها مباشرةً أو في توقيتها المباشر عبر الانترنت، فإن لم يكن فتسجيلاتها، لكن احضريها بتركيز، مع دفترٍ وقلمٍ وتفرّغٍ لها ما أمكن، اقطعي عن نفسك دروب أهم المعاصي التي تغزو يومك أو تروادك نفسك لها، تخففي من الدنيا الزائدة، لا تعطيها طاقتك ووقتك، أعطي صلاتك أولويتك، جاهدي نفسكِ لتعطيها نفسك ولو بمجرّد الصمت القليل بين الآيات..
من هنا ابدئي، واستمري بمحاسبة نفسِك ومراقبة كلماتها وحركاتها، وثغراتها وما يرويها وما ابتعدت عنه..
الحمدلله أنكِ تنبّهتِ للأمر، و الآن وقتكِ أنتِ لتعملي مع نفسكِ..