أصعب معادلة لدى الشعوب لمحاربة الفساد

12 يناير 2024 09:26

هوية بريس – متابعات

اعتبر د.إدريس الكنبوري أن أصعب وأخطر معادلة تعيشها الدول المتخلفة هي “الإصلاح محاربة الفساد”.

وأضاف المحلل السياسي المغربي بأنه يستحيل القيام بأي إصلاح إذا لم يتم القيام بمحاربة الفساد؛ فيكون الإصلاح في هذه الحالة مثل رمي الدقيق في مطمورة تحت الأرض تتجمع فيها الفئران؛ فتظن أنك تخزن الدقيق في المطمورة بينما أنت تخزنه في بطون الفئران؛ وعندما تمر السنون ويأتي الجفاف تفتح المطمورة فيباغثك جيش الفئران المنتفخة بطونها ولا تجد في المطمورة دقيقا. فإذا لم تبدأ بتنظيف المخزن من الفئران أولا فإنك تضيع العمر وتخيب آمال الفلاحين.

وكشف ذات المتحدث أن هذه المعادلة تعد أصعب معادلة لدى الشعوب؛ ولذلك لا نجد الشعوب حين تخرج للاحتجاج تنادي بالإصلاح؛ بل بمحاربة الفساد؛ فهي تخرج للاحتجاج ضد الفساد لا مع الإصلاح؛ لأنها واعية بالفطرة بهذه المعادلة؛ وبأن سقوط الفساد يعني نهوض الإصلاح لأن الفساد يقيم فوق الإصلاح فيخنقه.

أما الشعوب التي تخرج للمطالبة بالإصلاح لا بمحاربة الفساد فهي شعوب البلدان المتقدمة؛ فهي تخرج للمطالبة بتعديل قانون أو شطب قرار أو إزاحة مسؤول؛ أي أنها تطالب بالإصلاح؛ لأن الفساد فيها موضعي؛ بينما الفساد في البلدان المتخلفة بنيوي.

ووذكر الكنبوري في هذا السياق بأن ابن خلدون رحمه الله قد شرح  كيف أن الولايات سبب المنازعة والغلبة لما تشمله من الملذات النفسانية والشهوات البدنية والخيرات الدنيوية؛ فيأتي جيل من أصحاب الولايات لا يعرف أصل قيام الدولة لبعد المسافة الزمنية بينهم وبين بناة الدولة الأولين؛ فيظنون أنها ما جعلت إلا لهم؛ ولا يمكن القضاء عليهم إلا بالعصبية. وقد تغير مفهوم العصبية اليوم في العصر الحديث فصارت تعني عصبية الدولة والمواطن.

وأرجع ابن خلدون فساد أهل الأندلس ونهاية أمرها إلى استغنائها عن قوة العصبية بسبب طول أمد الفساد والاعتياد عليه؛ حتى انفرط عقد الدولة وسقطت هيبتها فتجاسرت عليها الأمم؛ لذلك صارت المعادلة اليوم كالتالي: الدقيق=تطهير المخزن+إخراج الفئران.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M