أعقل وخبط الغلمان؟

15 أبريل 2025 21:18

هوية بريس – خالد القصري

* الناظر بعين بصره قبل عين بصيرته يدرك أن إخواننا في أرض الرباط أرض العزة والصمود مظلومون قد أحاط بهم الخوف من كل جانب،

وقد مزقهم الجوع كل ممزق، ويدرك أنهم في واقع لا مناص منه، وأن السيف قد سبق العذل.

* فلن تجدي فلسفة أفلاطون، ولا نظريات الخوارزمي، ولا أشعار المتنبي، ولا روتيات هيجو، في تغير الواقع، وتزين المواقع، بل لن تغني ولن تسمن من جوع.

* فكيف يتفاصح بعض المتنطعين، ويتشاعر بعض المتملقين، وينمقون العبارات في تشتيت الشمل لا لمه، وتضعيف الضعيف لا ضمه،

يُقيم البيان وتتزين كلماته بالبديع، على الشريف الرفيع، ويتثاقل لسانه على من ظهر بهتانه.

أسد علي وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفيـر الصـافر

* يلومون ويذمون أهل الحق على حقهم، وتقصر بهم العبارة ويخونهم التعبير في صد أهل الباطل عن باطلهم، وقد قيل: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت“، وأنا أقول: “قل لي من تعادي أقل لك من أنت“،

فإذا كان الصديق يُعرف بصديقه، فالعدو يعرف بعَدَائه، والسهام لا تصوَّب على الرفاق، والسيوف لا تجز رقاب الأصدقاء.

* فكيف وسيوف بعض المتحذلقين قد شُحذت على إخوانهم، تثبيطا وتحبيطا، فلا للحق نصروا، ولا للباطل كسروا، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تنفر من قولهم،

ولا غرابة فاللسان بريد الجَنان، وما القول إلا شاهد وبرهان وقد صدق الأخطل حيث قال:

إن الـكـلام لفـي الفؤاد وإنـمـا
جعل اللسان على الفؤاد دليلا

* فالعجب كلُّ العجب من إخوان -نحسبهم منا يدينون بديننا، وينتسبون لسنة نبينا ﷺ ويستقبلون الكعبة قبلتنا- قد اختلطت أفهامهم وسقُمت أنظارهم، يتهمون الضحية في دمه، ويجعلون الذنب ذنبه، والجرم جرمه ويقولون له: “فذق يا قلب ما صنعت يداكا“،

أحدهم يقول: “الفلسطينيون باعوا…“، والثاني يهذي: “لقد كانوا آمنين لولا…“، والآخر ينظّر: “كل ما يُصنع بسبب…“، كلام لا يقوله عاقل، فضلا عن مسلم غيور، ونحن نرى الشوارع الأروبية تفيض حنقا وغضبا من ظلم بني جلدتهم زرق العيون، ونراهم يقولون: “لا لظلم الغـزيين“، فكيف يُمسخ فهم بعض المسلمين (في هذه الحيثية الأخوية) ويتزين فهم غير المسلمين!

* كيف يقول عدونا لعدونا أنت ظالم، ويقول الأخ لأخيه أنت ظالم دون وجه حق،

وهب أن قوله حقيقة وأن الغـزيين جنوا على أنفسهم بالاقتحام والاقحام، أليس بنو صهـيـون قد دخلوا وقتّلوا وذبّحوا وحرّقوا وهجّروا، نسلّم أن الغـزيين قتلوا منهم ألفين بل نقول ثلاثة آلف، فهاهم بنو صنصون قد قتّلوا ما يربوا على خمسين ألف شهيد، ودفنوا قصفا مالا يعد جهلا، وهجّروا أمة بأكملها، أبعد هذا الظلم الصريح، يصيح الجُهّال من أمثال “جاهد بالسنن“.

أقل شيء يا من تُحسب منا وتدرج في سجلنا “إذا لم تستطع أن تقول الحق، فلا تُنظّر للباطل” فهو لا محالة زائل، وستقول: “يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
9°
24°
الإثنين
20°
الثلاثاء
20°
الأربعاء
25°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M