أصلحوا العطب
هوية بريس – مقصود الله عبد الإله
زرع ربنا عز وجل الغيرة في الإنسان وجعلها أشد غريزة يتصف بها البشر منذ بدأ الخليقة.
حتى في الجاهلية كانت الغيرة متقدة بل بالغ أهلها فيها فوأدوا البنات غيرة ،وكان إذا طلق أحدهم خافوا خطبة المطلقة رهبة من غيرة المطلق ،و غير ذلك من مظاهر هذه الملكة في المجتمع الجاهلي التي لا تعد وليس المجال للخوض فيها.
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ، هذب الدين هذا الخلق الحميد ورسخه و أحاطه بقوانين تحمي الغيور و عرضه
و اليوم و أنت تتفكر في حالنا مع الغيرة تراها اضمحلت و توارت تساهل اللعب في لباس زوجته بدعوى تفهمه و انفتاحه ،فتخرج شبه عارية أو بجلباب يكشف ما أمر الله بستره و العياذ بالله، و لربما يكون هذا الزوج محافظا على الصلاة لكن لم يصل إلى مداركه أو تغاضى على أن الذي أمره بالصلاة قد أمره بستر زوجته و ابنته التي تخرج بسروال مقطع ضيق، بل و تخرج بصحبته ليشهد تلذذ الشباب بجسد قرة عينه.
أما الأمهات فقد وغل الوهن اتجاه عرض بناتهن فسمحن لهن بمرافقتهن شبه عاريات يعرضن سلعتهن على الذئاب المتربصة.
هذا هو نتاج الانسلاخ عن الدين و الاحتلال و أذنابه من منتكسي الفطرة بنوا علمان هذا الوطن و إعلام لميس و مهند
كتموا ” النفس” الكلمة التي تدل على الغيرة بالعامية ، طمسوا الهوية ،بل وجعلوا الغيور متخلفا رجعيا يضيق على بناته و أولاده و على ذكر الذكور فالولد له أن يزني فلا رحمة ببنات المسلمين فهو رجل يعربد كيف شاء و عندما يريد الزواج نبحث له عن بنت الحلال.
أي تناقض و أي حضيض هذا الذي وقعنا فيه، ليس مبالغة مني يكفي أن تخرج الشارع الشواطئ و المسابح و الأسواق لتعرف حجم المأساة
بسروا الزواج الصالحين ،لا تعرقلوا الخاطب المؤمن لتكثر الذرية العفيفة المصونة.
أخرجوا يا دعاتنا من كهوفكم تكلموا في الواقع و اصدحوا بحماية الأعراض ، أرشدوا الغافلين .
أيها الوالد لا تكفيك صلاتك و لا صباحك إن لم تنهى عن منكر في بيتك طال امرأتك و بنتك .
أنت أيتها الأم الأصل ومدار الأمر كله عليك ،احتوي أبنائك احميهم بجناحيك ونجهم من النار.
موضوع رائع فعلا نتمنى و نطمح أن يصلح حال مجتمعنا ومعه حال نسائه ومظهرهم كي نحس بالراحة النفسية ونحن نتجول في شتى الأماكن العامة لأن التبرج فتنة على الرجال والنساء .