غادر محمد بنطازوت صباح أمس الجمعة، أشهر سجين بالمملكة، أسوار السجن، بعد قضائه لعقوبة 22 سنة من عمره في السجن.
واستقبل بنطازوت بالزغاريد وهتافات الأقارب والأصدقاء والجيران، وتعود تفاصيل قضية محمد بنطازوت، إلى سنة 1998 حينما، اتهم بنطازوت بتشويه جثة وتقطعيها إلى أشلاء، بطريقة مروعة، ووجهت له تهمة القتل العمد والتمثيل بجثة.
وقال الزميل الصحافي والحقوقي مصطفى الحسناوي في تدوينة على حائط الأزرق أنه تعرف ببنطازوت نهاية سنة 2014، في السجن المركزي، في الوقت الذي كان يقضي الحسناوي عقوبته السجنية المعروفة، “لم نكن في نفس الحي، لكن التقيته صدفة ذات مرة في مصحة السجن، اكتشفت فيه جانبا إنسانيا كبيرا جدا، فقد كان يعتني بكبار السن من السجناء، ممن بلغوا الثمانين والتسعين، وضعاف البصر، وأصحاب الأمراض الخطيرة، الذين لايستطيعون القيام.
كان يفعل ذلك تطوعا، يجمع من هنا وهناك علب حليب، وياغورت وبيسكوي… ثم يقصد مصحة السجن حيث يرقد هؤلاء، ويغسل أيديهم ووجوههم بالماء، وينظفهم، ويطعمهم بيدهم، ويلاعبهم ويتحمل طلباتهم، وكانوا بدورهم ينتظرون مجيئه، مثل أطفال صغار، يبسطون طلباتهم الصغيرة بين يديه، لكنها بالنسبة لهم طلبات كبيرة ومهمة، فهذا يريد أن يحلق له ذقنه أو شعر رأسه، وهذا يريد تدليك كاحله”.
ولما خرج محمد بنطازوت، كبل يديه بسلسلة حديدية ثم قال: “إنني لا أحس بطعم الحرية، لأنني مظلوم، ولو ربطت المسؤولية بالمحاسبة لما وقع كل هذا”.