أعضاء مركز تكوين.. تشريح معرفي (2)

06 يونيو 2024 11:22

هوية بريس- محمد زاوي

2-إبراهيم عيسى

يروّج إبراهيم عيسى، الإعلامي المصري وأحد مؤسسي “مركز تكوين”، لثقافة تفكيكية تسائل المقدسات الدينية، والإسلامية خاصة. ففي برنامجه “مختلف عليه” لم يترك مسألة دينية إلا وأخضعها لمباضع “أدلوجة حداثوية” بمدخلات معرفية. يستضيف ضيوفا من طينة خاصة، يتحدثون في تاريخ الأديان والقرآن والسنة والحديث وأحكام الشريعة الخ؛ يستضيفهم ب”قبعات معرفية”، أو من باب انشغال علمي عند بعضهم، لاصطناع هوة لا تاريخية بين الإنسان العربي ومرجعيته في التدين.

روايات إبراهيم عيسى لا تخرج عن هذا الخط، وهو نفس الخط الذي يقف عليه يوسف زيدان، حيث التركيز على البعد الوجداني في الدين (راجع روايته “مولانا”)، وتسليط الضوء على ضرورات تاريخية لعلاقة الدين بالسياسة (رواية “دم الحسين”)، ونقد سيطرة السلطة وتجاوز طابوهاتها (رواية “دم على نهد”).

لا يراعي إبراهيم عيسى، كغيره من الحداثويين، شرط التاريخ؛ فيستعصي عليه فهم تغير السياسات بتغير الزمن.. وهو نفس الموقف الذي استصحبه عند انتقاده لتبدل موقف السعودية من “وهابية القرن الماضي” إلى “وهابية الألفية الثالثة” (تغريدة على تويتر، 2023)، وقد استعصى عليه في وقت مضى التأقلم مع سياسات حسني مبارك في مصر.

إننا نسائل إبراهيم عيسى: ما تكون الحداثة إن لم تكن وعيا سديدا بضرورة السياسة؟! هل يستقيم، من منظور الحداثة ومنطقها، محاكمة الواقع السياسي والثقافي بحقائق الوجدان؟! أيصح الموقف من الدين مرفوقا أو مسبوقا بموقف زائف في السياسة؟! الحداثة وعي نظري قبل أن تكون مقولات، التمسك بمقولات مثالية لا يقل رجعية عن مثاليات أخرى ربما ينتقدها إبراهيم عيسى وأصحابه!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M